قلت: المقصود من ذلك كله ما كان يصلح للكتابة عليه بغض النظر عن كونه كرنافًا أو عسيبًا أو سعفًا فما كان فيه عرض وانبساط كتبوا عليه، وقد يصلح كرناف نخلة للكتابة لما فيه من العرض ولا يصلح كرناف نخلة أخرى لأنه غير عريض والناظر إلى جرائد النخل يجد الفرق واضحًا في العرض تبعًا لأنواع النخل. 5 - الرِّقاع: قال ابن حجر: «جمع رُقْعة وقد تكون من جلدٍ أو ورقٍ أو كاغد» [9]. قلت: وهذا يفيدنا أن الرقاع اسم عام يشمل ما يكتب عليه وهو ليس اسمًا لمادة معينة كانت تستعمل في الكتابة بل يشمل الورق والقماش والجلد، ولكن يبدو واضحًا أن الرقاع تطلق على ما كان فيه ليونة ويمكن طيه. قال ابن منظور: «والرُّقعة واحدة الرِّقاع التي تكتب، وفي الحديث: (يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق) أراد بالرقاع ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع» [10]. 6- قطع الأديم هي جلود الحيوانات الطاهرة وربما كانت تمثل أفضل ما يمكن الكتابة عليه لتوفرها وسهولة حملها، وقيل: هي باطن الجلدة التي تلي اللحم أو ظاهرها الذي عليه الشعر. من الذي كتب القرآن الكريم. قلت: المهم من ذلك معرفة أنه الجلد الذي يكتب عليه وعلى هذا تدخل هذه في عموم لفظة الرقاع. 7- الأكتاف قال ابن حجر: «وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كان إذا جف كتبوا عليه» [11].
العسف، والعسيب، والكرنب: أيضاً هي أجزاء مختلفة من النخلة، تجفف ثم تستخدم. الرقاع: مفردها رقعة، وتطلق على ما فيه ليونة ويمكن ثنيه، مثل القماش أو الورق أو الجلد. الأديم: وهي جلود الحيوانات. الأكتاف: وهي عظم الشاة أو البعير، كان إذا جف كتبوا عليه. الأقتاب: وهي الخشب الذي يوضع على ظهر الدابة؛ ليُركب عليها. الأضلاع: وهي كل عود أو عظم يمكن الكتابة عليها. كم عدد الكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم - شبكة الصحراء. اللخاف: وهي قطع من الحجارة الرقيقة. وكل وسيلة من هذه كانوا يستخدمون لها ما يناسبها للكتابة؛ كالنقش، أو ما يُسمّى بالدواة، أو المداد، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ادْعُ لي زَيْدًا ولْيَجِئْ باللَّوْحِ والدَّوَاةِ والكَتِفِ - أوِ الكَتِفِ والدَّوَاةِ - ثُمَّ قالَ: اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ.. }). [٩] أول من جمع القرآن لقد كان القرآن الكريم في العهد النبوي مفرّقاً بين الرقاع والصحف، فلما تولّى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الخلافة ارتدّ عددٌ كبير عن الإسلام، وبدأ مدّعو النبوة بالظهور، فحصلت حروب ومعارك استُشهد بها عددٌ كبيرٌ من الحفظة، فكان هذا الأمر من أهم الأسباب التي دعت إلى ضرورة جمع القرآن الكريم في صحف موحدة. [١٠] فجاء عمر بن الخطاب وعرض على الخليفة أبي بكر فكرة جمع القرآن، لكنه لم يقتنع بها في بادئ الأمر؛ خشية أن يعمل بعملٍ لم يقم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم لاقت القبول بعد المشاورة والتفكير، فأمر زيد بن ثابت بالقيام بالأمر، فكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول من جمع القرآن الكريم.