يمكرون ويمكر الله

27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم تدأب الدول الاستعمارية أبدا على الكيد للدول الضعيفة، وتحاول دائما أن تجعلها في دائرة التبعية لها، حتى لا تستطيع الفكاك من أسرها أو التخلي عن الحاجة لها. والدول الاستعمارية وهي ترسم سياساتها تجاه تلك الدول الضعيفة لا تضع في حسبانها أي رد فعل لتلك الدول الضعيفة، فهي بحسبانها دولا ميتة مسلوبة الإرادة لا تستطيع الحركة أو القدرة على رد الفعل. ولكن الأمر العجيب أن تفشل الدول الاستعمارية في تحقيق أطماعها، رغم عدم قدرة الدول الضعيفة فعلا على اتخاذ أي رد فعل حيال مكائد الدول الاستعمارية. فما هو السبب في ذلك؟ إن هذه الدول الاستعمارية لا تحسب أبدا حساب قدرة الله!! ولا تدري أنها في تجبرها وعنادها فإن الله يقف لها بالمرصاد. وهكذا هو حال قوى الطغيان والظلم على مر التاريخ، كما يخبرنا القرآن الكريم بذلك. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين - YouTube. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموَالَهُم لِيَصُدٌّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ} [الأنفال: 36]. والقصة التي بين أيدينا الآن، والتي ما زالت تحدث فصولها ولم تنته بعد: غزو الولايات المتحدة للعراق.

يمكرون ويمكر ه

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/7/2020 ميلادي - 21/11/1441 هجري الزيارات: 437084 ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

ويمكرون ويمكر الله

(الأنفال، 30). يمكرون ويمكر الله. يريدون إحداث انقلاب على الدستور ليصبح الأمير يملك ولا يحكم كما يتخيلون، ويريدون أن يكونوا هم من يحكمون الدولة ليدمروها، فيجب تدميرهم قبل أن يدمروا الدولة، ويجب أن يكون مصير من يخطط لتدمير الدولة قاسيا ومهينا ليعتبر فيه من يريد العبرة، قال سبحانه: "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ". (النمل، 51). بعد فشلهم في الجلسة السابقة من تعطيل الجلسة بالفوضى التي أحدثوها، سيحاولون في الجلسة المقبلة كما يزعمون أن يحدثوا فوضى أكبر لإرغام سمو رئيس الوزراء على قبول استجوابه بعد أن حصل على تأجيله من غالبية الأعضاء، حيث رأى غالبية الأعضاء أن تلك الاستجوابات عبثية، والمقصود منها إضاعة وقت المجلس، اللهم احم بلادنا من الأشرار.

يمكرون ويمكر الله والله

فإذا كانت الولايات المتحدة بغزوها للعراق أرادت أن تهبط بأسعار البترول إلى مستويات متدنية تخدم اقتصادها وتضمن الحصول على تدفق منتظم لإمدادات البترول، فإن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يرد عليها كيدها، ويجعله في نحرها. وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم التنزيل: {وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

يمكرون ويمكر الله

(وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِیُثۡبِتُوكَ أَوۡ یَقۡتُلُوكَ أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ) [سورة الأنفال 30] بيان ناصع محكم مبين، عبر عن مكرهم فقال: ويمكرون.

يمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين

وقد زاد الله تعالى في إذلال المشركين المتآمرين لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، بما وقع لهم ليلة هجرته الشريفة، فكما في الخبر: خرج عليهم صلى الله عليه وسلم، فذرَّ على رؤوسهم التراب وخرج، وأعمى الله أبصارهم عنه، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آتٍ، فقال‏:‏ خيَّبكم الله، قد خرج محمد وذَرَّ على رؤوسكم التراب،‏ فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع الله رسوله منهم، وأذِن له في الهجرة إلى المدينة، فهاجر إليها. وأما دفاع الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم بالقول، فهو ما في هذه الآية الكريمة، وإليك بيانها: 1- قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾: وقوله: يَمْكُرُ من المكر، وهو - كما يقول الراغب - صرف الغير عما يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مكر محمود، وذلك أن يتحرى بمكره فعلًا جميلًا، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ﴾، ومكر مذموم، وهو أن يتحرى بمكره فعلًا قبيحًا، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، وقال سبحانه وتعالى في الأمرين: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 50]. وقوله: «ليثبتوك»؛ أي ليحبسوك؛ يقال: أثبته: إذا حبستَه، والمعنى: واذكر يا محمد وقت أن نجيتُك من مكر أعدائك، حين تآمروا عليك وأنت بين أظهرهم في مكة؛ "لِيُثْبِتُوكَ" أي: يحبسوك في دارك، فلا تتمكَّن من لقاء الناس ومن دعوتهم إلى الدين الحق، أَوْ يَقْتُلُوكَ بواسطة مجموعة من الرجال الذين اختلفت قبائلهم في النسب، حتى يتفرَّق دمك فيهم، فلا تقدر عشيرتك على الأخذ بثأرك من هذه القبائل المتعددة.

ثانيًا: تضمنت الآية الكريمة بيان محاولة المشركين قتل النبي صلى الله عليه وسلم، أو أسْره أو نفيه، وهذا فيه من الإساءة والاعتداء على شخصه الكريم ما فيه.