التجسس على حرمات الآخرين - إسلام ويب - مركز الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن التجسس على المسلمين و تتبع عوراتهم أمر حرام حرمه الله تعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تجسسوا ولا تحسسوا.. وعقاب من فعل ذلك هو: الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. تحريم التجسس على الآخرين - الإسلام سؤال وجواب. ولا يجوز ذلك ولو كان مغلفا بالمصلحة أو الخوف… إلا إذا كان على المجرمين واللصوص وقطاع الطرق وما أشبههم، مركز الفتوى / اسلام ويب ما حكم التجسس على الناس عن طريق الإنترنت ؟ وما حكم اختراق أجهزة الحاسب الآلي وكشف خصوصيات الناس ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ….

تحريم التجسس على الآخرين - الإسلام سؤال وجواب

أخرجه احمد وأبو داود ومن أجل الحفاظ على حرمات الناس حرم الرسول صلى الله عليه وسلم أشد التحريم أن يطلع أحد على قوم في بيتهم بغير إذنهم، وأهدر في ذلك ما يصيبه من أصحاب البيت قال: "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه". أخرجه البخاري كما حرم أن يتسمع حديثهم بغير علم منهم ولا رضا. قال: "من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة". والآنك: الرصاص المذاب. وأوجب القرآن على كل من أراد أن يزور إنسانا في بيته ألا يدخل حتى يستأذن ويسلم: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم) سورة النور:27-28. وفي الحديث: "أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه". ونصوص النهي عن التجسس وتتبع العورات عامة تشمل الجميع وقد روى معاوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم". هذا ولم يرد أن المتجسس عليه عقوبة في الدنيا، بل العقوبة الشديدة هي مآله يوم القيامة.

وذكر في معنى التجسس: هو أن تتبع عين أخيك فتطلع على سره(2). وقيل: هو أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر بأن يذهب هو بنفسه يتجسس، أو كان عن طريق الآلات المستخدمة في حفظ الصوت أو غير ذلك فهو محرم. ثانيًا: الفرق بين التجسس والتحسس: أكثر العلماء يقولون بوجود الفرق بينهما، قال ابن كثير رحمه الله: "التجسس غالبًا يطلق في الشر ومنه الجاسوس، وأما التحسس فيكون غالبًا في الخير"، كما قال عز وجل إخبارًا عن يعقوب أنه قال: { يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]. وقد يستعمل كل منهما في الشر، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا »(3). وقال القرطبي رحمه الله: "التجسس بالجيم هو البحث، ومنه قيل: رجل جاسوس، إذا كان يبحث عن الأمور، والتحسس هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه"(4). ثالثًا: النصوص الشرعية الواردة في ذم التجسس: قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(5).