وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم

يقولون: لا تدخلوا الدين في كل شيء فإنما هو للمساجد وبيوت العبادة، ودعونا نحيا ونتمتع بدنيانا، أبعدوا الدين وتحكماته عن حياتنا، ولا تزعجونا في فضائياتنا ومجالسنا إلى آخر كلماتهم..! وهو نفس قول الأقدمين: { وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:88] قال العلامة السعدي رحمه الله: "أي: اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه، يا أيها الرسول، بأن قلوبهم غلف، أي: عليها غلاف وأغطية، فلا تفقه ما تقول، يعني فيكون لهم -بزعمهم- عذر لعدم العلم ، وهذا كذب منهم، فلهذا قال تعالى: { بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} أي: أنهم مطرودون ملعونون، بسبب كفرهم، فقليلا المؤمن منهم، أو قليلا إيمانهم، وكفرهم هو الكثير". المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام 0 1, 316

إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم- الجزء رقم1

المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن ». §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

تفسير قوله تعالى: {وقالوا قلوبنا غلف.....}

﴿ بِكُفْرِهِمْ ﴾ أي: بسبب كفرهم، وعدم إيمانهم، وأطلق "كفرهم"؛ لأنهم كفروا بكل ما أوجب الله الإيمان به، حتى ولو ادعوا الإيمان ببعض ذلك، فإن ذلك لا ينفعهم، وفي الآية الأخرى: ﴿ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ﴾ [النساء: 155]. أي: ليست قلوبهم غلف كما يزعمون، لا تفقه ولا تعي؛ لأن القلوب بفطرتها تقبل الحق، وليست غلفًا، بل لعنهم وأبعدهم عن الخير وعن توفيقه بسبب كفرهم. قال ابن القيم [1]: "والمعنى: لم يخلق قلوبهم غلفًا، لا تعي ولا تفقه، ثم أمرهم بالإيمان، وهم لا يفقهون، بل اكتسبوا أعمالًا عاقبناهم عليها بالطبع على القلوب والختم عليها". ﴿ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ "ما": مصدرية، أي: فقليلًا إيمانهم. والمراد بالقلة- والله أعلم- العدم؛ لقوله قبل هذا: ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87] كما يقال: "قلما رأيت مثل هذا قط"، تريد: ما رأيت مثل هذا قط. فحصرهم بأحد هذين الأمرين: التكذيب، أو القتل للأنبياء، دون الإيمان. وقد تحمل القلة هنا على ظاهرها بأن منهم من يؤمن ولكنهم قلة، وإيمانهم قليل. إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم- الجزء رقم1. أي: فقليلًا المؤمن منهم، أو فقليلًا إيمانهم، بالنسبة لما كفروا به مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ومما جاءت به رسلهم.

المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن » [1] انظر: "بدائع التفسير (1 /325). مرحباً بالضيف