واطيعوا الله واطيعوا الرسول

[ قال: فهم القوم أن يدخلوها] قال: فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار ، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها. قال: فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم: " لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا; إنما الطاعة في المعروف ". أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش ، به. وقال أبو داود: حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن عبيد الله ، حدثنا نافع ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ". وأخرجاه من حديث يحيى القطان. وعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله. قال: " إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم فيه من الله برهان " أخرجاه. وفي الحديث الآخر ، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ". واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف.

ما دلالة تكرار كلمة (أطيعوا) في سورة النساء وعدم ذكرها مع (أولي الأمر)؟ – جريدة عالم الثقافة – World Of Culture

وقد قال أبو العالية: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضرُّ مع "لا إله إلا اللهُ" ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ فنزلت: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ فخافوا أن يُبطل الذنبُ العملَ. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا معشرَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيءٌ من الحسنات إلا مقبول، حتى نزلَت: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾، فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش، حتى نزل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فلما نزلَت كفَفْنا عن القول في ذلك، فكنا نخافُ على مَن أصاب الكبائرَ والفواحش، ونرجو لمن لم يصبها. ثم أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، التي هي سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونهاهم عن الارتداد، الذي هو مبطلٌ للأعمال؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾؛ أي: بالردَّة؛ ولهذا قال بعدها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ [محمد: 34]، كقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾.
"وقد جاء شابٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ((ادنه))، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ((أتحبُّه لأُمِّكَ؟)) قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ((ولا الناس يُحبُّونه لأُمَّهاتهم))، قال: ((أفتُحِبُّه لابنتِكَ؟))، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لبناتهم))، قال: ((أفتُحِبُّه لأُخْتِكَ؟))، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ((ولا الناس يُحبُّونه لأخواتهم))، قال: ((أفتُحبُّه لعمَّتِكَ؟))، قال: لا... إلى آخر الحديث"، ومحل الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاسَ محارِمَ الشابِّ على المرأة التي يُريد الزنا بها. والقياس لغةً: هو التمثيل؛ نقول لا يُقاس الله بخلقه؛ أي: لا يُمثل، ويأتي بمعنى: التقدير؛ نقول: قاس الثوب إذا قدَّر طولَه وعرضَه. ما دلالة تكرار كلمة (أطيعوا) في سورة النساء وعدم ذكرها مع (أولي الأمر)؟ – جريدة عالم الثقافة – World of Culture. وفي اصطلاح الأصوليين: هو ردُّ واقعةٍ غيرِ منصوصٍ عليها إلى واقعةٍ منصوص عليها؛ لاتفاقهما في العِلَّة، وبالتالي الحكم. الواقعة غير المنصوص عليها تُسمَّى عند أهل العلم بالفرع ، وتُسمَّى بالمقيس ، وبمعنى آخر: واقعة غير منصوص عليها؛ لم يأتِ فيها دليلٌ خاصٌّ، إلى واقعة منصوص عليها تُسمَّى عند أهل العلم بالأصل، كما تُسمَّى عندهم بالمقيس عليه ؛ أي: جاء دليل في بيان حُكْمِها؛ لاتفاق بينهما في العلة، فالمقيس يأخذ حكمَ المقيس عليه؛ إذ يتفقان في الحكم لأن العلة جالبةٌ للحُكْم.