القرآن بين الشعر والشعراء: يخرج من ثقيف كذاب ومبير

وفي ذلك يقول الشاعر الإسلامي حبيب بن معلّا اللويحق؛ مقتبِساً من أنوار القرآن: فخيرُنا مَن تعلّمْ هذا الكِتابَ، وعلَّمْ ورتّلَ الذِّكرَ دَوماً بِآيِهِ يترنّمْ [3] اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا. [1] ندوة "المرأة المسلمة والحضارة"، ص31. [2] نقوش على صفحة المجتمع، مكتبة العبيكان، 1417هـ. [3] أغاريد شذا، ص 8.

ابيات شعر عن القران الكريم

د – الشاعر المتحنف زيد بن نفيل الشاعر زيد بن نفيل وصف ولادة المسيح بن مريم بهاته الأبيات: فقالت مريم: أنى يكون ولم أكن بغياً، ولا حبلى ولا ذات قيم فقال لها: إني من الله آية وعلمني والله خير معلم وأرسلت ولم أرسل غوياً، ولم أكن شقياً ولم أبعث بفحش ومأثم وسنجد هذه الأبيات بسورة مريم (21 – 23) "قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر، ولم أكن بغياً، قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً، وبرا بوالدتي ولم يجعلني شقياً". تحتفظ الذاكرة الإسلامية برواية متداولة أنه لما كانت فاطمة بنت نبي الإسلام تتلو آية "اقتربت الساعة وانشق القمر" (سورة القمر 1)، قالت ابنة امرؤ القيس "هذه أبيات شعر أبي أخذها أبوك وادعى أن الله أنزلها عليه"، لأن امرئ القيس توفي سنة (540 م)، ولم يولد محمد نبي الإسلام إلا سنة الفيل (أي سنة 570 م)، إلا أنه لا ينكر أن الأبيات المذكورة واردة في سورة القمر (1، 27، 29)، وفي سورة الضحى (1 – 2)، وفي سورة الأنبياء (21)، وفي سورة الصافات (37)، مع اختلاف طفيف في اللفظ وليس في المعنى. مثلاً ورد في القرآن "اقتربت"، بينما وردت في قصيدة امرؤ القيس "دنت"، فمن الواضح وجود مشابهة بين هذه الأبيات وبين آيات سورة القمر، فإذا ثبت أن هذه الأبيات هي لامرئ القيس حقيقة فحينئذ على المُسلم توضيح كيفية ورُودها في القرآن، لأنه يتعذر على الإنسان أن يصدق أن أبيات شاعر جاهلي كانت مسطورة في اللوح المحفوظ قبل إنشاء العالم.

سنحاول في هذا المقال المجزوء من بحث لنا أن نسلط الضوء على الأشعار الموجودة بالقرآن قبل الإسلام، تم نحاول أن نعطي مقارنة بما تكلم عنه أبي العباس التيجاني في كتابه "جواهر المعاني وبلوغ الأماني". قال الدكتور طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي" الذي صدر سنة (1933) بمصر: "الاختيار واحد من اثنين، أما أن نقول إن هناك شعرا جاهليا، أو نقول إنه لا يوجد قرآن"، فاتهمه الأزهر بالكفر والإلحاد، ولكن الحقيقة لها نورها الساطع الذي يجذب القلوب ويقنع العقول، ذلك إذا علمنا أن بعض الآيات القرآنية مقتبسة من القصائد الشعرية المنتشرة والمتداولة بين القرشيين قبل نبي الإسلام محمد، ونورد هنا بعض القصائد المنسوبة إلى هؤلاء الشعراء؛ والتي ذكرت بالقرآن كما هي أو تم تحويرها.

وقال البيهقي: أنا الحاكم وأبو سعيد ، عن الأصم ، عن عباس الدوري ، عن عبد الله بن الزبير الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي المحياة ، عن أبيه قال: لما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي [ ص: 252] بكر فقال: يا أمه ، إن أمير المؤمنين أوصاني بك ، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ، وما لي من حاجة ، ولكن انتظر حتى أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه ، وأما المبير فأنت. [((( ... الحجاج بن يوسف الثقفي ...)))] - الصفحة 4 - هوامير البورصة السعودية. فقال الحجاج: مبير المنافقين. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شريك ، عن أبي علوان عبد الله بن عصمة ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن في ثقيف كذابا ومبيرا ". وقد تواتر خبر المختار بن أبي عبيد الكذاب الذي كان نائبا على العراق وكان يزعم أنه نبي ، وأن جبريل كان يأتيه بالوحي ، وقد قيل لابن عمر ، وكان زوج أخت المختار صفية: إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه. فقال: صدق ، قال الله تعالى: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم [ الأنعام: 121] وقال أبو داود الطيالسي: ثنا قرة بن خالد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رفاعة بن شداد قال: كنت أبطن شيء بالمختار الكذاب.

[((( ... الحجاج بن يوسف الثقفي ...)))] - الصفحة 4 - هوامير البورصة السعودية

كتاب: سير أعلام النبلاء ابن عيينة: حدثنا أبو المحياة عن أمه قال: لما قتل الحجاج ابن الزبير دخل على أسماء وقال لها: يا أمه إن أمير المؤمنين وصاني بك فهل لك من حاجة؟ قالت: لست لك بأم ولكني أم المصلوب على رأس الثنية وما لي من حاجة؛ ولكن أحدثك: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (يخرج في ثقيف كذاب ومبير). فأما الكذاب فقد رأيناه- تعني: المختار- وأما المبير فأنت. فقال لها: مبير المنافقين (1). أحمد بن يونس: حدثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي عن أبيه قال: دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث وهو مصلوب فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء فقالت للحجاج: أما آن للراكب أن ينزل. فقال: المنافق. قالت: والله ما كان منافقا كان صواما قواما برا. فصل: حديث: «سيكون في ثقيف كذاب ومبير»:|نداء الإيمان. قال: انصرفي يا عجوز فقد خرفت. قالت: لا-والله- ما خرفت منذ سمعت رسول الله يقول: (في ثقيف كذاب ومبير... ) الحديث (2). ابن عيينة: عن منصور بن صفية عن أمه قالت: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد- وذلك حين صلب ابن الزبير- فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله؛ فاتقي الله واصبري. __________ (1) أبو المحياة: هو يحيى بن يعلى بن حرملة التيمي الكوفي ثقة أخرج حديثه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأمه لا تعرف.

أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( يخرج من ثقيف كذاب ومبير لم يرو هذا ... ) من المعجم الأوسط للطبراني

أما إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيخرجُ من ثَقِيف رجلان؛ كذَّابٌ ومُبِير" فأما الكذّاب، فقد رأيناه ابن أبي عُبيد، وأما المُبِير، فأنت ذاك. قال: فوثَبَ فانصرفَ عنها ولم يُراجعها.

إسلام ويب - مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد - كتاب الفتن أعاذنا الله منها - باب فيما كان من أمر ابن الزبير- الجزء رقم7

حديث: «بدأ الإسلام غريبا»: السؤال الخامس من الفتوى رقم (6357): س5: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء» قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون في الناس بعد فسادهم» (*) هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟ ج5: أصل الحديث في صحيح مسلم، فقد أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء» (*). وأما زيادة (قيل: من الغرباء؟... إسلام ويب - مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد - كتاب الفتن أعاذنا الله منها - باب فيما كان من أمر ابن الزبير- الجزء رقم7. إلخ)، فقد أخرجها الإمام أحمد في المسند؛ فروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء» قيل: ومن الغرباء؟ قال: «النزاع من القبائل» (*) ، وأخرج أيضا عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: «طوبى للغرباء» فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: «أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» الحديث (*). وأخرج أيضا عن عبدالرحمن بن سنة (بالنون المفردة) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بدأ الإسلام غريبا، ثم يعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء».

فصل: حديث: «سيكون في ثقيف كذاب ومبير»:|نداء الإيمان

قال: فدخلت عليه ذات يوم فقال: دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسي. قال: فأهويت إلى قائم السيف - يعني لأضربه - حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله ، رفع [ ص: 253] له لواء الغدر يوم القيامة ". فكففت عنه وقد رواه أسباط بن نصر وزائدة والثوري ، عن إسماعيل السدي ، عن رفاعة بن شداد الفتياني فذكر نحوه. وقال يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو بكر الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن مجالد ، عن الشعبي قال: فأخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة ، والأحنف ساكت لا يتكلم ، فلما رآني غلبتهم أرسل غلاما له فجاء بكتاب فقال: هاك اقرأ فقرأته فإذا فيه من المختار إليه ، يذكر أنه نبي. قال: يقول الأحنف: أنى فينا مثل هذا؟!. وأما الحجاج بن يوسف فقد تقدم الحديث أنه الغلام المبير الثقفي ، وسنذكر ترجمته إذا انتهينا إلى أيامه ، فإنه كان نائبا على العراق لعبد الملك بن مروان ، ثم لابنه الوليد بن عبد الملك ، ، وكان من جبابرة الملوك ، على ما كان فيه من الكرم والفصاحة ، على ما سنذكره. وقد قال البيهقي: ثنا الحاكم عن أبي نصر الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال عبد الله بن صالح المصري ، أن معاوية بن صالح حدثه ، عن [ ص: 254] شريح بن عبيد ، عن أبي عذبة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم ، فخرج غضبان ، فصلى لنا الصلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقولون: سبحان الله ، سبحان الله.

تخريج الأحاديث