ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا

هذا، والله تعالى أعلم.

  1. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 70

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 70

ولَعمري ما الفَرق؟! هَل غدا المُسلمُون أبناءُ الله وأحباؤه كَما زعَم اليهُود؟! كذلك قالَ الذين لا يعلمُون مِثلَ قولِهم تشابَهت قُلوبُهم! نسأل الله العَفو والمُعافاة، والهداية إلى سواء الصِّراط. يقُول سيِّد قُطب بشأن آيَة الأسرَى: (إنالإسلام إنما يستبقي الأسرى لديه, ليلمس في قلوبهم مكامن الخير والرجاءوالصلاح, وليوقظ في فطرتهم أجهزة الاستقبال والتلقي والتأثر والاستجابة للهدى. لاليستذلهمانتقاماً, ولا ليسخرهم استغلالاً; كما كانت تتجه فتوحات الرومان; وكماتتجهفتوحات الأجناس والأقوام)! * أتساءَل في غَمرَة هذه الثَّورات العربيَّة التي نعيشُها اليَوم: هَل يُعامِل المُتقاتلُون بعضهُم بعضًا – وهُم كُلُّهم يدينُون بالإسلام ظاهِرًا – على الأقل مِثل ما تعامَل الحبيبُ المُصطفى مَع أولئك الأسرى المُشرِكين؟! أم لَم نَسمَع إلا التَّنكيل والتَّذبيح، والتَّفنن في ألوانِ التَّعذيب مِن كُلِّ الأطراف المُتنازِعَة على حدٍّ سَواء؟! القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 70. وهَل نرتَجي بعد ذَلك مِن مُستقبلِ هذه الثَّورات خَيرًا في صَلاح البلادِ وإقامَة أمرِ الدِّين بغض الطَّرفِ عَن الجِهة التي تكُون في النِّهايَة غالبَة؟! * طبعا كَما يقُول الشَّاعر: وهَل يُنبتُ الخطيَّ إلا وشيجه؟!

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70) قوله تعالى يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى قيل: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقيل: له وحده. وقال ابن عباس رضي الله عنه: الأسرى في هذه الآية عباس وأصحابه. قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول الله ، لننصحن لك على قومك ، فنزلت هذه الآية. وقد تقدم بطلان هذا من قول مالك. وفي مصنف أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة. وعن ابن إسحاق: بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم ، ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا. ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا. وقال العباس: يا رسول الله ، إني قد كنت مسلما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فكان علينا فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وحليفك عتبة بن عمرو أخا بني الحارث بن فهر.