ذِكْرُ بيعة الحُدَيْبِيَة، والتنويه بشأن من حضرها، وفضح الذين تخلفوا عنها من الأعراب، ووصفهم بالجبن والطمع وسوء الظن بالله وبالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنعهم من المشاركة في غزوة خيبر، وإنبائهم بأنهم سيدعون إلى جهاد آخر، فإن استجابوا غُفر لهم تخلفهم عن الحُدَيْبِيَة. تناولت الآيات أصحاب الأعذار الذين يباح لهم التخلف عن القتال؛ لعجزهم عن مباشرته، وأنهم لا إثم عليهم في ذلك. ذكرت السورة مِنَّة الله في كف الكافرين عن المؤمنين، والمؤمنين عن الكافرين يوم فتح مكة، بعد أن نصرهم الله وأقدرهم عليهم. فضل سورة الفتح للزواج - مقال. من فوائد سورة الفتح بيان أن الله صدق رسوله الرؤيا بالحق، وكان الرسول قد رأى في منامه أنه يدخل هو ومن معه من المؤمنين المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون. الثناء على المؤمنين الذين بايعوا رسوله الأمين وأيدوه ونصروه، وأن الله قدم مثلهم في التوراة وفي الإنجيل. خُتمت السورة ببيان خُلِق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {أشداء على الكفار رحماء بينهم} وببيان نعتهم وصفتهم في التوراة والإنجيل، وبذكر ما أعده الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من المغفرة والأجر العظيم. فوائد من فوائد سورة الفتح أن السكينة في القرآن وردت في ستة مواضع، ثلاثة منها في سورة الفتح، وقال ابن قيم الجوزية: "كان -شيخ الإسلام- ابن تيمية -رحمه الله- إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة، وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة، قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة، وقد جربت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته".
حيث تم وصف نزول سورة الفتح بأن ذلك أحب الى قلبه من الدنيا وما فيها، ويقال أن الكثير من أياتها تكون سببا في ادخال السعادة الى قلوب المسلمين. اقرأ ايضًا: فضل قراءة سورة الذاريات فوائد وأسرار سورة الفتح السورة تكشف فتح الله تعالى المبين على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونصر الله تعالى له، كما أنه يقال أن سورة الفتح بشرت المؤمنين بفتح مكة وانتصار الرسول على أعدائه وتثبيت أركان الدولة الإسلامية. السورة أوضحت حُسن نية المسلمين عقب صلح الحديبية وإزالة الحزن الذى أصابهم بسبب عدم تمكنهم من أداء العمرة وفقا لبنود الصلح وقتها، وكان الغرض منها منحهم الهدوء والسكينة والاطمئنان للقادم. تأكيد على تأييد الله تعالى البيعة التي حصلت في صلح الحديبية، والتأكيد على أن الصلح هى نصرة من الله تعالى وتفويض من الله تعالى للحفاظ على مكانة الدين الإسلامي والاستشهاد من أجله. اقرأ ايضًا: فضل قراءة سورة قريش الدروس المستفادة من سورة الفتح التأكيد على قيمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته بدليل، بشرى الله تعالى له بفتح مكة بجانب العديد من الفتوحات الكثيرة. خواص سورة الفتح - حياتكِ. بيان صفات المنافقين الذين تخلفوا عن المشاركة في صلح الحديبية، حيث وصفهم الله تعالى بسوء ظنّهم بالله، وأيضا الثناء على المؤمنين الحق الذين نصروا الله تعالى وأيدوا صلح الحديبية وساندوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكما هو شأن جميع سور القرآن التي نزلت لأسباب محددة؛ فإنّ سورة الفتح نزلت بسبب ما جرى في صلح الحديبية من أحداث، فكانت البشرى للنبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة رضوان الله عليهم، وإنزالًا للسكينة والطمأنينة على قلوبهم بوعدهم بحسن المآل والعاقبة بعد صلح الحديبية، إذ سيكون نصرًا مبينًا وفتحًا عظيمًا لنصر يتلوه نصر ونصر؛ مما يبيّن كرامة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند ربّه سبحانه وتعالى، وتضمنّت ثناءً على صحابة النبي الكرام وبالأخص أهل بيعة الرضوان، وفضحت أهل التخلف والنفاق [١] [٢]. خصائص سورة الفتح سورة الفتح سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة عند رجوع المسلمين من الحديبية في السنة السادسة للهجرة، وعدد آياتها تسعٌ وعشرون آية، وقد بشّر الله عزّ وجلّ بها النبي والمؤمنين بظهور أهل الدين وإدبار الكفار، إذ سماها الله بالفتح المبين، وبه افتُتحت السورة ولهذا سُمِّيت بهذا الاسم؛ كما تكرر لفظ الفتح فيها أربع مرات، وفيما يلي ذكر لبعض خصائص هذه السورة الكريمة [٣] [٤] [٥]: بشّر الله عزّ وجلّ نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام والمؤمنين في هذه السورة بأعظم الفتوح وأعظم حدث في تاريخ هذه الأمة. أدخلت هذه السورة السرور على قلب النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
تحدّثت السورة عن رضوان الله تعالى عن المؤمنين، وبيان ما أعده لهم من المغفرة والأجر العظيم. خُتمت هذه السورة بذكر صفات المؤمنين والثناء عليهم لطاعتهم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إذ بايعوا الرسول ونصروه وأيَّدوه، وقد وصفهم الله بقوله: { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. معلومات لا تصح عن سورة الفتح تنتشر العديد من الأقوال التي تشيد بفضل سورة الفتح مما لا يُعلَمُ له أصل في السنة، وعليه لا يُشرع تقييد قراءة السورة المذكورة بوقت معين أو في صلاة مخصصة، إذ إن ذلك كله من البدع التي عرفها الشاطبي رحمه الله بقوله: التزام كيفية وهيئة معينة، إذ لا يوجد لهذا التعيين أصل في الشريعة، ومن هذه الأقوال [٧]: من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من ليالي شهر رمضان في صلاة النافلة حُفظ عامه ذلك. من قرأ سورة الفتح عند رؤية هلال شهر رمضان في أول ليلة وسع الله عليه رزقه في ذلك العام حتى آخره، وتقرأ بصلاة ركعتين إذ تقرأ الفاتحة ونصف سورة الفتح في الركعة الأولى، ثم في الركعة الثانية الفاتحة وما تبقى من سورة الفتح. من داوم على قراءة سورة الفتح يوميًّا بايع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رؤياه، ونال الثواب والرضوان وحشره الله تعالى مع أهل البيعة، وفتح عليه من أجمع خيري الدنيا والآخرة.
ونتعلم من سورة الفتح وقراءتها أن من يتبع النبي صلى الله عليه وسلم يفوز ومع يقاومه أو يقيم عداوة معه فإن خسارته تكون كبيرة. ونستفيد من سورة الفتح الصبر في المقام الأول، وهذا اتضح من صبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من تعنت الكفار وإيذائهم له. إلى أن جاء نصر الله تعالى ودعمه لنبيه الكريم في النصر واستعادة الكرامة. يجب أن نتعلم عند قراءة سورة الفتح أن الثقة بالله تعالى لا يمكن أن تؤذي صاحبها أو تخيب أمله فيما يرجى. ويجب أن نتعلم أيضًا أن عندما يعجز الإنسان يجب أن يفوض ويسلم أمره لله تعالى، فهو الحق القادر على كل شيء. فضائل قراءة سورة الفتح جاءت سورة الفتح بالكثير من الفضائل المختلفة والتي تختص بقضاء الحاجات وتفريج الهم والكرب. حيث جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سورة الفتح أحب إليه مما طلعت عليه الشمس. ويقصد بهذا أنها أحب إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل شيء في الوجود. قراءة سورة الفتح هي بشرى للخير والفرج والمغفرة حيث أن قراءتها تبعث الثقة في النفس بان فرج الله تعالى قريب لا محالة. والمداومة على قراءة سورة الفتح كل يوم مع بعض قصار السور قبل النوم تقضي حاجة الشخص بإذن الله تعالى.