[60] قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ..} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

وفيه أيضًا: تشريف لأمه، حيث ذكرت في أشرف كتاب، في القرآن، وقد رماها اليهود بما هي منزهة عنه، فجاء ذكرها في القرآن تشريفًا لها، وهي المرأة الوحيدة التي ذكرت في القرآن، والباقي لا تذكر باسمها اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ [سورة التحريم:11] امْرَأَةُ عِمْرَانَ [سورة آل عمران:35] وهكذا، فهذا تشريف لها، والجزاء من جنس العمل، واليهود رموها بأقبح الأوصاف، واتهموها بأبشع الفرى، فكان عاقبة ذلك أن نزهها الله، وبرأها وشرفها، فذكرها في أشرف كتاب، فلا يُذكر عيسى  إلا منسوبًا إليها، فيقال: عيسى ابن مريم.

  1. تفسير: (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا)
  2. فصل: إعراب الآية رقم (111):|نداء الإيمان
  3. ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

تفسير: (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا)

جملة: (آتينا موسى... ) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (اختلف فيه) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا. وجملة: (لولا كلمة... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (سبقت... ) في محلّ رفع نعت لكلمة. وجملة: (قضي بينهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (إنّهم لفي شكّ.. ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.. إعراب الآية رقم (111): {وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (كلّا) اسم إنّ منصوب (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب حذف فعله المجزوم به، والتقدير لمّا يوفوا أعمالهم، اللام لام القسم لقسم مقدّر (يوفّينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والنون نون التوكيد و(هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. والكاف مضاف إليه (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب.. و(هم) مضاف إليه (إنّه) مثل الأول مع اسمه الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعملون) مضارع مرفوع.. ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والواو فاعل (خبير) خبر إنّ مرفوع. والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير).

فصل: إعراب الآية رقم (111):|نداء الإيمان

هكذا وجهه ابن جرير وهو محتمل والله أعلم. القرآن الكريم - فصلت 41: 45 Fussilat 41: 45

ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

وفي خلق عيسى عليه السلام آية؛ لأن الله خلقه من أنثى بلا ذكر، وهي مريم ابنة عمران من سبط يهوذا، وذلك آية من آيات الله القدرية الكونية؛ ولهذا يذكر عيسىعليه السلام غالبا في القرآن الكريم منسوبًا إلى أمه؛ للتذكير بعظيم قدرة الله تعالى حيث خلقه من أنثى بلا ذكر، بينما لا يذكر نسب غيره من الأنبياء حتى ولا لآبائهم. ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ﴾ [المائدة: 110] ومعنى ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ ﴾ أي: وقويناه وشددنا عضده ونصرناه، كما قال تعالى: ﴿ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14] وقال تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 62]. ﴿ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ روح القدس: جبريل عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [النحل: 102] وقال صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت رضي الله عنه: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله" [1].
[1] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2490) من حديث عائشة رضي الله عنها. [2] أخرجه البخاري في الصلاة (453)، ومسلم في فضائل الصحابة (2485)، والنسائي في المساجد (716)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [3] أخرجه مسلم في الإيمان (91)، والترمذي في البر والصلة (1999) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف في الموقع. [4] كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم" وقد سبق تخريجه.