بدأ معين الدين عمله بقياس أبعاد البئر، ثم طلب أن يريه عمق المياه، فاغتسل ونزل إلى البئر، ليصل ارتفاع المياه إلى كتفيه، وأخذ يتنقل من ناحية لأخرى في البئر، بحثاً عن أي مدخل تأتي منه المياه ولم يجد شيئاً. وهنا خطرت لمعين الدين فكرة وهي شفط مياه زمزم بسرعة باستخدام مضخة ضخمة لنقلها إلى الخزانات حتى ينخفض مستوى المياه لرؤية مصدرها. غير أنه لم يتمكن من ملاحظة شيء خلال فترة الشفط ، فطلب من مساعده أن ينزل إلى الماء مرة أخرى. وهنا شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء البئر أثناء شفط المياه، لتنبع منها مياه جديدة بنفس معدل شفط المياه بالمضخة.. قام معين الدين بأخذ العينات لإرسالها إلى المعامل الأوروبية، وقبل مغادرته مكة استفسر من السلطات عن الآبار الأخرى المحيطة بالمدينة، فأخبروه بأن معظمها جافة.. وجاءت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية بأنها متطابقة، فالفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والماغنسيوم ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين. ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم.. ونظراً لعدم وجود الفطريات أو النباتات في بئر زمزم فتمنع نشاط الجراثيم بها، ومن النتائج أيضاً.. أن المياه صالحة للشرب.
وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد. كما توجد 21 فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبي قبيس من الصفا و الأخرى من إتجاه المروة. بئر زمزم فى بداية القرن العشرين (سبحان الله العظيم يلاحظ تدفق المياه من بين الصخور في البئر) fzv. l. l r]dlh, p]deh >> fhgw, v
وملحق بالمشروع خزانات بسعة 10. 000 مترمكعب ويضخ الماء من محطة االتنقية والتعقيم في المشروع إلى مصنع الإنتاج لتتم تعبئة عبوات ماء زمزم. ويتكون المشروع من مصنع للتعبئة يتألف من عدة مبان، منها مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام، ومبنى خطوط الإنتاج، ومستودع العبوات، بمساحة (13, 405) أمتار مربعة، ويحتوي على 4 خطوط تنتج 200, 000 عبوة يومياً (حد أقصى). أما محطة الطوارئ فشيدت على مسـاحة 1, 200 متر مربع، وتضم مبنى المولدات ومبنى اللوحات ومبنى المحولات و4 مولدات بطاقة إجمالية تصل إلى 8 ميغاواط، و3 محـولات. ويستخدم في المشروع مضختين عملاقتين لضخ الماء من بئر زمزم للمشروع في منطقة كُدَيّ، بينما يتسع الخزان 5, 000 متر مكعب، ومقسم إلى جزأين ومبني من الخرسانة المسلحة. وتبلغ طول خطوط نقل المياه من بئر زمزم إلى المشروع وخطوط نقل المياه المعالَجَة من المشروع إلى الحرم المكي والخطوط الأخرى الواصلة إلى خزانات كُدَيّ 11 كيلو متراً ، قطرها 200 ملم، وهي مصنوعة من مادة الحديد غير القابل للصدأ (الستانلس ستيل 316L)، ويوجد على طول هذه الخطــوط غــرف هــواء وغَسْل، وغـــرف تحـــكم موصــولة بوسائط خاصة للتحكم.
إقرأ أيضاً | قصص القرآن نار لا تحرق تعبت هاجر من الجرى؛ فجلست تدعو الله تعالى وهى تنظر إلى طفلها وهو يبكى ويضرب الأرض بقدميه، فإذا الماء يتفجر بقوة وغزارة حتى يغطى دائرة الطفل، أخذت الماء فى يديها وسقت إسماعيل وشربت حتى ارتويا ماء عذبا حلو المذاق وسُميت هذه البئر ب بئر زمزم ويبلغ عمقها حوالى 30 مترا وتبعد عن الحرم المكى بمقدار 20 مترا فقط.
المواطن - واس أحدث مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، نقلة نوعية وتغييراً جذرياً في خدمة طالبيه، إذ سهل هذا المشروع حصول الحجاج والمعتمرين على ماء زمزم وأزال الضغط والازدحام عن منطقة المسجد الحرام وأسهم في المحافظة على الصحة العامة بتأمين شروط التنقية والتعبئة والتوزيع الآمن لماء زمزم. وأنشئ المشروع في منطقة كُدَيّ بمكة المكرمة بتكلفة تجاوزت 700 مليون ريال لتقديم خدمة قرنها الله في كتابه العزيز بعمارة المسجد الحرام، بهدف ضمان نقاوة مياه زمزم وتأمين وصولها لطالبيها بأيسر السُّبُل والتكاليف، وذلك بسحبها من البئر في المسجد الحرام وتنقيتها, ثم تعبئتها وتوزيعها آلياً بأحدث التقنيات العالمية؛ حماية للماء المبارك من التلوث بعد خروجه من البئر, وضمان سلامته لدى شربه، إضافةً إلى سهولة حصول المقيمين والزائرين والحجاج والمعتمرين عليه. ويعد المشروع الذي دشن في شهر رمضان 1431 هـ ، من الشواهد الدالة على عناية المملكة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ، وتغييراً جذرياً لواقع خدمة مياه زمزم؛ وتلبية للطلب المتزايد عليها، وواحداً من جهود التحسين والتطوير المستمرة للخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزائرين.
ولم يثبت عن الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم - عند شربه ماء زمزم - دعاء مخصوص فيما نعلم، لكن روى الدارقطني عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال (اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء) فأولى لمن شرب ماء زمزم أن يشربه بنية صالحةٍ، ثم يدعو الله بعد فراغه. والله أعلم.