سجود السهو بعد السلام

ثالثاً: الشك: وسبق قريباً أن ذكرنا أن الشك لا يخلو من حالين: الأولى: شك يترجح فيه أحد الطرفين فيعمل بالراجح ويبني عليه ويسجد بعد السلام ويدل على ذلك: حديث ابن مسعود في الصحيحين تقدم قريباً الثانية: شك لا يترجح فيه أحد الطرفين فتبني فيه على اليقين وتسجد قبل السلام. ويدل على ذلك: حديث أبي سعيد عند مسلم وتقدم قريباً. وهذا التفصيل هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية حيث ذكر هذا التفصيل في الاختيارات (صـ62) وقال: " فهذا القول الذي نصرناه تستعمل فيه جميع الأحاديث الواردة في ذلك ". فائدة: المذهب أن من ترك سجود السهو إذا كان قبل السلام متعمداً بطلت صلاته لأنه داخل الصلاة فهو واجب فيها كمن ترك التشهد الأول، وأما إذا كان سجود السهو بعد السلام فإنه يأثم بتركه ولا تبطل صلاته لأنه خارج الصلاة فهو واجب لها وليس فيها كإقامة الصلاة واجبة للصلاة ولو تركها عمداً لم تبطل الصلاة فهي خارج الصلاة. مستلة من الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع (كتاب الصلاة)

إذا سجد للسهو بعد السلام ، فهل يتشهد ويسلم ؟ - الإسلام سؤال وجواب

تاريخ النشر: الأربعاء 29 صفر 1427 هـ - 29-3-2006 م التقييم: رقم الفتوى: 72941 9684 0 239 السؤال أحيانا أصلي منفردا ويأتى أناس يأتمون بي ولكن أحيانا أريد سجود السهو فلا أود أن يشاركوني فيه لأنهم لم يكونوا معي من الأول ، فأسلم ثم أسجد للسهو وحدي. فهل هذا التصرف سليم ؟ جزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمن ترتب عليه سجود سهو جاز له سجوده قبل السلام وبعده ، قال النووي فى المجموع وهو شافعي: وقال صاحب الحاوي: لا خلاف بين الفقهاء, يعني جميع العلماء أن سجود السهو جائز قبل السلام وبعده, وإنما اختلفوا في المسنون والأولى. انتهى وفى دقائق أولي النهى ممزوجا بمنتهى الإرادات وهو حنبلي: ( وكونه) أي: السجود ( قبل السلام, أو بعده ندب) لأن الأحاديث وردت بكل من الأمرين, فلو سجد للكل قبل السلام, أو بعده جاز. انتهى وللتعرف على مذاهب أهل العلم حول محل سجود السهو مع بيان محله الأفضل والأولى راجع الفتوى رقم: 17887. واعلم أن المأموم تلزمه متابعة إمامه في سجود السهو ولو لم يدرك معه موجب ذلك السجود ، وبالتالي فكان عليك أن تسجد سجود السهو في الوقت المفضل لذلك، وإن سجدته بعد السلام فصلاتك صحيحة كما رأيت.

يُشرَعُ السَّلامُ من سَجدتَيِ السَّهوِ، وذلك باتِّفاق المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة [2950] ((الهداية)) للمرغيناني (1/74)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/250). ، والمالكيَّة [2951] ((التاج والإكليل)) للمواق (2/21)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/296). ، والشافعيَّة [2952] ((المجموع)) للنووي (4/157)، ((روضة الطالبين)) للنووي (1/316). ، والحنابلة [2953] ((الإنصاف)) للمرداوي (2/114) ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/395). الأدلَّة مِن السُّنَّة: 1- عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ، ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى العصرَ، فسلَّمَ في ثلاثِ رَكَعاتٍ، ثمَّ دخل مَنزِلَه، فقام إليه رَجُلٌ يُقالُ له الخِرباقُ، وكان في يَدَيه طُولٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، فذكَرَ له صنيعَه، وخرَجَ غَضبانَ يجُرُّ رِداءَه، حتى انتهى إلى النَّاسِ، فقال: أصَدَقَ هذا؟ قالوا: نعم، فصلَّى ركعةً، ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ سجَدَ سَجدَتينِ، ثمَّ سلَّم)) [2954] رواه مسلم (574).