حرب عالمية ثالثة.. ماذا يعني حظر الطيران فوق أوكرانيا؟

الملف السوري والحرب المؤجلة مشاهد الحرب المحدودة القادمة نشوب الحرب الباردة من جديد اتسمت الحروب المعاصرة التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وتحديدا تلك التي ولدت من رحم الخليج العربي (حرب الخليج الأولى 1980، والثانية 1991، والثالثة 2003) بأنها لا تدور بعيدا عن فلك المصالح الأميركية الثابتة في المنطقة المتعلقة بالهيمنة على عصب الطاقة العالمي والتحكم بممراته إضافة إلى ضمان أمن إسرائيل. لذا نشاهد أن نتائج هذه الحروب ودوافعها الحقيقة -وليست أسبابها المباشرة- ليست في واقع الحال سوى ثمرات وبراءات اختراع نوعية وناجحة لدوائر التخطيط الإستراتيجية وبيوت الخبرة الأميركية التي تتوزع على أكثر من 17 مركز دراسات تجاوز عمر بعضها المائة عام تمرسا وخبرة في إدارة وتخطيط وتصميم الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية والتحكم بمساراتها المستقبلية ومن خلال منظور ورؤية استباقية في معظم الأحيان، تسعى جميعها وتتنافس في تقديم أفضل الرؤى لضمان المصالح الأميركية ولا سيما في المناطق الحساسة التي تشكل مفصلا حيويا في منظومة الأمن القومي الأميركي، وهي -أي المصالح- غير القابلة للمساومة أو المشاركة مع أحد. ومن خلال دراسة وتحليل دوافع حروب الخليج الثلاث والنتائج التي آلت إليها والتي صبت جميعها في النتيجة والمحصلة النهائية اقتصاديا وعسكريا في صالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، حيث دفع أبناء المنطقة في كافة هذه الحروب –مسبقة الصنع- فاتورة باهظة من دمائهم وثرواتهم.

  1. حرب الخليج الرابعة

حرب الخليج الرابعة

ثانيا: حرب محدودة بالنيابة على الساحة العراقية بين إيران من جهة والمحور (التركي – السعودي – القطري) من جهة أخرى، ولكن على الساحة العراقية، ولا سيما أن العراق هو الساحة النهائية التي يجري التهيؤ لها بعد سوريا وهو الذي سيكون خط الجبهة الفاصل بين محاور الاستقطاب الطائفي الذي سيدور حول الصراع يشجع على ذلك وقائع ديمغرافية وجغرافية وخضوعه إلى عمليات تسخين طائفي منذ عشر سنوات بدأت نتائجها وملامحها تظهر مؤخرا على خلفية تصاعد الاحتكاكات الطائفية في العراق وتصاعد وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات في المناطق الغربية والوسطى والشمالية. ثالثا: توجيه ضربة إسرائيلية محتملة لمنشآت وقدرات إيران النووية العسكرية، ولا سيما مع تصاعد وتيرة التهديدات الإيرانية بالرد على هذا الهجوم وما قد يتبع ذلك من رد أميركي في حال نفذت إيران تهديداتها بغلق مضيق هرمز. نشوب الحرب الباردة من جديد كثيرا ما تلجأ الدول العظمى والكبرى في إدارة صراعاتها عبر ما يسمى الحروب بالوكالة أو بالنيابة وذلك لتفادي مخاطر المواجهة المباشرة التي تعد انتحارا متبادلا وكارثة مؤكدة في ظل الترسانة النووية والجرثومية الهائلة التي تمتلكها هذه الدول والتي تكفي لتدمير الأرض برمتها ولعدة مرات، الحروب بالنيابة التي تجاوزت أكثر من 65 حربا خلال حقبة الحرب الباردة تمتاز بمحدوديتها وقدرة الدول العظمى على التحكم بآثارها ونتائجها.

نعم ان ذلك يمهد الطريق أمام القوى الصهيونية من أجل تحقيق حلمها القديم المستمر المتجدد في دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والذي أعيد تحديده ليشمل مناطق الوفرة الاقتصادية والمائية. @ إن الهدف المعلن من المواجهة مع إيران هو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، والحقيقة أن ذلك البرنامج مثير للجدل خصوصاً مع التعنت الإيراني مما يسهل استخدامه كوسيلة للقضاء على منجزات إيران خلال العقود الثلاثة الماضية، وكذلك القضاء على قوتها وأي قوة إقليمية تهدد إسرائيل. نعم إن مصالح إسرائيل من الحرب على إيران عديدة ولا يمكن حصرها في مقال ذلك أن إسرائيل وأمريكا اليوم تبحران في قارب واحد. أما الطرف الثاني الذي يسعى إلى المواجهة فهو إيران نفسها، وذلك من خلال العناد والمواجهة الحادة وذلك بدلاً من استخدام أسلوب المناورة والتكتيك والدبلوماسية الهادئة. ربما يكون الرهان الإيراني قائما على أساس أن أمريكا لن تقوم بمغامرة أخرى بعدما حدث لها في العراق. لكن الذي يجب أن تفهمه إيران أن أمريكا لم تحتل العراق من أجل زرع الديمقراطية ولم تأت إليه من أجل إزاحة نظام البعث، ولم تكن الدعوى الكاذبة من وجود أسلحة الدمار الشامل هي السبب، بل إن التحالف القائم بين المسيحية الصهيونية اليمينية المتطرفة المتحالفة مع الصهيونية جاءت إلى العراق من أجل تدميره واشعال الحرب الطائفية فيه والقضاء على العمق الاستراتيجي للدول المواجهة مع إسرائيل تمهيداً للتعامل معها إن عاجلاً أو آجلاً.