قال الله تعالى: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا - بيت الحلول

الرسم العثماني قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلَا دُعَآؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًۢا الـرسـم الإمـلائـي قُلۡ مَا يَعۡبَـؤُا بِكُمۡ رَبِّىۡ لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡ‌ۚ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُوۡنُ لِزَامًا تفسير ميسر: أخبر الله تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس، لولا دعاؤهم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة، فقد كَذَّبتم-أيها الكافرون- فسوف يكون تكذيبكم مُفْضِيًا لعذاب يلزمكم لزوم الغريم لغريمه، ويهلككم في الدنيا والآخرة.

ما تفسير آية&Quot; قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما&Quot; - أجيب

وإنما يحمل العقلاء ما له قيمة، أو لهم به مصلحة أو منفعة، أما ما لا مصلحة لهم به، فإنهم يُهملونه فلا يحملونه، ولا يجعلونه في أوعيتهم. ومن هنا يأتي قولهم: ما عبأت بك شيئاً: أي ما عددتك شيئاً. وقولهم: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به، أي: ما كان له عندي وزن ولا قدر، فصار المقصود: ما يهتم وما يكترث، وهو كناية عن قلة العناية. وفي قوله تعالى: {لولا دعاؤكم} (الدعاء) الدعوة إلى شيء، والفاعل يدل عليه قوله سبحانه في الآية: {ربي} أي: لولا دعوة الله إياكم إلى دينه وطاعته، وشرعه فوقع منكم الكفر والإعراض، فتعين أن (الدعاء) في الآية الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا يلحقه من ذلك انتفاع، ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} (الذاريات:56-57). يدل قوله تعالى قل مايعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم على - الليث التعليمي. فهل لله عز وجل مصلحة لذاته لدى عباده؟ يقول العلماء إن الله سبحانه وتعالى تنزه سبحانه عن ذلك؛ فإن عبادة عابديهم لا تنفعه بشيء، وكُفْر كفارهم، وفجور فجارهم لا يضره بشيء، فهو سبحانه لا تنفعه عبادة العابدين، ولا يضره كفر الكافرين، ولا جحود الجاحدين، أو فجور الفاجرين. هذه الحقيقة جاء بيانها في الحديث القدسي فيما يرويه صلى الله عليه وسلم عن ربه، قال: (يا عبادي!

يدل قوله تعالى قل مايعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم على - الليث التعليمي

فلولا دعاؤنا، أي: دعوتنا إلى سلوك الصراط المستقيم لسعادتنا ونجاتنا، ما كان ربنا سبحانه يعبأ بنا. فعناية الله بنا هي من أجل مصلحتنا، واستيفاء شروط دعوتنا في رحلة امتحاننا في هذه الحياة الدنيا، ولولا ذلك لم يعبأ الله بنا من أجل نفسه وذاته، فهو سبحانه الغني العزيز مالك الملك، وهو على كل شيء قدير. إلا أن الإنسان على الرغم من هذه العناية الإلهية البالغة بعباده من أجل نجاتهم لم يستجب لدعوته سبحانه، بل أصر على كفره، وعناده. وعلى الرغم من هذه العناية الإلهية كذبتم الرسول المبعوث إليكم، وكذبتم بالقرآن، وكذبتم بالجزاء وبيوم الدين، وأصررتم على مواقف الكفر، وما لكم بذلك حجة تحتجون بها لدى ربكم، ولا عذر تعتذرون به ساعة حسابكم. {فسوف يكون لزاماً} أي: سوف يكون تكذيبهم لزاماً لكم، أي: لازماً لكم، لا انفكاك لكم منه. وهذا تهديد بعواقب التكذيب تهديداً مخيفاً بما فيه من الإبهام، كما يقال للجاني: قد فعلت كذا، فسوف تتحمل ما فعلت. وقال جمهور المفسرين إن المراد بـ (اللزام) هنا ما نزل بقريش يوم بدر، وهو قول عبد الله ابن مسعود، وأُبي بن كعب، ومجاهد، وغيرهم. وفي "صحيح مسلم" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام) يعني أن (اللزام) غير عذاب الآخرة.

الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يخاطب الكافرين أن الله تعالى لا يبالي بقبول دعاؤكم في وقت الشدائد ويستجيب لكم رحمة بكم لتنقذوا أنفسكم من النار وتستجيبوا لله تعالى وتؤمنوا به. - ولكنكم كذبتم بالله وبرسله فسوف يكون لزاماً على الله تعالى أن يعاملكم بجنس عملكم وأن يكون مصيركم النار ، والعذاب الشديد. - وهذه الاية فيها إنذار لمن كذب وأنكر حقيقة الرحمن سبحانه وتعالى.