مسلسل مفاعل تشرنوبل

في عام 1946 كان مخرج الفيلم "إيتشيرو هوندا" عائدًا من الصين إلى اليابان -بعد مشاركته في الحرب- على متن طائرةٍ حين رأى من الجو ما تبقى من هيروشيما. يقول "هوندا": "كانت الأجواء هناك ثقيلة حقًّا. كان ثمة رعبٌ يهيمن على المشهد، ويوحي بأن العالم كان يسعى بالفعل نحو النهاية". وهكذا حاول "هوندا" تجسيد هذا الرعب في صورة وحش أسطوري هائل خرج من رحم عالم مسخته الإشعاعات الذرية لينسف المباني بضربة من يده، وليحرق كل ما حوله بزفراته اللاهبة. مسلسل تشيرنوبل: لوحات التناقض وألحان التبايُن - للعِلم. كل هذه المبالغات البصرية من أجل نقل الرعب النائم في الذرة. فماذا فعل صناع مسلسل تشيرنوبل من أجل نقل الرعب نفسه؟ لم يقدموا سوى مشاهد سريعة تبدو في الظاهر معتادةً للغاية. ما المرعب في مشهد مجموعة من الرجال يعملون على إزالة بعض الركام؟ لكن ماذا إن عرفنا أن هذا الركام ليس سوى حطام الجرافيت المتبقي على سطح المبنى من انفجار قلب المفاعل؟ وأن التعرض له لأكثر من تسعين ثانية -حتى مع طبقات الملابس الواقية- هو انتحار عاجل وبأبشع طرق الموت؟ هنا نرى الكاميرا وهي تتابع الرجال في حركات مرتجفة مهزوزة وهم يخطون إلى فم الموت، ويُهْرَعون بشجاعة فريدة للتخلص من أكبر قدر ممكن من الحطام قبل أن يلتهمهم الإشعاع، ونسمع قرقعات الدوسيميتر المجنونة تتعالى وهم ينتقلون من موضع خطير إلى موضع أكثر خطرًا، وأخيرًا يخرج أحدهم لنرى ما لم يكن من الممكن أن نتخيله: قَطْع صغير جدًّا في حذائه الواقي!

مسلسل تشيرنوبل: لوحات التناقض وألحان التبايُن - للعِلم

تعتبر التكنولوجيا سلاح ذو حدين فبالرغم من مزاياها التي ساهمت بشكل كبير في تغيير وتسهيل حياة البشر ، إلا أن لها من الأضرار ما قد يؤدي إلى كوارث ضخمة تؤثر على البشر وحتى الحجر وقد تهدد الحياة على كوكب الأرض بشكل عام. ومن أخطر الكوارث التي حدثت على سطح الأرض هي الكوارث النووية ، وقد بدأت تلك الكوارث حين استخدمت الولايات المتحدة الأسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية في حربها ضد اليابان ، حيث قامت بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي ، وقد تسببت تلك الكارثة في خسائر فادحة ، ولكن لم يكن أحد يتخيل أن تلك الكارثة ليست أسوء الكوارث النووية ، فقد تلتها كارثة تشيرنوبل في أوكرانيا. قصة مفاعل تشرنوبل: تقع مدينة تشيرنوبل ضمن دول الاتحاد السوفيتي وبالتحديد على الحدود الأوكرانية بالقرب من بيلاروسيا ، وقد قام الاتحاد السوفيتي بإنشاء هذا المفاعل عام 1977م وقد كان ذلك من باب الاستخدام السلمي للطاقة للنووية ، حيث أنه قد تم بناؤه بهدف توليد الكهرباء. كان قلب المفاعل يتكون من مجموعة من الأنابيب التي تحتوى على الوقود النووي ، وتؤدي عمليات الانشطار النووي داخل الأنابيب إلى تولد حرارة عالية جدًا ، ويمر حول تلك الأنابيب تيار من الماء فتنتقل الحرارة الناتجة من الانشطار إلى الماء فيتحول إلى بخار يخرج من قمة المفاعل.

و كان خطر الحيوانات لم يتوقف على الحيونات فقط بل انه مثل خطر على الاطفال الذين يعتمدون على حليب الماشية. – تاثير كارثة المفاعل تشيرنوبل على الاقتصاد " الاثار الاقتصادية " لقد قدرت تكاليف عملية إخلاء الاماكن من السكان و توفير مساكن لهم بحوالى 400 مليار دولار ، كما تعرضت الدول المجاورة لاضرار مادية بالغة على سبيل المثال قدمت حكومة ألمانيا الاتحادية مبلغ 260 مليون مارك ألماني ما يعادل 123 مليون دولار للمزارعين الذين تلف مزارعهم و لحق بهم اضرار.