قصة ماء زمزم للاطفال بوربوينت

وهناك مَنْ لا يُحصى من المرضى قد أكرمهم الله بشفائهم ببركة ماء زمزم من أمراض مُعضِلة عَجَزَ عنها جَمْعُ الأطباء، وحكمة الحكماء) [5]. الخطبة الثانية الحمد لله... عباد الله.. إنَّ فضائل زمزم لا تُحصى ولا تُعدُّ ، (فمَنْ يُحْصي فضائلَه؟ فكم مِنْ مُبتلىً قد عُوفي بالمُقام عليه، والشُّربِ منه، والاغتسالِ به؟ بعد أن لم يَدَعْ في الأرض يَنبوعاً إلاَّ أتاه، واستنقع فيه! وكم من مُتَزَوِّدٍ منه في القوارير إلى أقاصي البلدان؛ لدوائه، وغاسِلِ ثيابِه بمائِه؛ لما يرجوه من بركته وحُسْنِ عائدته؟) [6]. يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ.... ﴾ [آل عمران: 96-97]. فمن أعظم الآيات البيِّنات عند بيت الله المحرَّم عين زمزم [7] ؛ شأنها شأن مقام إبراهيم، والحَجَر الأسود، والركن اليماني، والحَطِيم، ونحوها. ومن بركة ماء زمزم أنَّ الله تعالى اختاره من بين سائر المياه؛ لغسل قلب حبيبه ومصطفاه من خَلْقِه صلى الله عليه وسلم؛ لِيُستخرج من قلبه حظُّ الشيطان، ولتقوية قلبه وإعداده لتلقي الوحي، فقد شُقَّ صدره الشريف صلى الله عليه وسلم أربع مرات، وفي كل مَرَّة يُغسل بماء زمزم [8].
  1. قصة ماء زمزم للاطفال

قصة ماء زمزم للاطفال

قال ابنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ, لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ ؛ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا [أي: ظاهراً جارياً على وجه الأرض])(1). فبدأ تدفُّق ماء زمزم المبارك إكرامًا لآل إبراهيم - عليهم السلام, واستمرَّ حتى وقتنا الحاضر, وإلى أن يشاء الله تعالى. أيها الإخوة الكرام.. تقع بئر زمزم شرقي الكعبة المشرفة، على بُعد "واحدٍ وعشرين" متراً من الكعبة, ويبلغ عمقها أكثر من "ثلاثين" متراً. وقد منحها الخلفاء والملوك والحكام عنايةً كبرى ورعايةً عُظمى، فقاموا بعمارتها, وجاء العهد السعودي فازداد الاهتمام بها, فقد أُتِيح ماء زمزم للشُّرب في كلِّ أنحاء الحرم المكي الشريف, وتبيَّن من اختبارات الضَّخ أن البئر تَضُخُّ في الثانية الواحدة ما بين "أحد عشر" إلى "ثمانية عشر" لتراً من الماء, بمتوسط "تسعمائة" لترٍ في الدقيقة الواحدة. فَقِسْ على هذا؛ كم ضخَّت البئرُ من مياهٍ منذ نَبَشَها بِعَقِبِه جبريلُ - عليه السلام - لإسماعيلَ وأُمِّه هاجر! وكم روت وتروي! أجيالاً وأجيالاً من البشر(2)! عباد الله.. تبقى زمزمُ شاهداً على توكُّل هاجر على ربِّها وحسن ظنِّها به ؛ إذ أذعنت لأمره وانقادت لمشيئته, قائلةً: (إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا), فرجعت واثقةً من فضل الله تعالى, وعنايته بها وبرضيعها.

وفي حديث أبي جَهْمٍ: [ لاَ تَخَافِي أَنْ يَنْفَدَ المَاءُ]. وفي روايةٍ للفاكهي: [ لاَ تَخَافِي عَلَى أَهْلِ هَذا الوَادِي ظَمَأً؛ فَإِنَّهَا عَيْنٌ يَشْرَبُ بِهَا ضِيْفَانُ اللهِ] [15]. زاد في حديثِ أبي جَهْمٍ: [ فَقَالَتْ: بَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ]) [16]. وقد شهد التاريخ لماء زمزم؛ فالواقع الآن يُثْبِت أن ماء زمزم لم ينقطع منذ أن نَبَعَ، مع كثرة الاستقاء منه، ولا سيما في أيام رمضان والحج، إذ تُسحب منه كميات كبيرة جداً. أيها الأحبة الكرام.. إنَّ الناظر في بئر زمزم يجد أنَّ مستوى الماء فيها لا يتغيَّر، فهو على مستوىً واحد، لا يقِلُّ ولا يكثر مهما أُخِذ منه، فلا ينبع بكثرة بحيث يسيل على وجه الأرض، ولا يقِلُّ بحيث لا يبقى منه شيء) [17] ، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وهو على كل شيء قدير. الدعاء... [1] رواه البخاري، (3/ 1227)، (ح 3184). [2] انظر: موقع (الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي). [3] رواه البخاري، (3/ 1227)، (ح 3184). [4] رواه البخاري، (3/ 1230)، (ح 3185). [5] فضل ماء زمزم، د. سائد بكداش (ص 90). [6] ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، للثعالبي (ص 559). وانظر: تهذيب اللغة، (4/ 92).