فاتقوا الله ما استطعتم

وهذا كله اختيار الطبري. وقيل: فاتقوا الله ما استطعتم فيما تطوع به من نافلة أو صدقة; فإنه لما نزل قوله تعالى: اتقوا الله حق تقاته اشتد على القوم فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم ، فأنزل الله تعالى تخفيفا عنهم: فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الأولى; قاله ابن جبير. قال الماوردي: ويحتمل إن لم يثبت هذا النقل أن المكره على المعصية غير مؤاخذ بها; لأنه لا يستطيع اتقاءها. الثالثة: قوله تعالى: واسمعوا وأطيعوا أي اسمعوا ما توعظون به وأطيعوا فيما تؤمرون به وتنهون عنه. وقال مقاتل: اسمعوا أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله; وهو الأصل في السماع. وأطيعوا لرسوله فيما أمركم أو نهاكم. فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا. وقال قتادة: عليهما بويع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة. وقيل: واسمعوا أي اقبلوا ما تسمعون; وعبر عنه بالسماع لأنه فائدته. قلت: وقد تغلغل في هذه الآية الحجاج حين تلاها وقصرها على عبد الملك بن مروان فقال: فاتقوا الله ما استطعم واسمعوا وأطيعوا هي لعبد الملك بن مروان أمين الله وخليفته ، ليس فيها مثنوية ، والله لو أمرت رجلا أن يخرج من باب المسجد فخرج من غيره لحل لي دمه. وكذب في تأويلها بل هي للنبي صلى الله عليه وسلم أولا ثم لأولي الأمر من بعده.

فإتقوا الله ما استطعتم .. - Youtube

فإتقوا الله ما استطعتم.. - YouTube

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التغابن - الآية 16

ومما يوضح المراد من الآيتين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين واللفظ لمسلم: ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا ». فاتقوا الله ما استطعتم. فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ – ثُمَّ قَالَ – ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ ». فيدل هذا الحديث على موقف المسلم من الأوامر والأحكام الشرعية، فما نُهي عنه يجتنبه؛ لأن الحرام لا يجوز ارتكابه إلا عند الضرورة للمضطر، والضرورة تقدر بقدرها، ويحددها الشرع، وليس الشخص نفسه. وأما ما أُمر به المسلم فإنه ينفذ منه ما يستطيع، والاستطاعة كذلك يحددها الشرع من خلال الرخص الشرعية، وليس الشخص نفسه. وقد يقول قائلنا: ها هو الحديث الصحيح يطلب منا أن نتناول الواجبات بقدر استطاعتنا، وهو ما نقوله نحن في التقوى والتطبيق.

فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم

بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7288، صحيح. ^ أ ب صلاح الخالدي (1987)، تصويبات في فهم بعض الآيات (الطبعة الأولى)، دمشق، دار القلم، صفحة 94-99. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية: 106. ↑ عبد الكريم الخضير، شرح كتاب التوحيد ، صفحة 30، جزء 7. بتصرّف. ↑ محمد القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي (الطبعة الثانية)، القاهرة، دار الكتب المصرية، صفحة 144، جزء 18. بتصرّف. ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبري (2000)، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت، مؤسسة الرسالة، صفحة 67، جزء 7. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي (1418هـ)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق، دار الفكر المعاصر، صفحة 27، جزء 4. فاتقوا الله ما استطعتم - YouTube. بتصرّف. ↑ محمد الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن ، صيدا - بيروت، المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 300-301، جزء 2. بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني، نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسُّنَّة ، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف. ↑ خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك ، صفحة 34، جزء 1.

فاتقوا الله ما استطعتم - Youtube

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جامع بن شدّاد، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) قال: أن يعمد إلى مال غيره فيأكله، وقوله: ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يقول: فهؤلاء الذين وُقُوا شحّ أنفسهم، المُنجحون الذين أدركوا طلباتهم عند ربهم.

الوقفة السادسة: في دلالة الآية على رحمة الله تعالى بعباده، وأنه هو الرؤوف الرحيم؛ قال تعالى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]. الوقفة السابعة: في دلالة الآية على يسر الإسلام وسماحته؛ قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]. أخيرًا: تطبيقات وأمثلة على القاعدة: • في الصلاة: عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ))؛ [رواه البخاري]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التغابن - الآية 16. • في الصوم: قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].