جريدة الرياض | خادم الحرمين يعيد لمنطقة قصر الحكم قيمتها الذاتية والمعنوية

السبت 4 ربيع الآخر 1436 هـ - 24 يناير 2015م - العدد 17015 عمل فيه عقوداً من الزمان وشهد مراحل متعاقبة من البيعة لقادة البلاد منطقة قصر الحكم وسط الرياض قيمه تاريخية كبيرة يمثل "قصر الحكم" وسط الرياض الذي يشهد مراسم البيعة لقادة هذه البلاد العمود الفقري لمدينة الرياض بما يحمله من تاريخ وقصة كفاح على مر السنين ففيه تمت مبايعة ملوك المملكة السابقين رحمهم الله كما شهد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده. ويعتبر قصر الحكم الذي عمل فيه الملك سلمان -حفظه الله- عقوداً طويلة قيمة تاريخية كبيرة، وشاهد على التطور السياسي في المملكة، إذ كان قصر الحكم مقراً للحاكم وملتقى المواطنين بقادتهم وولاة الأمر فيهم منذ عهد الإمام تركي بن عبدالله وأعيد بناء هذا القصر في موقعه السابق واستلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، ويضم الدور الأول من القصر مجلساً ملكياً شهد العديد من الاستقبالات واللقاءات الرسمية، وترتبط نشأة القصر وتأسيسه بتاريخ نشأة مدينة الرياض. وعلى مدى السنوات التي تولى فيها الملك سلمان إمارة منطقة الرياض، كان فيها بمثابة "مهندس البيعة" في قصر الحكم حيث كان رعاه الله شاهدا لجميع مراسم المبايعة في عهد توليه مسؤولية "قصر الحكم" وظل سنداً وعوناً لأشقائه أثناء مبايعتهم، بعد أن حمل على عاتقه استقبال ضيوف المملكة المعزين والمبايعين، وكان أباً لأبناء الراحلين، متحاملاً على حزنه على الرغم من تعددية مسؤولياته الجسام.

جريدة الرياض | قصر الحكم يحتفي بـ «سلمان» ملكاً

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، جاء ذلك نقلا عن التليفزيون السعودي. والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الأمير محمد بن سلمان رحب في مستهل المباحثات بزيارة الرئيس، معرباً عن تقدير السعودية لمصر قيادة وشعباً، ومشيداً بما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من أخوة صادقة وعلاقات تاريخية وثيقة. قصر الملك سلمان في طنجة. كما أشاد ولي العهد السعودي بدور مصر المحوري في دعم أمن واستقرار الدول العربية وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات، مؤكداً تطلع السعودية لمواصلة دفع العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على المستوى الاقتصادي والاستثمارى والتنموى. من جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكداً اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتقدير مصر على المستويين الرسمي والشعبي لمواقف السعودية الداعمة لإرادة الشعب المصري وجهوده التنموية.

في الذكرى السادسة.. بالصور تعرف على القصر الذي شهد مبايعة الملك سلمان

كما أكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز التواصل المستمر بين البلدين الشقيقين من خلال الزيارات المتبادلة، والحرص على أن تمثل هذه الزيارات قوة دفع لزيادة التعاون والتنسيق بين الجانبين المصرى والسعودى. وأضاف المتحدث الرسمى، أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين، لاسيما على المستوى الاقتصادي والاستثماري، بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للجانبين، وذلك في ضوء التطورات التنموية الملموسة التي تشهدها مصر من خلال المشروعات القومية العملاقة، والبنية التحتية المتطورة، فضلاً عن المناخ الاستثماري الجاذب لرؤوس الأموال.

خادم الحرمين الشريفين يستقبل الرئيس السيسي بقصر اليمامة - اليوم السابع

البرنامج أعاد بناء جامع الإمام تركي بن عبدالله وترميم حصن المصمك وبوابات الرياض التاريخية وقد عمل البرنامج الذي حظي بمتابعة وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين، على استثمار المزايا والمقومات التي تتمتع بها منطقة قصر الحكم، على اعتبارها العنصر الأبرز في معالم مدينة الرياض القديمة، وما تنفرد به من ساحات شهيرة، وبوابات تراثية، وأسواق رائجة، وعمارة تقليدية، ومعالم تاريخية، تتمثل في كل من جامع الإمام تركي بن عبدالله، وقصر الحكم، وحصن المصمك. وقد جاء برنامج التطوير؛ ليعالج الآثار التي شهدتها منطقة قصر الحكم، نتيجة الطفرة العمرانية التي شهدتها الرياض وظهور أحيائها الجديدة، وانتقال النشاطين التجاري والسكاني إلى أجزاء أخرى من المدينة، حيث عانت منطقة قصر الحكم أواخر القرن الهجري الماضي، من الأعراض التي تعانيها المناطق التاريخية في معظم المدن الحديثة، ومنها هجرة السكان وضعف البرامج الاجتماعية والاقتصادية وتراجع اهتمام السكان بالمنطقة. وتحت قيادة وتوجيه الملك سلمان، عملت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على تنفيذ برنامج التطوير المنطقة على عدة مراحل، شملت الأولى، ترميم حصن المصمك وتحويله إلى متحف، وإنشاء مقر إمارة منطقة الرياض، ومقري أمانة منطقة الرياض، وشرطة منطقة الرياض، وتطوير الطرق والمرافق الخدمية في المنطقة، وتكثيف التشجير وتنسيق المواقع.

أما المرحلة الثانية، فشملت إعادة بناء جامع الإمام تركي بن عبد الله (الجامع الكبير)، وقصر الحكم، والساحات والميادين المحيطة بهما، ومركز المعيقلية ضمن مشاركة القطاع الخاص في تطوير المنطقة، والتي شكلت معظم مشروعات المرحلة الثالثة من المشروع، وتضمنت مركزي التعمير وبن سليمان التجاريين. كما اشتمل برنامج التطوير على إعادة إنشاء الساحات العامة الشهيرة في منطقة قصر الحكم، والتي تتكون من كل من: «ميدان العدل» و»ساحة الإمام محمد بن سعود» و»ساحة الصفاة»، وتحويلها إلى وجهة مفضلة لسكان الرياض، وتنظيم العديد من البرامج والفعاليات التنشيطية في هذه الساحات كاحتفالات عيد الفطر المبارك.