وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث

فمروا على سليمان ، فذكروا ذلك له ، فقال: لا تدفع الغنم فيصيبون منها ، يعني أصحاب الحرث ويقوم هؤلاء على حرثهم ، فإذا كان كما كان ردوا عليهم. فنزلت ( ففهمناها سليمان). حدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق عن شريك عن أبي إسحاق عن مسروق عن شريح في قوله ( إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: كان النفش ليلا وكان الحرث كرما ، قال: فجعل داود الغنم لصاحب الكرم ، قال: فقال سليمان: إن صاحب الكرم قد بقي له أصل أرضه وأصل كرمه ، فاجعل له أصوافها وألبانها! قال: فهو قول الله ( ففهمناها سليمان). حدثنا ابن أبي زياد قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل عن عامر قال: جاء رجلان إلى شريح فقال أحدهما: إن شياه هذا قطعت غزلا لي ، فقال شريح: نهارا أم ليلا ؟ قال: إن كان نهارا فقد برئ صاحب الشياه ، وإن كان ليلا فقد ضمن ، ثم قرأ ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: كان النفش ليلا. القصص الحق ـ غنم القوم. حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن شريح بنحوه. حدثني يعقوب قال: ثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن شريح مثله. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث)... الآية ، النفش بالليل ، والهمل بالنهار.

حكم سليمان … والألواح الإثني عشر – Alhudhayf

ت + ت - الحجم الطبيعي الاحد 19 رمضان 1423 هـ الموافق 24 نوفمبر 2002 يقول الله عز وجل: «وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً اتينا حكما وعلماً وسخرنا مع داود الجبال يسبحن وكنا فاعلين» [الأنبياء]. وكلمة: يحكمان، تدل على أن هناك خصومة فى قضية الحرث والحرث هو إثارة تربة الأرض مثلما يحرث الفلاح الأرض. الله سبحانه وتعالى سمى الزرع والثمر بالحرث حيث يقول سبحانه وتعالى: «وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل» [البقرة: 205]. فمعنى: (ويهلك الحرث) أى يهلك ما نشأ من الحرث من زروع وثمار وفواكه فسمى سبحانه الزرع حرثا. مع أن الحرث هو إعداد الأرض للزرع. الباحث القرآني. وهذا لكى يبين لنا إنه لا يمكن زرع إلا بحرث لأن الحرث إهاجة لتربة الأرض والعزق كذلك لأن الماء حينما يروى الأرض يصنع طبقة زبدية على سطحها فتسد مسام الأرض. فحين تسد هذه المسام تمنع المياه الجوفية من التبخر. وحين تظل المياه الجوفية بدون تبخر تصيب شعيرات جذور النبات بالعطب مما يجعل الزرع يصفر ويضعف. والزرع يحتاج إلى ماء قليل وإلى الهواء فإذا كان الماء كثيراً حجب الهواء عن الجذور وأضر بها.

الباحث القرآني

وتَقَدَّمَتْ تَرْجَمَةُ سُلَيْمانَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿واتَّبَعُوا ما تَتْلُو الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ﴾ [البقرة: ١٠٢] في سُورَةِ البَقَرَةِ.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنبياء - قوله تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث - الجزء رقم9

حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج عن علي بن زيد قال: ثني خليفة عن ابن عباس قال: قضى داود بالغنم لأصحاب الحرث ، فخرج الرعاة معهم الكلاب ، فقال سليمان: كيف قضى بينكم ؟ فأخبروه ، فقال: لو وافيت أمركم لقضيت بغير هذا ، فأخبر بذلك داود ، فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم ؟ قال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث ، فيكون لهم أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها ، ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم ، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه ، أخذ أصحاب الحرث الحرث ، وردوا الغنم إلى أصحابها. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى قال: ثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله ( إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث ، وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث ، وعليهم رعايتها على أهل الحرث ، ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أكل ، ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم. حدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثني ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنبياء - قوله تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث - الجزء رقم9. حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنى حجاج بنحوه ، إلا أنه قال: وعليهم رعيها. [ ص: 477] حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن ابن إسحاق عن مرة في قوله ( إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: كان الحرث نبتا ، فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود ، فقضى بالغنم لأصحاب الحرث.

القصص الحق ـ غنم القوم

لقد اتجه داود في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث. وهذا عدل فحسب. ولكن حكم سليمان تضمن مع العدل البناء والتعمير، وجعل العدل دافعاً إلى البناء والتعمير. وهذا هو العدل الحي الإيجابي في صورته البانية الدافعة. وهو فتح من الله وإلهام يهبه من يشاء. ولقد أوتي داود وسليمان كلاهما الحكمة والعلم: { وكلاً آتينا حكماً وعلماً}.. وليس في قضاء داود من خطأ، ولكن قضاء سليمان كان أصوب، لأنه من نبع الإلهام.

فَداوُدُ أوَّلُ مَن جُمِعَتْ لَهُ النُّبُوءَةُ والمُلْكُ في أنْبِياءِ بَنِي إسْرائِيلَ. وبَلَغَ مُلْكُ إسْرائِيلَ في مُدَّةِ داوُدَ حَدًّا عَظِيمًا مِنَ البَأْسِ والقُوَّةِ وإخْضاعِ الأعْدادِ. وأُوتِيَ داوُدُ الزَّبُورَ فِيهِ حِكْمَةٌ وعِظَةٌ فَكانَ تَكْمِلَةً لِلتَّوْراةِ الَّتِي كانَتْ تَعْلِيمَ شَرِيعَةٍ، فاسْتَكْمَلَ زَمَنُ داوُدَ الحِكْمَةَ ورَقائِقَ الكَلامِ. وأُوتِيَ سُلَيْمانُ الحِكْمَةَ وسُخِّرَ لَهُ أهْلُ الصَّنائِعِ والإبْداعِ فاسْتَكْمَلَتْ دَوْلَةُ إسْرائِيلَ في زَمانِهِ عَظَمَةَ النِّظامِ والثَّرْوَةِ والحِكْمَةِ والتِّجارَةِ فَكانَ في قِصَّتِهِما مَثَلٌ. وكانَتْ تِلْكَ القِصَّةُ مُنْتَظِمَةً في هَذا السِّلْكِ الشَّرِيفِ؛ سِلْكِ إيتاءِ الفُرْقانِ والهُدى والرُّشْدِ والإرْشادِ إلى الخَيْرِ والحُكْمِ والعِلْمِ. وكانَ في قِصَّةِ داوُدَ وسُلَيْمانَ تَنْبِيهٌ عَلى أصْلِ الِاجْتِهادِ وعَلى فِقْهِ القَضاءِ فَلِذَلِكَ خُصَّ داوُدُ وسُلَيْمانُ بِشَيْءٍ مِن تَفْصِيلِ أخْبارِهِما فَيَكُونُ (داوُدُ) عَطْفًا عَلى (نُوحًا) في قَوْلِهِ (ونُوحًا)، أيْ وآتَيْنا داوُدَ وسُلَيْمانَ حُكْمًا وعِلْمًا إذْ يَحْكُمانِ... إلى آخِرِهِ، فَـ (إذْ يَحْكُمانِ) مُتَعَلِّقٌ بِـ (آتَيْنا) المَحْذُوفِ، أيْ كانَ وقْتُ حُكْمِهِما في قَضِيَّةِ الحَرْثِ مَظْهَرًا مِن مَظاهِرِ حُكْمِهِما وعَمَلِهِما.

وكنا لهم حافظين ؛ أي: لا يقدرون على الامتناع منه وعصيانه، بل حفظهم الله له بقوته وعزته وسلطانه.