من ايات الله الكونية

إنَّ التأمل في آيات الله الكونية ، والنظر في مخلوقات الله المتنوعة العجيبة، من سماء وأرض، وشمس وقمر، وكواكب ونجوم، وليل ونهار، وجبال وأشجار، وبحار وأنهار، وغير ذلك من مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى، لمن أعظم دواعي الإيمان، وأنفع أسباب تقويته. فتأمل خلق السمـاء وارجع البصر فيها كرَّة بعد كرَّة كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها، وسعتها وقرارها بحيث لا تصعد علوًّا كالنار ولا تهبط نازلة كالأجسام الثقيلة، ولا عمد تحتها، ولا علاقة فوقها، بل هي ممسوكة بقدرة الله، ثم تأمل استواءها واعتدالها، فلا صدع فيها ولا فطر ولا شق، ولا أمت ولا عوج. ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان، وأشدها موافقة للبصر وتقوية له. ايات القران التي تتكلم عن: ايات كونيه. وتأمل خلق الأرض وكيف أبدعت، تراها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقـها سبحانه فراشًا ومهادًا، وذلَّـلها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم، وأقواتـهم ومعايشهم، وجعل فيها السبل لينـتقلوا فـيها فـي حوائجهم، وتصرفاتهم، وأرساها بالجبال فجعلها أوتادًا تحفظها لئلا تميد بهم، ووسع أكنافها ودحاها، فمدها وبسطها وطحاها فوسعها من جوانبها، وجعلها كفاتًا للأحياء تضمهم على ظهرها ما داموا أحياء، وكفاتًا للأموات تضمّهم في بطنها إذا ماتوا، فظهرها وطن للأحياء وبطنها وطن للأموات.

  1. ايات القران التي تتكلم عن: ايات كونيه
  2. 05 - التأمل في آيات الله الكونية
  3. الإنذار والتخويف في آيات الله الكونية - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام

ايات القران التي تتكلم عن: ايات كونيه

وقال ابن سعدي رحمه الله: «ومن أسباب الإيمان ودواعيه، التفكر في الكون في خلق السموات والأرض وما فيهن من المخلوقات المتنوعة، والنظر في نفس الإنسان وما هو عليه من الصفات فإن ذلك داع قوي للإيمان، لما في هذه الموجودات من عظمة الخلق الدال على قدرة خالقها وعظمته، وما فيها من الحسن والانتظام والإحكام الذي يحير الألباب، الدال على سعة علم الله وشمول حكمته وما فيها من أصناف المنافع والنعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، الدالة على سعة رحمة الله وجوده وبره، وذلك كله يدعو إلى تعظيم مبدعها وبارئها وشكره واللهج بذكره وإخلاص الدين له، وهذا هو روح الإيمان وسره» [4]. ولهذا فإن الله الكريم سجانه ندب عباده في كتابه إلى تأمل هذه الآيات والدلالات، وإلـى النظر والتفكر في مواضع كثيـرة منه، وذلك لـكثرة منافعها للعباد وعظم عوائدها عليهم. قال الله تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [5].

05 - التأمل في آيات الله الكونية

لقد كانت كل إجابة لأى سؤال فى ذلك الزمان تحتوى على ما يتسع العقل لإدراكه ساعة التشريع، أما بقية الإجابة فالحق يتركها للزمن. ولا يعطينا إلا ما يفيد التشريع، مثال ذلك: كانوا قديما يقولون: الأرض كرة وأثبت لنا العلم أنها كذلك، ورأيناها بالأقمار الصناعية وانتهت القضية. وعندما سأل العرب عن الأهلة أخبرنا الحق بأنها مواقيت، والمواقيت جمع ميقات، والميقات من الوقت، والوقت هو الزمن، ونعرف أن كل حدث من الأحداث يحتاج إلى زمن وإلى مكان. إذن فالزمان والمكان مرتبطان بالحدث فلا يوجد زمان ولا مكان إلا إذا وجد حدث. والذى يقول: كيف كان الزمن قبل أن يخلق الله الخلق؟. نقول له: الزمن وُجد للحادث وهو المخلوقات والله قديم، وما دام الله قديما وليس حادثا فلا زمان ولا مكان، لا تقل متى ولا أين؛ لأن متى وأين مخلوقة. وكيف نعرف الوقت؟ نحن نعرف الوقت بأنه مقدار من الزمن، لمقدار من الحركة ولمقدار من الفعل. وأين المكان فى هذا التعريف؟ إن الزمان يتحكم أحياناً فى المكان، فيقول الزمان هو الأصل، والمكان طارئ عليه، ومرة أخرى يكون المكان هو الأصل، والزمان هو الطارئ عليه، ومرة ثالثة يتلازم الاثنان الزمان والمكان. اقرأ ايضا خواطر الإمام الشعراوي.. 05 - التأمل في آيات الله الكونية. الباطل لا يستمر

الإنذار والتخويف في آيات الله الكونية - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام

وطريقة القرآن الكريم في إثبات العقيدة الصحيحة عن الله في وجوده، ووجدانيته، ورحمته، هي طريقة سهلة خالية من التعقيدات والتكلفات، تناسب جميع العقول مهما اختلفت مستويات التفكير: إنّه لا يكلف الإنسان إلا النظر في ملكوت السماوات والأرض ليدرك أن جميع المخلوقات قامت على سنن كونية، وقوانين مطردة لا تتخلف، وان جميع هذه السنن والقوانين في كلّ عالم من عوالم الخلق، مترابطة متعاونة متفاعلة بحيث يجزم العقل المصنف بأنها صنعة متقنة لصانع واحد حكيم رحيم. وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية سبعة من الأدلة الكونية الدالة على ذلك. أوّلها: خلق السماوات والأرض على هذا النظام العجيب المتماسك منذ ملايين السنين، الذي دل العلم على أنّه ليس ماثلاً في هذه المجموعة الشمسية فحسب، ولكن في مجموعات كثيرة متشابهة لها قوانينها، ونواميسها الكونية، وأبعادها، ونسبها، وعناصر تكوينها، مما تحتار فيه العقول، ولا يسعها إلا التسليم بعظمة خالقه، ودقة صنعته، الدالة على وحدانيته، وعلى سعة رحمته. ثانيها: اختلاف الليل والنهار، يجيء أحدهما بعد الآخر، ويطول هذا فيقصر ذاك، فتختلف بذلك الأيام والفصول في كلّ قطر من أقطار الأرض وكلّ ذلك بحسبان، وللناس فيه منافع كثيرة هي آثار رحمة الله وفضله.

ايات القران التي تتكلم عن: ايات كونيه اضغط علي نص الآيه لإظهار التفسير وتصنيفات الآيه، وعلي رقم الآيه للذهاب للسورة في ذات المكان