ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات

أي: ومن لم يستطع الطول الذي هو المهر لنكاح المحصنات أي: الحرائر المؤمنات وخاف على نفسه العَنَت أي: الزنا والمشقة الكثيرة، فيجوز له نكاح الإماء المملوكات المؤمنات. وهذا بحسب ما يظهر، وإلا فالله أعلم بالمؤمن الصادق من غيره، فأمور الدنيا مبنية على ظواهر الأمور، وأحكام الآخرة مبنية على ما في البواطن. { فَانْكِحُوهُنَّ} أي: المملوكات { بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} أي: سيدهن واحدا أو متعددا. { وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي: ولو كن إماء، فإنه كما يجب المهر للحرة فكذلك يجب للأمة. ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح. ولكن لا يجوز نكاح الإماء إلا إذا كن { مُحْصَنَاتٍ} أي: عفيفات عن الزنا { غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} أي: زانيات علانية. { وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} أي: أخلاء في السر. فالحاصل أنه لا يجوز للحر المسلم نكاح أمة إلا بأربعة شروط ذكرها الله: الإيمان بهن والعفة ظاهرا وباطنا، وعدم استطاعة طول الحرة، وخوف العنت، فإذا تمت هذه الشروط جاز له نكاحهن. ومع هذا فالصبر عن نكاحهن أفضل لما فيه من تعريض الأولاد للرق، ولما فيه من الدناءة والعيب. وهذا إذا أمكن الصبر، فإن لم يمكن الصبر عن المحرم إلا بنكاحهن وجب ذلك. ولهذا قال: { وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقوله: { فَإِذَا أُحْصِنَّ} أي: تزوجن أو أسلمن أي: الإماء { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ} أي: الحرائر { مِنَ الْعَذَابِ} وذلك الذي يمكن تنصيفه وهو: الجَلد فيكون عليهن خمسون جَلدة.

  1. سلام عليكم دكتور .. (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِ – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور
  2. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة النساء - الآية 25

سلام عليكم دكتور .. (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِ – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور

روي عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال: أمرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتية من [ ص: 198] قريش فجلدنا ولائد من ولائد الإمارة خمسين في الزنا. ولا فرق في حد المملوك بين من تزوج أو لم يتزوج عند أكثر أهل العلم ، وذهب بعضهم إلى أنه لا حد على من لم يتزوج من المماليك إذا زنى ، لأن الله تعالى قال: ( فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات) وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وبه قال طاوس.

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة النساء - الآية 25

9061 - حدثني المثنى قال: حدثنا حبان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: لا نكره أن ينكح ذو اليسار اليوم الأمة ، إذا خشي أن يشقى بها. سلام عليكم دكتور .. (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِ – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور. قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب - قول من قال: معنى " الطول " في هذا الموضع ، السعة والغنى من المال ، لإجماع الجميع على أن الله تبارك وتعالى لم يحرم شيئا من الأشياء - سوى نكاح الإماء لواجد الطول إلى الحرة - فأحل ما حرم من ذلك عند غلبة المحرم عليه له ، لقضاء لذة. فإذ كان ذلك إجماعا من الجميع فيما عدا نكاح الإماء لواجد الطول ، فمثله في التحريم نكاح الإماء لواجد الطول لا يحل له من أجل غلبة هوى عنده فيها ، لأن ذلك - مع وجوده [ ص: 185] الطول إلى الحرة - منه قضاء لذة وشهوة ، وليس بموضع ضرورة ترفع برخصة ، كالميتة للمضطر الذي يخاف هلاك نفسه ، فيترخص في أكلها ليحيي بها نفسه ، وما أشبه ذلك من المحرمات اللواتي رخص الله لعباده في حال الضرورة والخوف على أنفسهم الهلاك منه - ما حرم عليهم منها في غيرها من الأحوال. ولم يرخص الله تبارك وتعالى لعبد في حرام لقضاء لذة. وفي إجماع الجميع على أن رجلا لو غلبه هوى امرأة حرة أو أمة ، أنها لا تحل له إلا بنكاح أو شراء على ما أذن الله به - ما يوضح فساد قول من قال: " معنى الطول في هذا الموضع: الهوى " وأجاز لواجد الطول لحرة نكاح الإماء.

هكذا اقرأها ، ارجو التوضيح دكتور ولما بعدها من تكملة الاية الكريمة.. الفرق بين الزواج وعقد ملك اليمين أن الأول ميثاق يتضمن التزاماً، ويترتب عليه أسرة ونسب وصهر وأولاد وسكن وحياة مشتركة، أي أعبلء مادية عبر عنها الله تعالي بقوله "طولاً" ، بينما الثاني هو عقد بالتراضي مقابل أجر "آتوهن أجورهن"، أي هناك فرق في الأعباء والتكاليف. ومن لا يستطيع الزواج يمكنه اللجوء إلى عقد ملك اليمين، والذي نراه في عصرنا الحالي تحت مسميات المتعة والعرفي والمسيار والمساكنة، لكن كل هذا يجب أن يتم بموافقة المجتمع "فانكحوهن بإذن أهلهن". الكاتب يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.