محمد بن القاسم ... فاتح بلاد السند !!

قال مصعب الزبيري: القاسم من خيار التابعين. وقال العجلي: كان من خيار التابعين وفقهائهم ، وقال: مدني تابعي ثقة ، نزه ، رجل صالح. قال يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد يقول: لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم. وقال هشام بن عمار ، عن مالك: قال: أتى القاسم أمير من أمراء المدينة ، فسأله عن شيء ، فقال: إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه. وعن أبي الزناد قال: ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر. ابن وهب ، عن مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد. قال مالك: وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك ، قال: وكان القاسم قليل الحديث ، قليل الفتيا ، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء ، فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك ، فإن كان حقا ، فهو لك ، فخذه ، ولا تحمدني فيه ، وإن كان لي ، فأنت منه في حل ، وهو لك. وروى محمد بن عبد الله البكري ، عن أبيه: قال القاسم بن محمد: قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر. [ ص: 58] روى حماد بن خالد الخياط ، عن عبد الله بن عمر العمري قال: مات القاسم وسالم ، أحدهما سنة خمس ومائة ، والآخر سنة ست وقال خليفة بن خياط: مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع.

محمد بن القاسم القندوسي

[ ص: 56] وروى عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من القاسم بن محمد ، وما كان الرجل يعد رجلا حتى يعرف السنة ، وما رأيت أحد ذهنا من القاسم ، إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى. وروى خالد بن نزار ، عن ابن عيينة قال: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم وعروة وعمرة. وقال جعفر بن أبي عثمان: سمعت يحيى بن معين يقول: عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب. وقال ابن عون: كان القاسم وابن سيرين ورجاء بن حيوة يحدثون بالحديث على حروفه ، وكان الحسن وإبراهيم والشعبي يحدثون بالمعاني. يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال: رأيت القاسم بن محمد يصلي ، فجاء أعرابي فقال: أيما أعلم أنت أم سالم ؟ فقال: سبحان الله ، كل سيخبرك بما علم ، فقال: أيكما أعلم ؟ قال: سبحان الله ، فأعاد ، فقال: ذاك سالم ، انطلق ، فسله ، فقال عنه. قال ابن إسحاق: كره أن يقول: أنا أعلم ، فيكون تزكية ، وكره أن يقول: سالم أعلم مني فيكذب. وكان القاسم أعلمهما. قال ابن وهب: ذكر مالك القاسم بن محمد فقال: كان من فقهاء هذه [ ص: 57] الأمة ، ثم حدثني مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل وتخلف عن الحج ، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته ، فيبلغونه ذلك ، فيقتدي بالقاسم.

القاسم بن محمد بن أبي بكر

صفات محمد بن القاسم الثقفي بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميرًا على ثغر السند وهو لم يتجاوز 17 عامًا، وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء، وقد سحر الهنود بعدالته وسماحته، فتعلقوا به تعلقًا شديدًا. وكان من دأب محمد بن القاسم الثقفي أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي: "إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيمًا بالناس، ولتكن سخيًّا في معاملة من أحسنوا إليك، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقًا مع من يعارضك، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال". وكان محمد بن القاسم يتصف بالتواضع الرفيع، فكان في جيشه من يكبر أباه سنًّا وقدرًا، فلم تجنح نفسه معهم إلى الزهو والمباهاة، ولكنه لم يكن يقطع أمرًا إلا بمشورتهم، بَنَى المساجد في كل مكان يغزوه، وعمل على نشر الثقافة الإسلامية مبسطة ميسرة. محمد بن القاسم الثقفي وفتح بلاد السند استولى قراصنة السند من الديبل بعلم من ملكهم "داهر" في عام 90هـ على ثماني عشرة سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات، اللائي عمل آباؤهم بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان، وصرخت مسلمة من بني يربوع "وا حجاج، وا حجاج"، وطار الخبر للحجاج باستغاثتها، فنادى من وراء الجبال والبحار "لبيك لبيك".

محمد بن القاسم الثقفي

تاريخ النشر: السبت 21 ربيع الأول 1423 هـ - 1-6-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 17119 9000 0 293 السؤال أرغب في التعرف على المزيد من حياة البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي؟ وإذا أمكن إعطائي أسماء المواقع التي كتبت عنه. ولكم جزيل الشكر. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي هو أحد القادة الأربعة الأفذاذ الذين اشتهروا في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والثلاثة الآخرون هم: قتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، ومسلمة بن عبد الملك.

[10] الهوامش ↑ النَّجِيبَةُ: مؤنث النَّجيب. والجمع: نَجائب. ويقال: نَجَائِبُ الإبل: خِيارُها. ونجائبُ الأشُياء: لُبابُها وخالصها. (المعجم الوسيط). ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 357. ↑ سيرة ابن إسحاق، ص245؛ سيرة ابن هشام، ج‏1، ص190. ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص190. ↑ القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمَّدية، ج1، ص479. ↑ ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص356، ح1516. ↑ يُنظر: بحار الأنوار، ج٢٢، ص١٦٦. ↑ سيرة ابن إسحاق، ج5، ص292. البداية والنهاية، ج‏3، ص104. ↑ الرازي، تفسيرالقرآن العظيم، ج 10، ص 333. ↑ الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 245. المصادر والمراجع المجلسي، محمَّد باقر، بحار الأنوار ، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط 2، 1403 هـ/ 1983 م. ابن إسحاق، سيرة إبن إسحاق، كتاب السير والمغازي ، المغرب، معهد الدراسات والتقريب، مطبعة محمَّد الخامس، 1976 م‏. ابن هشام، عبد الملك السيرة النبوية ، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط 2، 1955 م. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية ، بيروت‏، دار‌ الفكر، د. ت. ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة ، تحقيق: صدقي جميل العطار، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1424 هـ/ 2003 م.