من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها؟ قمنا بالعديد من البحوث عن أكثر الأسئلة الدينية التي يتم تداولها بين الأشخاص وعلى مواقع التواصل الإجتماعي بصورة كبيرة على السابقات اليومية خلال شهر رمضان المبارك، حيث أننا وجدنا أن سؤال من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها، قد ملئ معدلات البحث في مواقع التواصل الإجتماعي لزيادة المعرفة والمعلومات لدى كثير من الأشخاص، ومن خلال موقع رمز الثقافة جئنا لكم بحل هذا السؤال: ذكر المفسرون أوجها في بيان قوله تعالى: ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) [البقرة: 30]. الوجه الأول: أن الملائكة قالت ذلك بعد إعلام الله تعالى لهم بطبيعة ذرية آدم عليه السلام، وأنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، وهذا مروي عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم كما نقل ذلك القرطبي وابن كثير، فعن ابن عباس وابن مسعود أن الله تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضاً. وقال قتادة: كان الله أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فلذلك قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها.
أشياء فى العبادة: نحن قبل الصلاة نذهب للوضوء، ولا نعلم كل فوائده الصحية، وفي الصلاة من ركوع وسجود ولانعلم أيضاً فؤائد الركوع الحقيقية والسجود عندما يلامس الأنف والجبهة للأرض. تجد الأقوال كثيرة في تعدد الفوائد للسجود والركوع دينية وصحية، ولكن لا يحصوها إلا الله، فنحن نصنعها { عادة عبادة}. لماذا الطوف بالكعبة مع إنها حجارة لا تضر ولا تنفع ولماذا سبعة أشواط: لنضرب مثال للتقريب والتوضيح، عندما نهى الله سبحانه وتعالى نبي الله آدم بأن لا يأكل من تلك الشجرة، على الرغم أنها كباقي الاشجار في الجنة، لأنه كان الغرض، هي الطاعة لأوامره بلا تقديم أو شرح للأسباب، أذن هي غاية من الله عز وجل أن ينقل عباده من عبادة إلى أخرى لكي يرى مدى طاعتهم له، وأما حكمة كل شىء ترجع لله فقط في الطواف والعدد.
"تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30). القول الثالث: أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية. وهو الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (6/149). القول الرابع: أنهم فهموا من قوله تعالى ( خليفة) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ، ويردعهم عن المحارم والمآثم ، قاله القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" (1/302). والمعنى: أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم ، فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم.
فمن الطبيعي أن أهل مالك الشركة أو العقلاء من أصدقائه سيقولون له أنك بهذا الفعل قد أضعت شركتك، لأن فلانا لن يخسر شيئاً إذا أهمل الشركة ولعب بها. أو لنعطي مثالا آخر أشد إيلاماً، لنفترض أن أحدهم في يوم ما، قرر ترك الاهتمام والرعاية المباشرة بأطفاله، وقال سأستأمن فلاناً عليهم، فأترك له شأن رعاية أطفالي رعاية كاملة كيف يشاء، ولن أتدخل في ذلك أبداً. ولو سمع بهذا أي عاقل سيقول لقد أضاع فلان أطفاله. فذلك الرجل الغريب الذي وكّله والد الأطفال عليهم، لن يكون أحن ولا أرحم على الأطفال من والدهم، ولن يخسر ذلك الغريب شيئا لو أهمل رعاية أولئك الأطفال وأضاعهم وأفسدهم. والأمثلة من هذا القبيل كثيرة، ويستطيع كل عاقل أن يتخيل ويتوقع ويتصور بكل وضوح النتائج المستقبلية السيئة المخيفة التي ستجعله لا يتورط أبداً في مثل هذا الأمر. ولولا ظننا وتوقعنا هذا (الذي يشبه ما ظنته الملائكة) ، لسلّمنا مفاتيح ومقاليد أمورنا لأي إنسان، ولاستخلفناه على ممتلكاتنا، ولاسترحنا ووفرنا كثيراً من الجهد والتعب. ولكننا نعي وندرك أننا لو فعلنا ذلك لأضعنا كل شيء، لأنه ليس أحرص على المال ولا أحفظ له من صاحبه، ولا أرعى ولا أحرس للولد من والده.