تقتله الفئة الباغية

» تصحيح الحديث [ عدل] رغم تواترِ الحديثِ، إلا أنّ بعض أهل السنة طعن فيه ويُروى هذا عن الإمام أحمد إلا أنه كان آخر الأمر أنه قد صححه. فيُذكر: «أخبرنا إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي ذكروا: «تقتل عماراً الفئة الباغية» فقالوا: ما فيه حديث صحيح. [6] قال ابن تيمية: [7] «وأما الحديث الذي فيه إن عماراً تقتله الفئة الباغية، فهذا الحديث طعن فيه طائفة من أهل العلم، لكن رواه مسلم في «صحيحه» وهو في بعض نسخ البخاري». تصحيح شطر الدعوة إلى النار [ عدل] استشكل كثيرٌ من علماءِ أهل السنة شطر الحديث: (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) مُعتبرينه زيادةً من الرواة وليس قول النبي. قال ابن المحب في ترتيب مسند الإمام أحمد: وليس فيه: ((تقتل عمار الفئة الباغية)). حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) : جمعا لرواياته و دراسة عقدية | Semantic Scholar. وقال الذهبي في التاريخ: أخرجه البخاري دون قوله: ((تقتله الفئة الباغية)). وأشار القسطلاني في الإرشاد إلى أن الزيادة ساقطة من رواية أبي ذر الهروي.

حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) : جمعا لرواياته و دراسة عقدية | Semantic Scholar

و كان عمّار ينقل لَبنتين لَبنتين. فمرّ به النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و مسح عن رأسه الغُبار، و قال: ويح عمّار؛ يدعوهم إلى‏ اللَّه، و يدعونه إلى النار. فقال عمّار: أعوذ باللَّه من الفتن». (3) قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: في هذا الحديث زيادة مشهورة، لم يذكرها البخاري أصلًا من طريقي هذا الحديث، و لعلّها لم تقع إليه فيهما، أووقعت فحذفها لغرض!! قصده في ذلك. و أخرجها أبو بكر البُرقاني، و أبوبكر الإسماعيلي قبله. و في هذا الحديث عندهما: «أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال: ويحَ عمّار تَقتُلهُ الفِئَة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، و يدعونه إلى النار ». قال أبو مسعود الدمشقي في كتابه: لم يذكر البخاري هذه الزيادة، و هي في حديث عبد العزيز بن المختار، و خالد بن عبد اللَّه الواسطي و يزيد بن زريع، و محبوب بن الحسن؛ و شعبة. كلّهم عن خالد الحذّاء عن عكرمة. و رواه إسحاق عن عبد الوهاب، هكذا. و أمّا حديث عبد الوهاب الذي أخرجه البخاري، دون هذه الزيادة، فلم يقع إلينا من غير حديث البخاري. حديث: وَيْحَ عَمّار تَقتلُه الفئةُ الباغية. هذا آخر ما قاله أبو مسعود. (4) وقال ابن الأثير- بعد نقل كلام الحميدي حسب ما نقلناه-: قلت أنا: و الذي قرأته في كتاب البخاري من طريق أبي الوقت عبد الأول السجزي رحمه اللَّه من النسخة التي قرئت عليه و عليها خطه.

حديث: وَيْحَ عَمّار تَقتلُه الفئةُ الباغية

قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أطع أباك مادام حيا ولا تعصه ، فأنا معكم ، ولست أقاتل!! ). رواه الإمام أحمد في مسنده ( 6538) ( 10 / 37- 38 – 39) وصححه أحمد شاكر رحمه الله تعالى. هذا ما يتعلق بهذين الصحابيين ، لكن هناك من الصحابة من التحق بجيش علي رضي الله عنه ورأى أن الحق معه كعمار بن ياسر نفسه ، وخزيمة بن ثابت رضي الله عنهما وغيرهما. عمار تقتله الفئة الباغية. ثانيا: قولك (وبالنسبة إلى سؤالكم رقم 201963 ، كيف يكون معاوية "مجتهدا" في سبيل الله و له أجر أو أجران أيضا كما أجبتم ، وقد وصف رسول الله نفسه جيشه بالبغي؟) فيقال في جوابه: هنا عدة نقاط: أ- لم يرد في الحديث نصا أن جيش معاوية باغ ، لكن لفظ الحديث هكذا روى البخاري ( 447) بسنده عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ. فَانْطَلَقْنَا ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ يُصْلِحُهُ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا ، حَتَّى أَتَى على ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ:: ( كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً ، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ.

سنعود قريبا

حدثَ على أثرِها اختلافٌ حول تكفير قَتلَة عمّار وموقف المسلمين من معاوية بن أبي سفيان. أحداث مقتل عمار [ عدل] في محرم سنة 37هـ أراد علي أن يعزل معاوية من ولاية الشام، فخرج إليه بجيشه، وبعث إلى معاوية يبين حجته، إلا أن هذا لم يُجدِ نفعاً، فدار القتال عند صفين. سنعود قريبا. كان عمار بن ياسر من جيش الإمام علي الذي حارب جيش معاوية. وقتل أبو غادية المزني عمارَ بن ياسر. وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم.

وهم –أي معاوية وأصحابه - قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم ، وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلومين ، قالوا: لأن عثمان قتل مظلوما باتفاق المسلمين ، وقتلته في عسكر علي ، وهم غالبون لهم شوكة ، فإذا امتنعنا ، ظلمونا واعتدوا علينا. وعلي لا يمكنه دفعهم ، كما لم يمكنه الدفع عن عثمان ؛ وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر على أن ينصفنا ، ويبذل لنا الإنصاف " انتهى من "مجموع الفتاوى " ( 35 / 72-73). وقال أيضا "... لكن قاتلوا مع معاوية لظنهم أن عسكر علي فيه ظلمة – يعني قتلة عثمان - يعتدون عليهم كما اعتدوا على عثمان ، وأنهم يقاتلونهم دفعا لصيالهم عليهم.... " انتهى من " منهاج السنة " ( 4/ 383). وبسبب هذا الالتباس الحاصل: اعتزل عدد كبير من الصحابة القتال ، ولم يقاتلوا لا مع علي رضي الله عنه ولا مع معاوية رضي الله عنه ، منهم كبار الصحابة كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهم. قال محمد بن سيرين، قال:" هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضر فيها مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين ". " السنة لأبي بكر الخلال " ( 2/466) رقم الأثر ( 728). وهذا كله يوضح أن الأمر كان اجتهادا.

قال زياد بن الحارث: " كنت الى جانب عمار بن ياسر بصفِّينَ ، وركبتي تمس ركبته. فقال رجل: كفر أهل الشام. فقال عمار: لا تقولوا ذلك ؛ نبينا ونبيهم واحد ، وقبلتنا وقبلتهم واحدة ؛ ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق ، فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا اليه " رواه ابن أبي شيبة (37841). وعند محمد بن نصر بسنده عن مكحول: " أن أصحاب علي سألوه عمن قتل من أصحاب معاوية ماهم ؟ قال: هم مؤمنون ". " منهاج السنة " ( 5/245). وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ: ( ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) رواه البخاري (3746). والصلح الذي قام به الحسن رضي الله عنه كان بين أصحابه وأصحاب أبيه علي رضي الله عنه ، وأصحاب معاوية ، فيكون هذا الحديث نصا في إثبات الإسلام للطائفتين. والحاصل: أن البغي المذكور هنا: ذنب كباقي الذنوب ؛ قد يصدر من المسلم من غير تأوّل ؛ فيكون إثما ، وقد يصدر منه على سبيل التأوّل والاجتهاد ، غير قاصد للبغي ، إذا كان من أهل الاجتهاد ، كالصحابة رضوان الله عليهم ؛ فيكون معذورا إن شاء الله تعالى ، ومعاوية رضي الله عنه ومن معه كانوا مجتهدين في قتالهم لعلي رضي الله عنه.