المقداد بن عمرو

فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله، ومن هذا الرّجل؟ فقال: أنا المقداد ابن عمرو وهذا الرجل [أمير المؤمنين الإمام] عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام). قال: فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل ولا الرجلان، ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد... مدرسة المقداد بن عمرو. )[10]. وفاته (رضوان الله تعالى عليه): توفي الصَّحابي الفذ المقداد بن الأسود الكندي (رحمه الله تعالى) في المدينة المنورة، في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة النَّبويَّة المباركة وهو ابن سبعين سنة[11]، بعد أن أفنى حياته في حبّ النَّبيّ الأكرم مُحَمَّد وآل بيته الأطهار (صلَّى الله تعالى عليه وآله) والموالاة لهم، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالبقيع[12]. وما هذا الا الشيء المختصر لهذا الصحابي الفذ، وأن الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلَاة واتم التسليم على نبيّه وصفيّه مُحَمَّدٍ وآله الطَّيِّبين الطَّاهِرِين، الغرّ الميامين المنتجبين، ولعن الله تعالى أعدائهم إلى قيام يوم الدِّين، إنَّه سميعٌ عليم... الهوامش: [1] ينظر: المعجم الكبير، الطبراني: 20/235. [2] ينظر: موسوعة طبقات الفقهاء، اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصَّادِق (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام): 1/242-243.

  1. مدرسة المقداد بن عمرو
  2. المقداد بن عمرو
  3. مدرسة المقداد بن عمرو البريمي

مدرسة المقداد بن عمرو

أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم".. حكمة وأية حكمة..!! انك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله، الا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..! ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية.. ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم.. ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين. وأليس من الخير اذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الاسلام، فأخذه صفوا عفوا.. هذه نظرة المقداد، تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه، وتجاربه، وكلماته، كان الأريب الحكيم.. وكان حب المقداد للاسلام عظيما.. وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما.. المقداد بن عمرو. والحب حين يكون عظيما وحكيما، فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا، لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته.. والمقداد بن عمرو من هذا الطراز.. فحبه الرسول، ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع في المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا مهنّده وحسامه..!! وحبه للاسلام، ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه.. خرج يوما في سريّة، تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا، فخالفه، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، أ، لعله لا يستحقها على الاطلاق.. فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح، فسأله، فأنبأه ما حدث ،فأخذ المقداد بيمينه، ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له: " والآن أقده من نفسك.. ومكّنه من القصاص "..!!

المقداد بن عمرو

وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح، وانتشى المقداد بعظمة الموقف، وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول وكأنه يغني: " لأموتنّ، والاسلام عزيز "..!! أجل تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة والسلام: " ان الله أمرني بحبك.. وأنبأني أنه يحبك "...

مدرسة المقداد بن عمرو البريمي

وكانت تجاربه قوتا لحكته وريا لفطنته.. ولاه الرسول على إحدى الولايات يوما, فلما رجع سأله النبي: " كيف وجدت الإمارة".. مركز الامام الصادق الدراسات التخصصية - المقداد بن عمرو. ؟؟ فأجاب في صدق عظيم: " لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس, وهم جميعا دوني.. بالحق, لا أتأمرّن على اثنين بعد اليوم, أبدا".. وإذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون.. ؟ وإذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون.. ؟ رجل لا يخدع عن نفسه, ولا عن ضعفه.. يلي الإمارة, فيغشى نفسه الزهو والصلف, ويكتشف في نفسه هذا الضعف, فيقسم ليجنّبها مظانه, وليرفض الإمارة بعد تلك التجربة ويتحاماها.. ثم يبر بقسمه فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!

إلتحاقه بالرسول و إسلامه ذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة ، وعدّ المقداد واحداً منهم. الا انه لم يستطع إظهار إسلامه خوفاً من بطش حليفه الأسود الذي صار له كالأب و السيد- كان يكتم إسلامه. مدرسة المقداد بن عمرو البريمي. ولكن المقداد كان يتحيّن الفرص للتخلّص من ربقة "الحلف" الذي أصبح يشكل بالنسبة له ضرباً من العبودية، وفي السنة الأولى للهجرة، قيّضت له الفرصة لأن يلحق بركب النبي(صلى الله عليه وسلم)، وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين. فقد عقد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لعمه الحمزة لواءً أبيض في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عير قريش، وكان هو وصاحب له، يقال له عمرو بن غزوان لا زالا في صفوف المشركين، فخرجا معهم يتوسلان لقاء المسلمين، فلما لقيهم المسلمون انحازا إليهم وذهبا إلى المدينة للقاء الرسول(صلى الله عليه وسلم)، حيث كانت بداية الجهاد الطويل. شارك المقداد في غزوات الاسلام وكان يعد بالف رجل حيث استطاع قتح مصر في زمن عمر ابن الخطاب وكان من احرص واحب الاصدقاء لعلي ابن ابي طاب (ع) حيث قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم الجنة تشتاق إلى اربع علي ابن ابي طالب وعمار ابن ياسر وابا ذر والمقداد عاصر المقداد امير المومنين علي ابن ابي طالب فتره طويلة وكان من احب الناس اليه ومن اوفو بالعهد معه وكان في حياته متعلما من المعلم المعلم من علم رسول الله وعلي ابن ابي طالب وكان مغوارا لا يركب الفرس في المعركه وذلك طول قامته وشديد بائسه وكان يلقب المقداد بالف رجل