اول من يدخل النار عالم وشهيد

اول من يدخل النار حديث رسول الله - YouTube

  1. الوزير يدخل النار

الوزير يدخل النار

ومن بعيد رأيت الرجل... يا الله... أهذا هو من ارتعدت فرائص مصر من بطشه وجبروته؟!! أهذا هو من ألقى العشرات في السجون وبغى وتجبر... ؟!! ها هو يجلس وحيداً في ركن منزوٍ وقد خط الزمن بريشته خطوطاً متقاطعة على وجهه، وفعل الأفاعيل في تقاطيعه فتهدل حاجباه وتدلت شفتاه وبدا طاعناً في السن وكأنه جاء من زمن أهل الكهف. وعلى الطاولة وبعد همهمات وسلامات قدمت الأوراق إلى الرجل وأعطيته قلمي كي يوقع على العقد، إلا أنه أخرج قلماً من معطف كان يضعه على كرسي قريب منه ثم خلع قفازه، وارتدى نظارة القراءة وسألني بابتسامة باهتة... أوقع فين يا أستاذ؟ فأشرت له إلى خانة في الصفحة الأخيرة، وأمسكتها له كي أساعده، وفى اللحظة التي قام فيها الرجل بالتوقيع على العقد جفلت يدي رغماً عني، فوقعت الورقة مني، إذ وقعت عيناي على ظهر يد الرجل اليمنى فرأيت بقعة مستديرة ملتهبة في جلده يتراوح لونها بين الاحمرار والاصفرار وكأنها سُلخت على مهل، والغريب أنني شممت رائحة شواء تنبعث من هذه البقعة وكأنها ما زالت تشوى على النار!!! الوزير يدخل النار. ويبدو أن الوزير السابق تنبه لحالة الارتباك التي أصابتني، وتوقعت أن يهب ثائراً متبرماً، إلا أنه وعلى عكس ما توقعت نظر إلىّ نظرة حانية هادئة وكأنه أبي، وإذا بملامح طيبة ترتسم على وجهه بلا افتعال، ملامح لا علاقة لها بالوزير المتغطرس الباطش المستبد، وكأن ملامحه الطيبة هذه تدل على رجل من أهل الله، وبيد مرتعشة تفوح منها رائحة الشواء قدم لي الوزير العقد قائلاً: أتفضل يا أستاذ، ثم ألتفت لصديقي قائلاً: مبارك على الأرض.... إتفضلوا أكملوا الشاي.

[١] أول من يدخل النّار هُناك ثلاثة من أصناف النّاس هم أول من سيدخل النّار يوم القيامة، وأوّلهم: [٢] [٣] مَن يُقاتل لا يُريد في ذلك وجه الله، وإنّما يُقاتل ليُقال عنه جريء أو شجاع أو غيرها من الصّفات، فهو من أول الدّاخلين للنّار؛ لأنّ عمله كان رياءًا ومُكاءًا. الذي يتعلّم القرآن ولا يعمل به، فبعض النّاس يتعلّم القرآن ولا يُعلّمه لغيره ولا يعمل بما جاء به. المرائين في إنفاقهم، اللذين ينفقون ويتصدّقون لا يُريدون وجه الله تعالى، وإنّما ليراه النّاس بأنّه يُنفق ويتصدّق، فالأفضل الإنفاق في الخفاء حتى لا يدخل العبد في باب المُراءاة.