المرء على دين خليله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد والترمذي وابن أبي الدنيا.

المرء علي دين خليله فلينظر احدكم من

فهؤلاء من شأنهم أنهم يتواصَوْن ويتعاونُون على ما يُرضِى اللهَ تعالى. يجتمعون على الطاعة ويتفرَّقون عليها. لا يغُش ولا يخون بعضُهم بعضًا، ولا يدلُّ بعضُهم بعضًا على بدعةِ ضلالةٍ أو فسقٍ أو فجورٍ أو ظُلْمٍ. أحبَّ كلُّ واحدٍ منهم أخاه لوجه الله فتصافَوا الحُبَّ فى الله، وأعْلَمَ كلُّ واحد منهم أخاه أنه يحبُّه فى الله تعالى عملًا بقوله ﷺ: "إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فَلْيُعْلِمْهُ. " رواه الترمذىّ. ثم إنْ حصلت من أحدهم معصيةٌ ينهاه أخوه ويزجره. ففى ذلك إعانةٌ لأخيه المؤمن على الخير. وينبغى أن يكون فيمن تؤثَرُ صحبتُه خمسُ خصالٍ: أن يكون عاقلا، حَسنَ الخُلُقِ، لا فاسقًا، ولا مبتدِعًا، ولا حريصًا على الدنيا. فأما العقل، فهو رأس المال، ولا خير فى صحبة الأحمق، لأنه يريد أن ينفعك فيضرك. وأما حسن الخلق فلا بد منه، إذ رُبَّ عاقلٍ يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه. فهذا لا خير فى صحبته. وأما الفاسق، فإنه لا يخاف اللهَ فلا تؤمَن غَائِلتُه ولا يوثَق به. وأما المبتدِع فيُخاف من صحبته سَرَيانُ بدعتِه. والحريص على الدنيا يبيع صاحبه من أجلها. المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من. ومن حق الصحبة الإيثارُ بالمال، وبذلُ الفاضل منه عند حاجة صاحبه إليه. ويُروَى أن فتحًا المَوْصِلِيَّ جاء إلى صديق له يقال له عيسى التَّمَّار، فلم يجده فى المنزل.

والشَّاعِر يقول: إذا صَحِبْتَ قومًا فاصحَب خِيَارَهُم ** ولا تَصْحَب الأرْدَى فَتَرْدَى مع الرَّدِي