فليتحمّل كلُّ واحدٍ منّا مسؤوليّته حسب استطاعته، حتّى لا يعمّنا غضب الله. يقول تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة/ 78-79). وعن أمير الكلام علي (ع) في النهج الشريف "وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لما عمّوه بالرضى". ولكنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس أمراً عشوائيّاً فوضويّاً بلا قاعدة ونظام، بل هناك أسس ينبغي مراعاتها: - مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إنّ توجيه الأمر بالمعروف والنهي عن لمنكر إلى الآخرين ثقيل جدّاً عليهم، لأنّ ذلك يجعل المأمور والمنهي في موقع التخطئة والتقريع، الأمر الذي يخدش عزّته وكبرياءه ويؤذي نفسه. يقول لقمان "إنّ الموعظة تشقّ على السفيه كما يشقّ الصعود على الشيخ الكبير". حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - سطور. من هنا علينا معرفة مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقاعدة الأوّلية هي الرفق والكلمة الطيّبة، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل/ 125).
2 من الرسول ﷺ 2. 3 من القرآن 3 الغاية 4 الحكم 5 الخلاف والمناظرات 5. 1 الفريق الأول 5. 2 الفريق الثاني 5.
ذكر أبى بكر غضب الله الواقع على من رأوا الظالم ولم ينصحوه بالانصراف عن ظلمه. شدد حذيفة على المؤمنين بضرورة الأمر بالمعروف، حيث حذرهم من عقاب الله، علاوة على عدم الاستجابة لدعائهم. شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعتز أمتنا بحملها للدين الإسلامي، فوصفها الكريم بأمة الخير، حيث يجب على المسلم معرفة دوره تجاه فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ وجب عليه الأمر والنهي عقب التحلي بالأدب والعلم والانضباط والحكمة، يحتاج فرض الأمر والنهي إلى العديد من الأمور نستعرضها فيما يلي: العلم أهم الركائز الأساسية للقيام بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلن يأخذ بصحة كلام الفرد إلا إذا التزم بحكم الشرع والعادات. ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظائف. ذكر الإمام النووي رحمه الله أنه إذا كانت أمور النهي والأمر تقتصر على ما اشتهر من المحرمات والواجبات فإن جميع الناس على دراية بها، فضلا عن غير ذلك من الأمور التي يختص بمعرفتها العلماء. الأولى فالأولى في الكثير من المواقف يتواجد معروفان أو منكران، الأمر الذي يحير المسلم في أولوية البدء بمن منهم، إذ يجب عليه تفضيل الفرض على السنة والبدء بالواجبات قبل السنن، كذلك النهي عن المحرمات قبل المكروهات.
وأمّا من يرتكب الذنب لجهله بالحكم الشرعيّ، فيحتاج إلى إرشادٍ وهداية، ولا يجب في حقّه الأمر والنهي، وكذلك من يرتكب الذنب غافلاً أو جاهلاً بالموضوع، إلّا إذا كان الموضوع من الأمور المهمّة جدّاً عند الشارع، فيجب حينئذ أن يُلفت نظره إلى الحكم الشرعيّ أو انطباقه على الموضوع. 2- يجب على الآمر والناهي أن يعرفا المعروف والمنكر، وإلّا لا يجب عليهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما يجب تعلّم شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حتّى لا يقعا في المنكر أثناء الأمر والنهي. 3- إذا علم المتصدّي، أو احتمل، أنّ المكلّف لا يعتقد -اجتهاداً أو تقليداً- بوجوب فعلٍ أو حرمته، فلا يجب أمره ونهيه، بل لا يجوز، حتّى إن كان المتصدّي يَعدّ أن ذاك المكلّف ترك واجباً أو فعل حراماً. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إسلام ويب - مركز الفتوى. ثانياً: إصرار العاصي على الذنب 1- لو علم المتصدّي، أو احتمل، أنّ العاصي ليس مصرّاً على المعصيّة، ولن يستمرّ عليها دون أن يتدخّل أحد في أمره ونهيه، فلا يجب أمره ونهيه. 2- يجب التوبة من الذنب؛ فلو ارتكب المكلّف حراماً، أو ترك واجباً، فتجب عليه التوبة فوراً، ومع عدم ظهورها منه، وجب أمره بها. 3- لو حصل العلم أو الاطمئنان أنّ فلاناً يريد ارتكاب معصية، فيجب نهيه.