هل اتى على الانسان حين من الدهر

إعراب آية: ♦ بسم: "الباء" حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. " اسم " اسم مجرور بحرف الجر " الباء " وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والجار والمجرور " بسم " يتعلق بمحذوف فعل تقديره " أبدأ ". ♦ الله: اسم الجلال مضاف إليه مجرور على التعظيم وعلامة جره الكسرة الظاهرة. ♦ الرحمن: صفتانِ لله مجرورتان وعلامة جرهما الكسرة الظاهرة. ♦ الرحيم: وجملة البسملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. أعراب آية: ﴿ هَلْ أتى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴾ ♦ ﻫﻞ: ﺣﺮف اﺳﺘﻔﻬﺎم ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ واﻟﺘﺸﻮﻳﻖ، ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻗﺪ " ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻜﻮن ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاب. هل اتى على الانسان حين من الدهر. ♦ أﺗﻰ: ﻓﻌﻞ ﻣﺎضٍ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﻤﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻒ ﻟﻠﺘﻌﺬر. ♦ ﻋﻠﻰ: ﺣﺮف ﺟﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﻮن ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاب. ♦ اﻹﻧﺴﺎن: اﺳﻢ ﻣﺠﺮور ﺑﺤﺮف اﻟﺠﺮ " ﻋﻠﻰ " وﻋﻼﻣﺔ ﺟﺮه اﻟﻜﺴﺮة اﻟﻈﺎﻫﺮة. ♦ ﺣﻴﻦ: ﻓﺎﻋﻞ ﻣﺆﺧﺮ ﻟﻠﻔﻌﻞ " أﺗﻰ " ﻣﺮﻓﻮع وﻋﻼﻣﺔ رﻓﻌﻪ اﻟﻀﻤﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة. ♦ ﻣﻦ: ﺣﺮف ﺟﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﻮن اﻟﻤﻘﺪر ﻻﻟﺘﻘﺎء اﻟﺴـﺎﻛﻨﻴﻦ ﻻ ﻣﺤـﻞ ﻟـﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاب. ♦ اﻟﺪﻫﺮ: اﺳﻢ ﻣﺠﺮور ﺑﺤﺮف اﻟﺠﺮ " ﻣﻦ " وﻋﻼﻣﺔ ﺟﺮه اﻟﻜﺴﺮة اﻟﻈﺎﻫﺮة. ﺟﻤﻠﺔ " ﻫﻞ أﺗﻰ " اﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاب. ♦ ﻟﻢ: ﺣﺮف ﻧﻔﻲ وﺟﺰم وﻗﻠﺐ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﻮن ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاب.

  1. هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا – دراسات وأبحاث إسلامية معاصرة

هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا – دراسات وأبحاث إسلامية معاصرة

وحتى النحاة الكبار أمثال سيبويه -رحمه الله- يقولون: إنها هنا بمعنى "قد"، قد أتى على الإنسان، وهذا يفهم من السياق، فإذا قلت لإنسان مثلاً تريد أن تقرره: هل أكرمتك؟ هل أحسنت إليك؟ فالمعنى: قد أكرمتك، قد أحسنت إليك، أنت لا تريد منه الجواب. وبعض أهل العلم يقول: هي تقرير ولكن يبقى من الاستفهام ما يبقى للدلالة على هذا التقرير، هكذا يقول بعضهم، أجراها بهذا الاعتبار -والله تعالى أعلم، أي أنه استفهام تقريري. هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا – دراسات وأبحاث إسلامية معاصرة. ويقول: أوجده بعد أن لم يكن شيئاً يذكر لحقارته وضعفه، لم يكن شيئاً يذكر، الذكر يأتي بمعنيين: - إما أن يكون يذكر أي باللسان، بمعنى أنه لا يذكره أحد. - وإما أن يكون الذكر المقصود به أنه لم يكن شيئاً يذكر أي: لا قيمة له، تقول: هذا لا ذكر له، هذه أمور لا تذكر، حصلت أحداث قليلة لا تذكر، يعني لا شأن لها ولا أهمية، بمعنى أنه لا قيمة له، ولا اكتراث، لا يُكترث به ولا يُعبأ به. فكلام ابن كثير هنا: لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا يعني: لم يكن شيئاً يذكر لحقارته، يحتمل أن يكون مقصده أنه لم يذكر أي لا يذكره أحد بلسانه، ويحتمل وهو الظاهر أنه قصد المعنى الآخر، وهو لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا أي: لا قيمة له، وهنا الله  يقول: قد أتى على الإنسان حين من الدهر وقت لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ، بعض أهل العلم يقول: حينما كان منجدلاً بطينته.

ولهذا فالأصل اللغوي في معنى نطفةٍ أمشاجٍ، هي الماء القليل المحتوي على خليط من المواد أو المركبات الأخرى. ما هي هذه المركبات والمواد، من الممكن ان نفترض أنها عضوية، أو منى الرجل وبويضة المرأة معًا، وهما ان كانا إثنان إلا أنهما يتكونان أيضًا من خليط مركبات عضوية، وهما ما يتكون الجنين من اجتماعهما، وعليه فمعنى نطفة إمشاج يصح كما قال المفسرون، ويصح أيضًا أن يكون ابتداء خلق الحياة – ومنها الإنسان – من ماء وخليط مركبات عضوية أو كربونية أو من أي مواد أخرى، أي هو الخليط الكيميائي الذي يعتقد العلماء أنه الذي نتج منه أول خلية حية. وقد وردت نطفة في الآيتين السابقتين من سورتي النجم والقيامة بالمعنى الذي يخص الحمل وتطور الجنين في الرحم لأنها حددت بأنها نتجت عن المني، ويمكن أن يكون خلق أو جعل الزوجين الذكر والأنثى، هو جعل أو خلق في الرحم، وهذا يبين مرحلة متأخرة في سلسلة الخلق ومستمرة، فمن المني والبويضة نطفة، وهذه الخلية النطفة من صفاتها أنها تنقسم على نفسها مرات عديدة، ثم تتعلق في جدار الرحم، فتكون علقة، فجنين إما ذكر أو أنثي. وعلى هذا المعنى، يكون معنى الآية 46 من سورة النجم: من نطفة إذا تُمنى البويضة.