الفرق بين البلاء والابتلاء

فالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر، فيمحقه محقاً، لأنه لا خير فيه. عندما قال سيدنا موسى-الكليم-: يا رب، أنت الرحمن الرحيم، فكيف تعذب بعض عبادك في النار؟ قال تعالى: (يا كليمي، ازرع زرعاً) فزرع موسى زرعاً، فنبت الزرع. فقال تعالى: (احصد) فحصد. ثم قال: أما تركت في الأرض شيئا يا موسى قال يا رب، ما تركت إلا ما لا فائدة به فقال تعالى (وأنا أعذب في النار، ما لا فائدة فيه) فهذا هو البلاء. كما يقول تعالى وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) ثانيا الابتلاء الإبتلاء وهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع. ما الفرق بين مفهومي البلاء والابتلاء - سطور. وبالتالي هناك: آداب الابتلاء سؤال: كيف يكون هناك إنسان مريض، ومصاب في ماله وجسده وأهله... فهل يكون هناك أدب مع كل هذا؟ نحن عباد الله سبحانه. والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيده من مهام، وهو يعلم أن (سيده سبحانه وتعالى): رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً. فإذا أمرضه، أو ابتلاه فلمصلحته. كيف؟ كان أبو ذر جالساً بين الصحابة، ويسألون بعضهم: ماذا تحب؟ فقال: أحب الجوع والمرض والموت.

ما الفرق بين مفهومي البلاء والابتلاء - سطور

الابتلاء إنّ من رحمة الله تعالى على الانسان أنّه سنّ سُنة الابتلاء في الأرض، فهو يُطهّر العبد من الذنوب، وهو يحثّ الإنسان على مراجعة نفسه وتصحيح مساره، وهو خيرٌ يرحم العبد يوم القيامة إذا صبر، فيُدخله جنة عرضها السماوات والأرض، كما قال تعالى: ( وبَشّرِ الصابِرينْ) والابتلاء لا يقعُ إلاّ على المسلم القريب من الله، وعلى من يحبّه الله، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه) فما يجب على المسلم فعله هو أن يصبر على قضاء الله، وأن يستعين بالصبر لينال بذلك الأجر العظيم، فهو خير له حتى وإن رآه بعين القصور البشريّة على أنّه شر له. ونرى في القَصص أنّ الابتلاء ميراث النبوة، فمن قلّ حظه من الابتلاء قلّ حظه من ميراث النبوة، كما قال أحد الصالحين، فالأنبياء هم أكثر البشر ابتلاءً، فليبتسم كلّ من أصابه ابتلاء من الله تعالى، وليصحّح سيره لكي لا يكون الابتلاء بلاءً عليه والعياذ بالله.

وعلى العباد المسلمين العلم أن الابتلاء لا يوقعه الله تعالى إلى على من يحبهم من عباده القريبين إليه والدليل على ذلك ما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه). ووفقاً لما سبق ذكره عن خير الابتلاء ينبغي على المسلم المؤمن العاقل حين يتنزل عليه الابتلاء أن يصبر على قضاء الله تعالى وقدره لينال بذلك عظيم الأجر والثواب، بدلاً من أن يرى أنه شر له. البلاء يقول الله جل وعلا في سورة البقرة الآية 216 ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وكثيراً لا يقدر البشر على فهم واستيعاب حكمة الله تعالى فيما يقدره على عباده من أمور خيراً كانت أم شر. كذلك فإن هناك فئة تعيش بين المسلمين تعيث بالأرض الفساد وعلى الرغم من ذلك لا يصيبهم المرض ولا يعانون من الهم أو الفقر بل تكون حياتهم في أكمل صورها يتمتعون بالسعادة والهناء مما يجعل قلب العبد المؤمن المبتلى يتساءل من منهم على صواب ومن هم المخطأ. ولكن لفهم تلك المسألة نعرض قول الله سبحانه وتعالى كشاهد دليل في سورة البقرة الآية 15 (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، إذ أن ما يعيشون به من نعم هو أمر ظاهري فقط في باطنه النقم والحجة التي سوف تنقلب عليهم يوم يرجعون فيه إلى الله تعالى.