نبي الله ايوب

وقد كان رفضه القريب والبعيد، سوى زوجته رضي الله عنها، فإنها كانت لا تفارقه صباحاً ولا مساء إلا لخدمة الناس ثم ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه. ولما طال عليه الأمر، واشتد به الحال، وانتهى القدر المقدور، وتم الأجل المحدد تضرع أيوب إلى ربه قائلاً: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، وفي الآية الأخرى، قال: { رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}، فعند ذلك استجاب له أرحم الراحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله عيناً، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عيناً أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً؛ ولهذا قال تعالى: { اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}. وقد روى البزار وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين، كانا من أخص إخوانه به، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال: أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين.

فيلم نبي الله ايوب

قصة النبي ايوب عليه السلام. بماذا ابتلى الله ايوب عليه السلام. ماذا نسفيد من قصة أيوب عليه السلام. قصة النبي أيوب عليه السلام: يقول الله تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ – فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ " الأنبياء:83-84. "نادى ربّه" أي دعاه؛ لأن النداء بالنسبة لله دعاء؛ لأن النداء بالنسبة لله دعاء؛ لأن النداء أن تطلب إقبال أحد عليك، لكن نداء الله تعالى معناه الدعاء ؛ لأنه غير نداء البشر؛ لأن نداء البشر كل مراده الإقبال، تقول مثلاً: يا محمد ، فيأتيك، لكن في أي شيء تحتاجه، هذا شيء آخر، لكن أيوب حينما نادى ربه ناداه بمطلوب يريد أن يحققه له، والضر ابتلاء في جسده بمرضٍ أو غيره، وقالوا: إن الأنبياء لا يمرضون مرضاً ينفرُ الناس منهم، ومعنى الضر: هو الإيذاء في الجسد، أما الضرر: فهو أي إيذاء في أي شيء آخر غير الجسد. إنّ أيوب عليه السلام لما أصابه الضر صبر، ولكن ألم الضر جعله يدعو ربه أن يكشف عنه ضره؛ لأن الإنسان لا يتشجع على الله.

قصة نبي الله ايوب

ينتهي نسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. وكانت بعثته على الراجح بين موسى و يوسف عليهما السلام. وقد وردت قصته في القرآن الكريم باختصار في سورة الأنبياء، وسورة (ص). حاصل القصة كان أيوب عليه السلام صاحب أموال كثيرة، وله ذرية كبيرة، فابتلاه الله في ماله وولده وجسده، فصبر على ذلك صبراً جميلاً، فأثابه الله على صبره، بأن أجاب دعاءه، وأعاد إليه أهله، ورزقه من حيث لا يحتسب. تفاصل القصة قصة النبي أيوب عليه السلام جاءت في سورة الأنبياء على النحو التالي: { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} (الأنبياء:83-84). وجاءت في سورة (ص) وفق التالي: { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43). يخبرنا تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السلام، وما كان ابتلاه به من الضر في جسده، وماله، وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أن زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحواً من ثماني عشرة سنة.

ما أدعوه أن يشفيني ويفرج عني ويرزقني إلا أن يمضي علي ثمانين سنة. فعندها يئست فقالت إلى متى هذا البلاء؟! فغضب وأقسم بالله أن يضربها مئة سوط إن شفاه الله. ووصل بها الأمر أن الناس ما عادوا يستأجرونها، خوفا من نقل المرض من زوجها. وظل على هذا الحال جائعين وفي يوم أتت له بطعام فتساءل فلم تخبره. وإذا هي ذهبت فباعت ضفيرتها لكي تأكل هي وزوجها وبعد أيام انتهى الطعام فذهبت وحلقت باقي شعرها وباعته. فتعجب من أين لكِ الطعام؟! وسكتت وألح فألح فكشفت عن شعرها فإذا هي حليقة الشعر. أيوب يدعوا الله سبحانه وتعالى بالخير عندها لما وصل به الأمر لهذا الحال قال قولة ليست هي دعاء صريح. يذكرها الله في كتابه العزيز: ۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) ( سورة الأنبياء) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ( سورة ص) ما نسب الشر إلى الله بل نسبه إلى الشيطان، ولم يدعوا فقط أظهر الحال، وعندها استجاب الله سبحانه وتعالى فورًا. فصبر أيوب يضرب به المثل على مر التاريخ، فلما دعا ربه بهذه الطريقة كشف الله عنه العذاب: يقول الله ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) سورة "ص" ضرب برجله فانفجر ينبوع من الماء واغتسل وشرب ورجعت صحته في لحظات وشفي.