[4] لذلك فإنّ الله -سبحانه وتعالى- يرحم من عباده المسلمين من شاء ويُدخلهم برحمته، وقد يكون منهم مُنتحراً إذا لم يأتِ بفعلٍ يُخرجه من الإسلام، فالله واسع المغفرة.
السؤال: السؤال الثالث في رسالة الأخ (ب. ل.
أفاد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية ، بأن الانتحار هو قتل الإنسان نفسه، وهو جريمة عُظمى تتناقض مع نصوص صريحة وردت بالقرآن والسُنة. أول ما يحدث للمنتحر بعد الموت | وهل يدخل المنتحر الجنة .؟ - YouTube. واستدل «الجندي» بقول الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» [النساء: 29]، وكذلك قوله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة: 195)، موضحًا: هما نصان صريحان في تحريم الإقدام على الانتحار، لافتًا إلى أنه ورد بالسُنة مثل ذلك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وشدد على أن أخطر ما في الانتحار أنه يُمثل سخط العبد على قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، لافتًا إلى أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أصل من أصول الإيمان بالنسبة للمسلم. المنتحر ليس كافرًا ولا يخرج من المِلة نوه «الجندي» بأن المنتحر ليس كافرًا، والانتحار لا يُعد خروجًا عن الملة، وتجري عليه جميع الأحكام الشرعية الخاصة بالمسلم حال موته، مشيرًا إلى أن المنتحر يظل مسلمًا، من تغسيل وتكفين ودفن في مقابر المسلمين، ثم أداء صلاة الجنازة عليه، متابعًا: أن هذا وهذا ليس دفاعًا عنه أو تخفيفًا لجرمه، إنما المسألة أن الله وحده هو من له أن يحاسبه.
[2] وسبب اتّفاق أهل العلم على أنّ المنتحر لا يخلد في نار جهنّم هو أنّ المنتحر لم يشرك بالله تعالى شيئًا ولم يكفر به، فالكافر والمشرك هو الخالد في نار جهنّم، وإنّ الانتحار هو من الذّنوب الّتي قد يغفرها الله تعالى لعباده يوم القيامة، أو يعاقبه عليها في النّار حتّى تُمحى سيئته ومن ثمّ يخرجه منها إلى الجنّة، مثله كمثل العاصين من المسلمين الّذين يُعذّبون على ذنوبهم في النّار وعندما تنتهي الذّنوب يخرجون منها إلى الجنّة، فأهل السّنّة والجماعة قالوا بأنّ المنتحر لا يخلد في النّار يوم القيامة، وحاله يكون كحال المسلمين الآثمين العاصين، والله أعلم. [3] تفسير خلود المنتحر في النار في حديث مسلم ورد في صحيح مسلم حديثٌ رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن قَتَلَ نَفْسَهُ بحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بها في بَطْنِهِ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا، ومَن شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهو يَتَحَسَّاهُ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا، ومَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهو يَتَرَدَّى في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا".