(عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا)

سورة مريم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله قال الامام بن كثير رحمه الله مفسرا الايات الشريفات: قال بعض السلف: قام من الليل عليه السلام وقد نام أصحابه, فجعل يهتف بربه يقول خفية: يا رب, يا رب, يا رب, فقال الله له: لبيك لبيك لبيك قال الامام الشوكاني رحمه الله: قوله "ولم أكن بدعائك رب شقياً" أي لم أكن بدعائي إياك خائباً في وقت من الأوقات، بل كلما دعوتك استجبت لي. قال العلماء: يستحب المرء أن يجمع في دعائه بين الخضوع، وذكر نعم الله عليه كما فعل زكرياء ها هنا، فإن في قوله: "وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً" غاية الخضوع والتذلل وإظهار الضعف والقصور عن نيل مطالبه، وبلوغ مآربه، وفي قوله: "ولم أكن بدعائك رب شقياً" ذكر ما عوده الله من الإنعام عليه بإجابة أدعيته، يقال شقي بكذا. أي تعب فيه ولم يحصل مقصوده منه. لم اكن بدعائك ربي شقيا لا تكن بدعاء ربك شقيا فان ما تريده انت على ربك هين فبادر بالدعاء و لا تلتفت الى الاسباب التي قد تستبين لك معدومة..... التي قد تستبين لك مستحيلة... حكم بداية الداعي دعاءه بقول لم أكن بدعائك رب شقياً - إسلام ويب - مركز الفتوى. فلا مستحيل مع الله.... بادر بالدعاء و لا تكن بدعاء ربك شقيا... ربنا لا تجعلني بدعاءك شقيا... شكر الله لكم قراءة الموضوع اخوكم الكلمات الدلالية لهذا الموضوع ضوابط المشاركة لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى

حكم بداية الداعي دعاءه بقول لم أكن بدعائك رب شقياً - إسلام ويب - مركز الفتوى

ومن جهة ثانية فإِنّ شعلة النّار لها بريق وضياء يجلب الإِنتباه من بعيد. ومن ناحية ثالثة، فإِنّ النّار إِذا اشتعلت في محل له، فإِنّ الشيء الذي يبقي منه هو الرماد فقط. لقد شبه زكريا نزول الكبر، وبياض كل شعر رأسه باشتعال النّار، والرماد الأبيض الذي تتركه، وهذا التشبيه جميل وبليغ جداً. : (ولم أكن بدعائك ربَّ شقياً) الشقاوة خلاف السعادة، وكأن المراد بها الحرمان من الخير فهو يقول لقد عودتني دائماً ـ فيما مضى ـ على استجابة أدعيتي، ولم تحرمني منها أبداً، والآن وقد أصبحت كبيراً وعاجزاً فأجدني أحوج من السابق إلى أن تستجيب دعائي ولا تخيبّني. إنّ الشقاء هنا بمعنى التعب والأذى أي إِنّي لم أتعب ولم أتاذَّ في طلباتي منك، لأنّك كنت تقضيها بسرعة وفي تكرار قوله: { ربّ} ووضعه متخللاً بين اسم كان وخبره في قوله: { ولم أكن بدعائك رب شقيّاً} من البلاغة ما لا يقدّر بقدر، ونظيره قوله: { واجعله ربّ رضياً}. بعد ذلك بين حاجته عندما قال: (وإِنّي خفت الموالي من ورائي) أي إنّي أخشى من أقربائي أن يسلكوا سبيل الانحراف والظلم (وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضياً) أي مرضياً عندك.

ومن ذا الذي يشقى!! وهو يدعو الرب الكريم، الحليم، الغني، الواسع، اللطيف، الذي بيده خزائن كل شيء، ومقاليد السماوات والأرض، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، ويمينه ملأى، لا تغيضها نفقه، سحاء الليل والنهار، وما بالعباد من نعمة إلا منه، وما نزلت رحمة أو فضل إلا منه، والخير كله في يديه، والشر ليس إليه، وإن أخر العطاء أو الإجابة عن عبده فلعلمه بما يصلحه، ولرحمته به، ومنعه مما فيه هلاكه، وهو سبحانه لا يعجل لعجلة أحدنا، بل يستجيب لعبده ما لم يعجل، ويقول قد دعوت فلم يستجب لي. والفاهم اللبيب يستحضر هذا المعنى، و يقتدي بنبي الله زكريا عليه السلام، وهو يدعو ربه ويتوسل إليه بإحسانه وكرمه، قائلا: { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}[ مريم:4]. أي " لم تكن يا رب تردني خائبا ولا محروما من الإجابة، بل لم تزل بي حفيا ولدعائي مجيبا، ولم تزل ألطافك تتوالى علي، وإحسانك واصلا إلي، وهذا توسل إلى الله بإنعامه عليه، وإجابة دعواته السابقة، فسأل الذي أحسن سابقا، أن يتمم إحسانه لاحقا. " تفسير السعدي 1 / 489) 20 2 74, 647