كعب بن الاشرف

قال: فأتاه فقال: إن هذا ــ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ قد دعانا وسألنا الصدقة، قال: وأيضاً والله لتملنّه قال: فإنّا أتبعناه فنكره أن ندعه، حتى ننظر إلى ما يصير أمره، قال: فلم يزل يكلمه حتى إستمكن منه فقتله))/5 نفس المصدر حديث رقم 3031. (3) في باب الفتك با هل الحرب: ((... عن عمرو بن دينار، عن عبد ا لله بن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشرف؟ فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال:نعم، قال: فإذن لي فأقول، قال:لقد فعلت. )) 6 حديث رقم 3032 / (4): في باب قتل كعب بن الأشرف نقرأ رواية مفصّلة، وفيها أن القوم الذين تكفلو ا قتل كعب وبعد أن اتفقوا معه على أن الاستسلاف بوسق أو وسقين، ورفضهم رهن نساءهم وأولادهم، واتفاقهم معه على رهن السلام الذي بيدهم، تقول الرواية ((... ولكنّا نرهنك اللأمة... فواعده أن يأتيه، فجاءه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى حصن،فنزل إليهم، فقالتله إمرأته: أين تخرج هذه السّاعة؟ فقال: إنّما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو وائلة، وقال غير عمرو: قالت: أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدّم،قال: إنّما هو أخي محمّد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دُعي إلى طعنة بليل لأجاب.

ملابسات مقتل كعب بن الأشرف: الجمال المغدور!

كعب بن الأشرف قتل كعب في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة، تمّ قتل واغتيال أحد زعماء ورجال اليهود وهو اليهودي كعب بن الأشرف، وتم قتله على يد جماعة من رجال المسلمين الذين كلفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتلك المهمّة. كعب بن الأشرف كان كعب بن الأشرف أحد قادات وزعماء ورجال يهود قوم بني النضير، وقد قاد كعب بن الأشرف حرباً قوية وشرسة ضد المسلمين، وكثيرًا ما كان كعب بن الأشرف يصرّح بسبِ الذات الآلهية وشتم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكتفي كعب بالسب والشتم بل وأنشد أشعاراً وأبياتاً يهجوا فيها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وأيضاً لم يكتف كعب بذلك الأمر، بل أنَّه كان يدعوا القبائل للإنقلاب على دولة ديننا الإسلامي الحنيف، حيث جاء إلى مكة المكرمة يدعوا فيها قوم قريش للإنقلاب على المسلمين وقتالهم، حيث بدأ يذكر المسلمين ويذاكر معهم قتلاهم في غزوة بدر، ولكنّه استمر أيضاً في عمل وفعل ما هو أشد من هذا بكثير. وفي يوم سألته قريش عندما كانوا يعبدون الأصنام والأوثان، حيث سألوه: ( هل ديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه، وأيُّ الفريقين ما هو أهدى سبيلاً)، ففي ذلك الأمر نزل الرد من الله سبحانه وتعالى، حيث أنزل آيات بينات وقال عز من قال: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً).. سورة النساء.

واقعة قتل كعب بن الأشرف – E3Arabi – إي عربي

الرواية بكل وضوح تحمل معالم مدح وإطراء دقيق للسلوك اليهودي متمثلا في شخص كعب بالذات، فهو لابد أن يستجيب للدعوة حتى وإن كان فيها حتفه، لان (الكريم لو دُعي إلى طعنة لأجاب... )، على حد قوله. ونحن إذا قارنا بين سلوك كعب وسلوك كل من الذين قتلوه من المسلمين لرأينا الوفاء هناك والغدر هنا!! وقد كان هناك محاولة لاستغلال هذه المفارقة من قبل جهد يهودي ذكي، فنحن نقرأ في دلائل النبوة للبيهقي: ((أخبرنا أبو زكريا... عن عمر بن سعيد أخي سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن عباية، يعني ابن رفاعة قال: ذكر مقتل كعب بن الأشرف عند معاوية فقال يامين: كان قتله غدرا، فقال محم بن مسلمة: يا معاوية أيغدر عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تنكر، وا لله لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا، ولا يخلو لي دم هذا إلاّ قتلته))/8 3 ص 151 رقم 1088. وسواء كانت الرواية هذه صحيحة أم لا، فإنها تكشف لنا عن إمكان توظيفها ضد الأخلاقية الإسلامية. تحتل قضية الجمال مكانا مهما بل مركزيا في الرواية، فإن كعب كان أجمل العرب، فقتله تعبير عن إغتيال الجمال، وحشية دامية، وذوق سمج. إن شَعر كعب كان جزء أيروسيا في الرواية، فهو طويل ومعطّر بأحسن العطور،وكان الاخر يشم الشعر منتشيا برائحته القوية، لقد تضافرت كل عناصر الرفعة الذوقية في جسد كعب، فهو كان طويلا، وسيما، ذا شعر معطّر، ذا بطن، وهامة كما تذكر رواية.

فنزل فتحدث معهم ساعة وحدثوا معه ثم قال هل لك يا ابن الأشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ قال إن شئتم. فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة [1] ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، فأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فضربه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا. قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا، فأخذته، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا. [8] [9] قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس، ونزف الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا. قال فاحتملناه فجئنا به رسول الله آخر الليل وهو قائم يصلي، فسلمنا عليه فخرج إلينا، فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا، فرجع ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه.