تفسير آية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) - موضوع

وفي إجماعهم أيضا على أن العقيم التي لا تلد لا ترد. والصحيح في هذه المسألة ما بيناه. وما نسب إلى مالك وأصحابه من هذا باطل وهم مبرءون من ذلك ؛ لأن إباحة الإتيان مختصة بموضع الحرث ، لقوله تعالى: فأتوا حرثكم ، ولأن الحكمة في خلق الأزواج بث النسل ، فغير موضع النسل لا يناله ملك النكاح ، وهذا هو الحق. وقد قال أصحاب أبي حنيفة: إنه عندنا ولائط الذكر سواء في الحكم ، ولأن القذر والأذى في موضع النجو أكثر من دم الحيض ، فكان أشنع. وأما صمام البول فغير صمام الرحم. [180] قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ..} الآية:223 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وقال ابن العربي في قبسه: قال لنا الشيخ الإمام فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين فقيه الوقت وإمامه: الفرج أشبه شيء بخمسة وثلاثين ، وأخرج يده عاقدا بها. وقال: مسلك البول ما تحت الثلاثين ، ومسلك الذكر والفرج ما اشتملت عليه الخمسة ، وقد حرم الله تعالى الفرج حال الحيض لأجل النجاسة العارضة. فأولى أن يحرم الدبر لأجل النجاسة اللازمة. وقال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناسا بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك ، فنفر من ذلك ، وبادر إلى تكذيب الناقل فقال: كذبوا علي ، كذبوا علي ، كذبوا علي! ثم قال: ألستم قوما عربا ؟ ألم يقل الله تعالى: نساؤكم حرث لكم وهل يكون الحرث إلا في موضع المنبت!

تفسير آية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) - موضوع

تفسير القرآن الكريم

‏ والحرث‏:‏موضع الزرع، والولد إنما يزرع في الفرج؛ لا في الدبر ‏ ‏فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ‏ ‏ ـ وهو موضع الولد ـ ‏ ‏أَنَّى شِئْتُمْ‏ ‏ أي‏:‏من أين شئتم‏:‏من قبلها، ومن دبرها، وعن يمينها، وعن شمالها‏. ‏ فالله تعالى سمى النساء حرثًا، وإنما رخص في إتيان الحروث، والحرث إنما يكون /في الفرج‏. ‏ وقد جاء في غير أثر‏:‏أن الوطء في الدبر هو اللوطية الصغرى، وقد ثبت عن النبي أنه قال‏:‏‏(‏إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في حشوشهن‏)‏ والحش هو الدبر، وهو موضع القذر والله ـ سبحانه ـ حرم إتيان الحائض، مع أن النجاسة عارضة في فرجها، فكيف بالموضع الذي تكون فيه النجاسة المغلظة‏؟‏ ‏! ‏ وأيضًا، فهذا من جنس اللواط، ومذهب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي وأحمد وأصحابه أن ذلك حرام لا نزاع بينهم، وهذا هو الظاهر من مذهب مالك وأصحابه، لكن حكى بعض الناس عنهم رواية أخرى بخلاف ذلك، ومنهم من أنكر هذه الرواية وطعن فيها‏. ‏ وأصل ذلك ما نقل عن نافع أنه نقله عن ابن عمر، وقد كان سالم بن عبد الله يكذب نافعًا في ذلك‏. تفسير آية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) - موضوع. ‏ فأما أن يكون نافع غلط، أو غلط من هو فوقه‏. ‏ فإذا غلط بعض الناس غلطة لم يكن هذا مما يسوغ خلاف الكتاب والسنة كما أن طائفة غلطوا في إباحة الدرهم بالدرهمين، واتفق الأئمة على تحريم ذلك لما جاء في ذلك من الأحاديث الصحيحة، وكذلك طائفة غلطوا في أنواع من الأشربة‏.

معنى قوله تعالى (نساؤكم حرث لكم...) - مركز الأبحاث العقائدية

قَالَ فَأُنْزِلَتْ (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي أنها تبيح للرجل أن يأتي زوجته على أي كيفية شاء ما دام ذلك في صمام واحد وهو موضع الحرث والنسل إلا في حالتي الحيض والنفاس فلا يجوز له ذلك وقد ظن قوم أنه يجوز للرجل (( من خلال هذه الآية)) أن يأتي زوجته في دبرها (حشها) وهذا الظن غير صحيح لأن الله تعالى سمى الموضع موضع الحرث والنسل ((أي القبل)) وقد اتفقت كلمة الأمة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن ففي مسند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. تفسير اية نساؤكم حرث لكم. قَالَ « وَمَا الَّذِى أَهْلَكَكَ ». قَالَ حَوَّلْتُ رَحْلِىَ الْبَارِحَةَ. قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئاً - قَالَ - فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَةَ (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قَالَ « أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ ».

وكذلك يؤخذ من هذه الآية: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ، لم يقل: فأتوه أو فأتوهن وإنما قال: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [سورة البقرة:223]، تأكيدًا لهذا المعنى أنهن حرث، كذلك أيضًا هذا الحرث الإنسان يُحافظ عليه ويصونه من كل آفة، فهكذا المرأة ينبغي أن تُصان وتُحفظ ولا تُترك عُرضة لكل آسر وكاسر، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [سورة البقرة:223]، يعني: كيف شئتم. وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [سورة البقرة:223]، فهنا نوع في الخطاب خاطب المؤمنين وخاطب النبي ﷺ: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ، ثم حول الخطاب إلى النبي ﷺ لتبشير المؤمنين لأن ذلك يكون عن طريقه -عليه الصلاة والسلام.

[180] قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ..} الآية:223 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

تاريخ النشر: ٢٠ / جمادى الأولى / ١٤٣٧ مرات الإستماع: 2642 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فيقول الله -تبارك وتعالى- بهذه السورة الكريمة سورة البقرة: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [سورة البقرة:223]. نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ أي: أن نساءكم مُزدرع لكم، يعني: أنهن موضع زرع لكم، تُلقى النُطفة في الرحم فيخرج منها الولد بمشيئة الله -تبارك وتعالى- وإرادته، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ، وذلك بموضع الولد، وهو القُبل بأي كيفية شاء. وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ، من الأعمال الصالحة التي تتقربون بها إلى الله -تبارك وتعالى، وَاتَّقُوا اللَّهَ ، بأن تجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل ما أمر واجتناب ما نهى، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ، للحساب والجزاء يوم القيامة، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ، بما يسرهم ويُفرحهم من حُسن الجزاء عند الله -تبارك وتعالى- في الآخرة.

قلت: فالله تبارك وتعالى يأمر بإتيان النساء من حيث أمرنا, ومن الواضح بجمع الآيتين السابقتين أن المكان الذي أمرنا به مكان الحرث أي في القُبل, وبناءً على قاعدة كل أمر ضده نهي, فهو نهي عن ما عدا القُبل إلا ما جوزه النص!