جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١٥ - الصفحة ٣٦٨

۱۶۷۹۵. الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام - في مُناجاتِهِ -: سبحانَكَ ، ما أضيَقَ الطُّرُقَ على‏ مَن لم تَكُن دَليلَهُ! وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَيتَهُ سَبيلَهُ! إلهي ، فاسلُكْ بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَيكَ ، وسَيِّرنا في أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ علَيكَ. ۱ ۱۶۷۹۶. عنه عليه السلام - أيضاً -: اللّهُمّ اجعَلني مِن الذينَ جَدُّوا في قَصدِكَ فلم يَنكُلُوا ، وسَلَكوا الطَّريقَ إلَيكَ فلم يَعدِلوا ، واعتَمَدُوا علَيكَ في الوُصولِ حتّى‏ وَصَلُوا. ۲ ۱۶۷۹۷. من تقرب لي شبرا الخيمة. الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - في قولِهِ تعالى‏: (وأنْذِرْ بهِ الّذينَ يَخافُونَ أن يُحْشَرُوا إلى‏ رَبِّهِم) ۳ -: أنذِرْ بالقرآنِ مَن يَرجُونَ الوُصولَ إلى‏ رَبِّهِم تُرَغِّبْهُم فيما عِندَهُ ، فإنَّ القرآنَ شافِعٌ مُشَفَّعٌ لَهم. ۴ ۱۶۷۹۸. الإمامُ العسكريُّ عليه السلام: إنَّ الوُصولَ إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ سَفَرٌ لا يُدرَكُ إلّا بامتِطاءِ اللَّيلِ. ۵ ۱۶۷۹۹. رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: يقولُ اللَّهُ:... مَنِ اقتَرَبَ إلَيَّ شِبراً اقتَرَبتُ إلَيهِ ذِراعاً ، ومَنِ اقتَرَبَ إلَيَّ ذِراعاً اقتَرَبتُ إلَيهِ باعاً ، ومَن أتاني يَمشي أتَيتُهُ هَروَلَةً.

من تقرب لي شبرا ثان

نقل فؤادك حيث شئت *** من الهوى ما الحب إلاّ للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى *** وحنينه أبدا لأول منزل المصدر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي 27 5 188, 953

من تقرب لي شبرا بدين

فهذه الأحاديث تدل على سعة رحمته، وقبوله لأعمال عباده، فينبغي للإنسان أن يحسن الظن بالله  ، وأن يكثر من الأعمال الصالحة، وأن يكثر من ذكر الله  بالذكر الذي يكون لوناً من التعبد باللسان كسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وما أشبه هذا، وكذلك أيضاً بالثناء على الله وتمجيده، وما أشبه ذلك مما يفعله الإنسان. السميع العليم - الأهرام اليومي. أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب ذكر النبي ﷺ وروايته عن ربه (9/ 157)، رقم: (7536). أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع (8/ 105)، رقم: (6502). أخرجه مسلم، كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها (4/ 2104)، رقم: (2747). أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه [آل عمران:28] (9/ 121)، رقم: (7405)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى (4/ 2061)، رقم: (2675).

أنّ أداء فرائضه أحب مما يتقرب إليه المتقربون ثم بعدها النوافل، وأنّ المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير محبوبا لله فإذا صار محبوبا لله أوجبت محبة الله له محبة منه أخرى فوق المحبة الأولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه وملكت عليه روحه ولم يبق فيه سعة لغير محبوبه البتة فصار ذكر محبوبه وحبه مثله الأعلى مالكا لزمام قلبه مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على محبه الصادق في محبته التي قد اجتمعت قوى حبه كلها له. في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: « ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها بي يسمع بي يبصر بي يبطش وبي يمشى، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن من يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه ». فتضمن هذا الحديث الشريف الإلهي- الذي حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معناه- والمراد به حصر أسباب محبته في أمرين: أداء فرائضه والتقرب إليه بالنوافل.