إذا دعتك قدرتك على الظلم | صحيفة الرياضية

قال الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي بن إبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك). وهي درس أخلاقي ديني منطلق من التعاليم الإسلامية العظيمة التي تحث على ضبط النفس وعدم استخدام البطش والقوة والظلم متى ماكان الإنسان في موقع يمكنه من ذلك. وقد يصل الإنسان في موقع المسؤولية والسلطة والمنصب فيزداد غرورا وغطرسة وتماديا في ظلم الناس وقهرهم والتسلط عليهم دون الرجوع إلى الضمير ودون مخافة الله عز وجل فيكون صعوده بالمال أو الجاه أو المسؤلية ذريعة لكي يختال غرورا وغطرسة وتعاليا ولا يرى إلا ماتسول له نفسه أو من حوله الذين قد يزينون له بطشه وتسلطه. اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك الله. فتأتي هذه المقولة العظيمة لترشد وتوضح وتنبه وتوقظ الإنسان من تعاليه واستهتاره بمن تحته. فكم من زوج زين له فعله وجبروته كونه ولي الأمر والراعي لهذه الأسرة فيظلم الزوجة ويتسلط عليها وأولادها دون حق أو منطق. وهناك القاضي الذي يكون في موقع المسؤلية في النظر للقضايا فيميل إلى الهوى ويحكم لطرف دون آخر ولا يتوخى العدل. وهناك المعلم الذي يظلم الطلبة ولا يتوخى العدل بينهم وهناك المدير الذي لا يعدل بين موظفيه ويميل لشخص دون آخر ويتعمد ظلم بعضهم وإهمالهم ومحاباة آخرين.

  1. اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك عيون

اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك عيون

السمكة يروى أن: صيادا لديه زوجة وعيال، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحل عدة أيام. وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أضنها لا تفرج فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال. ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟ فأخذ يحدث نفسه… سأطعم أبنائي من هذه السمكة. سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى. سأتصدق بجزء منها على الجيران. سأبيع الجزء الباقي منها. إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك - عالم حواء. سأ…… وقطع عليه أحلامه صوت جنود الملك … يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك أعجب بها. فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها. رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة.

أي بمعنى بأقوالهِ وأفعالهِ التي تعكس ما في داخلهِ هي التي تعطيها الجمال أو القبح وتُعطيها الطابع النهائي الخاص بها. ولكن يبقى أن نقول أن من أشد أنواع الظلم عندما يتحول الإنسان إلى إنسان آخر، عندما يعيش بازدواجية لكي يُرضي ذاتهُ وشخصهِ الأنانية على حساب حياة إنسان، وهنا يبدأ بمُمارسة كافة أنواع الظلم، كونهُ ينسى نفسهِ، وما لهُ وما عليهِ وما للآخرين من حقوق عليه، يتحول إلى إنسان عدواني، جاحدٍ! اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك - منتدى الكفيل. وهو في قرارة نفسهِ مُقنعًا ذاتهُ بأنهُ على صواب في كل ما يفعل، مُقتنع تمامًا باجتهاداتهِ وتفسيراتهِ الظالمة وتحليلاتهِ الفكرية الانفرادية! مع الأسف هذا حال الكثير من البشر وخصوصًا في زماننا هذا، ومع الأسف أيضا لأوقات كثيرة، البعض يُعطي ثقة زائدة عن اللزوم للبعض من الأشخاص، ليس لشيء ولكن لأن طبيعتهم كإنسان طيبةٍ، هكذا لا يقبلون الأذية أو الظلم لأحدٍ، فيظنون أن المُقابل مثلهم. فالظلم هو ترجمة واقعية لأفعال الكثير من البشر ولحياة الكثيرين منهم المُمارسة! وما أكثر الظالمين على الأرض وما أكثر المظلومين! والظلم مسألة ينبغي على كل واحدٍ مُعالجتها في نفسهِ من جذورها بطريقة أو بأخرى، حتى وأن كلفهُ ذلك وقتًا طويلاً، المهم أن يكون لديه الاستعداد الذاتي والنفسي لتقبل هذا الأمر وبقيمة وأهمية النفس البشرية، وأنهُ لا يجوز أن نظلمها لأن الله لا يقبل الظلم ولا يتوانىّ عنهُ.