نجم سهيل اليماني

وكان العرب في الصحراء يسترشدون أيضاً بالنجم "سهيل"، وهم يتوجهون صوب الجنوب ونجم "الثريا" نحو الشمال، كما يدل نجم "سهيل" على القبلة في بلاد الشام. وكثيراً من الناس عند مراقبتهم طلوع هذا النجم يرون واحداً من نجمين معروفين في كوكبة السفينة ذاتها أحدهما "الوزن" والآخر "الحضار" يظهران قبله بأيام قليلة فيحلفون أنهم رأوا سهيلاً ولهذا فقد سميا "المحلفان" أو "المحنثان". أما في البر فإنه ينبت أنواعاً كثيرة من النباتات لا تنبت إلا في مطر هذا الوقت، وكذلك تنبت "الكمأه" أو "الفقع" كما هو معروف. في العصر الحديث اتخذت المراكز الفضائية ومنها وكالة الفضاء الأميركية نجم سهيل وسيلة من وسائل تحديد الملاحة الفضائية، فمن خلال تحديد موقع سهيل يتم تحديد ثم توجيه بعض السفن والمركبات الفضائية إلى مساراتها البعيدة عن الكون. وتم تصنيف نجم سهيل من النجوم ذوات العمر القصير بعد أن قدر العلماء عمر هذا النجم بـ27 مليون سنة، وهو عمر يعد تحدي الحد الذي تنفجر عنده النجوم لتتحول إلى ثقب أسود، كما لم يتم تحديد بعد النجم المضيء إلا في التسعينات، حيث رجح العلماء هذه المسافة بنحو 1200 سنة ضوئية. ولما كان النجم سهيل نجماً عملاقاً وجباراً، وأبيض اللون، ويعد ألمع النجوم في السماء بعد نجم "الشعرى اليمانية"، كان الفلكيون المسلمون في العصور الوسطى يحددون اتجاه القبلة بواسطة هذه المعلومات الجغرافية.

  1. أساطير نجم عملاق زوَّجه العرب فبكته نجمة في السماء!

أساطير نجم عملاق زوَّجه العرب فبكته نجمة في السماء!

وقال إنه من الصعب رؤية نجم سهيل في عروض الإمارات قبل يوم 17 أغسطس كما هو متعارف عليه عند البعض كموعد لرؤية "سهيل" وبالبحث و التقصي و السؤال ، لم يثبت لي أحد في الإمارات مشاهدته للنجم سهيل قبل 20 أغسطس ، وانما يربطون طلوع سهيل ببعض التغيرات في الأجواء و التغيرات الطبيعية في البيئة المحلية ،والتي تحدث خلال النصف الثاني من أغسطس، وليس بالرؤية الفعلية للنجم. وهناك فرصة رؤية نجم سهيل في جنوب اليمن مع بداية أغسطس، وفي ظفار وعسير خلال الأسبوع الأول من أغسطس، ووسط الجزيرة العربية بحدود 24 أغسطس، أما شمال الجزيرة العربية فيمكن مشاهدته بدءا من يوم 8 سبتمبر. وأضاف أن العرب عدت الفارق بين رؤيته في الحجاز، ورؤيته في العراق، قرابة 20 يوما، وبين رؤيته في اليمن ورويته في الشام قرابة 40 يوما حيث يرى بجميع مناطق جزيرة العرب، لكنه لا يرى في أرمينيا، أو تركيا. وقال انه مع طلوع "نجم سهيل"، يبدأ التقويم الخاص بأهل الخليج والمعروف بـ"الدرور" وهذا التقويم ببساطة يقسم السنة إلى أربعة أقسام كل قسم مئة يوم ، "مئة الصفري " أو الخريف، و"مئة الشتاء"، و"مئة الصيف" أو الربيع، وثم "القيض" وهو وقت شدة الحر لها 65 يوما تكتمل فيها السنة، وكل عشرة أيام منها تسمى "در".

إلا أن بعض مفسّري المتنبي، شرحوا دلالة نجم سهيل، في البيت السابق، على أنها بمعنى الخراب والدمار والموت، بالقول إن سهيلا لو طلع، حل الخراب في الأرض وكثر الموت، وهو تأويل يتناقض مع موروث العربي عن سهيل، باعتباره كوكب فرح يُستَبشر بقدومه، فالعرب تقول: "أسعد من سهيل طلعتُه". وكان الشاعر العربي المشهور مالك بن الريب والمتوفى نحو سنة 60 للهجرة، قد طلب من أقرانه رفعه عاليا، وهو في حالة احتضار شعري متخيّل، فقط ليتمكن من رؤية نجم سهيل، كونه مقيما بخراسان ولا يمكن له من هناك مشاهدة ذلك النجم الضخم شديد اللمعان: أقول لأصحابي: ارفعوني فإنه يقرّ بعيني أنْ سهيلٌ بَدا ليا!