في ليالي عشر رمضان ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام. وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان ، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها. أهـ قال القرطبي: { الشفع}: الاثنان ، { والوتر}: الفرد. واختلف في ذلك فروي مرفوعا عن عمران بن الحصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " الشفع والوتر: الصلاة ، منها شفع ، ومنها وتر " قال ابن كثير: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}: وهذا يمكن حمله على ما قاله ابن عباس ، أي: ذهب. ويحتمل أن يكون المراد إذا سار ، أي: أقبل. وقد يقال: إن هذا أنسب; لأنه في مقابلة قوله: { والفجر} فإن الفجر هو إقبال النهار وإدبار الليل ، فإذا حمل قوله: { والليل إذا يسر} على إقباله كان قسما بإقبال الليل وإدبار النهار ، وبالعكس ، كقوله: { والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} [ التكوير: 17 ، 18]. ما المقصود بليال عشر - موضوع. وكذا قال الضحاك: { والليل إذا يسر} أي: يجري. وقوله: { هل في ذلك قسم لذي حجر} أي: لذي عقل ولب وحجا ودين وإنما سمي العقل حجرا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال.
وعامة أهل العلم على أنها عشر ذي الحجة، فهي أفضل عشر في العام. أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَالشَّفْعِ [سورة الفجر:3]، رقم: (11609). أخرجه البخاري، أبواب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، رقم: (969). أخرجه أحمد، رقم: (14511)، وقال محققو المسند: هذا إسناد لا بأس برجاله، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر، والنسائي في الكبرى، كتاب التفسير، باب سورة الفجر، رقم: (11607)، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (8/408)، رقم: (3938)، وقال: منكر، وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه معلول بعنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس. أخرجه الترمذي، أبواب البيوع عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في التبكير بالتجارة، رقم: (1212)، وقال: حديث حسن، وأبو داود، أول كتاب الجهاد، باب في الابتكار في السفر، رقم: (2606)، وابن ماجه، أبواب التجارات، باب ما يرجى من البركة في البكور، رقم: (2236)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (7/ 360)، رقم: (2345)، وقال: حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، وقوّاه ابن عبد البر والمنذري والحافظ ابن حجر والسخاوي.
04/09 19:50 هُنا قصة كبيرة، عمرها 92 سنة ويزيد قليلا، ففي أواخر عام 1929م، وبعد مفاوضات جيدة وجادة، اشترى أحمد بك القطان أرضا واسعة، وقرر أن يبني عليها مكانا يجمع فيه أسطوات غزل ونسج السجاد اليدوي. مكان ساحر، تشربت جدرانه الزمن والسنوات والناس والأحلام وسهر الأسطوات على النول بصبر أيوب، هنا حكايات طويلة وكثيرة، كل باب ندفعه، سبقنا إليه أكثر من 1000 إنسان، أحبوا المكان وزاروه وفرحوا بكل قطعة سجاد انتهت بعد شهور وسنوات من نول متين مسنود على جدار المصنع العتيق. «ياما في النول حكايات»، هنا في مصنع القطان ، مرت نُهُر كثيرة وليال طويلة، ومئات السجاجيد التي ذهبت إلى صاحب النصيب، ما بين بيت وقصر ومتحف. يعتبر مصنع القطان للسجاد اليدوي أول مصنع متكامل أنشئ في مصر، بواسطة أحمد فهمي القطان، فقد كان مدير التعليم الفني، وكان فكره يسبق عصره، حيث أنشا التعليم الفني في مصر، الذي يعلم الطفل بداية من عامه السادس، حتى السادسة عشرة من عمره، حيث يتعلم مهنة أو حرفة والقراءة والكتابة خلال 9 سنوات. والتقى الإعلامي يسري الفخراني، محمد القطان، في حلقة اليوم من برنامج «باب رزق»، على قناة dmc، المصنع جرى تدشينه في مطلع عام 1930م، لكن قبل أن يتحول إلى مصنع كان مكانا بُني عام 1815م، وبالتالي فإنه مسجل كأثر، وهو ما يجعل ترميمه أمرا صعبا للغاية.