فلما بلغ معه السعي

كتب / السيد سليم ابتلاء وصبر وتنفيذا للأمر ابتلاء من الله لنبي الله في أحب الاحباب فالابناء هم القلوب التي تمشي علي الأرض فليس بعد حب الابن حب من أمور الدنيا واذا بالاختبارالصعب المرير لكنها إرادة الله.. فلما بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ( فلما بلغ معه السعي لما شب وكبر وازداد بريق في عين أبيه وتربع في القلب جاءه الأمر بالإبر و قال ابن عباس وقتادة: يعني المشي معه إلى الجبل. فلما بلغ معه السعي تفسير مجمع البيان. وقال مجاهد عن ابن عباس: لما شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم والمعنى: بلغ أن يتصرف معه ويعينه في عمله لله تعالى ، وهو قول الحسن ومقاتل بن حيان وابن زيد ، قالوا: هو العبادة لله تعالى. واختلفوا في سنه ، قيل: كان ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: كان ابن سبع سنين. ( قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك) واختلف العلماء من المسلمين في هذا الغلام الذي أمر إبراهيم بذبحه بعد اتفاق أهل الكتابين على أنه إسحاق ، فقال قوم: هو إسحاق وإليه ذهب من الصحابة: عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، ومن التابعين وأتباعهم: كعب الأحبار ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومسروق ، وعكرمة ، وعطاء ، ومقاتل ، والزهري ، والسدي ، وهي رواية عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقالوا: كانت هذه القصة بالشام.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الصافات - قوله تعالى فبشرناه بغلام حليم - الجزء رقم24

والحليم: الموصوف بالحلم ، وهو اسم يجمع أصالة الرأي ومكارم الأخلاق والرحمة بالمخلوق. قيل: ما نعت الله الأنبياء بأقل مما نعتهم بالحلم. وهذا الغلام الذي بشر به إبراهيم هو إسماعيل ابنه البكر ، وهذا غير الغلام الذي بشره به الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط في قوله تعالى قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فذلك وصف بأنه " عليم " ، وهذا وصف ب " حليم ". تفسير سورة الصافات الآية 102 تفسير البغوي - القران للجميع. وأيضا ذلك كانت البشارة به بمحضر سارة أمه وقد جعلت هي المبشرة في قوله تعالى فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ، فتلك بشارة كرامة ، والأولى بشارة استجابة دعائه ، فلما ولد له إسماعيل تحقق أمل إبراهيم أن يكون له وارث من صلبه. فالبشارة بإسماعيل لما كانت عقب دعاء إبراهيم أن يهب الله له من الصالحين عطفت هنا بفاء التعقيب ، وبشارته بإسحاق ذكرت في هذه السورة معطوفا بالواو عطف القصة على القصة. والفاء في فلما بلغ معه السعي فصيحة لأنها مفصحة عن مقدر ، تقديره: فولد له ويفع وبلغ السعي ، فلما بلغ السعي قال: يا بني إلخ ، أي بلغ أن [ ص: 150] يسعى مع أبيه ، أي بلغ سن من يمشي مع إبراهيم في شئونه. فقوله " معه " متعلق بالسعي والضمير المستتر في " بلغ " للغلام ، والضمير المضاف إليه " معه " عائد إلى إبراهيم.

تفسير سورة الصافات الآية 102 تفسير البغوي - القران للجميع

وقال مجاهد عن ابن عباس: لما شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم والمعنى: بلغ أن يتصرف معه ويعينه في عمله. قال الكلبي: يعني العمل لله تعالى ، وهو قول الحسن ومقاتل بن حيان وابن زيد ، قالوا: هو العبادة لله تعالى. واختلفوا في سنه ، قيل: كان ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: كان ابن سبع سنين. ( قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك) واختلف العلماء من المسلمين في هذا الغلام الذي أمر إبراهيم بذبحه بعد اتفاق أهل الكتابين على أنه إسحاق ، فقال قوم: هو إسحاق وإليه ذهب من الصحابة: عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، ومن التابعين وأتباعهم: كعب الأحبار ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومسروق ، وعكرمة ، وعطاء ، ومقاتل ، والزهري ، والسدي ، وهي رواية عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقالوا: كانت هذه القصة بالشام. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ –. وروي عن سعيد بن جبير قال: أري إبراهيم ذبح إسحاق في المنام ، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة حتى أتى به المنحر بمنى ، فلما أمره الله تعالى بذبح الكبش ، ذبحه وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة وطويت له الأودية والجبال. وقال آخرون: هو إسماعيل ، وإليه ذهب عبد الله بن عمر ، وهو قول سعيد بن المسيب ، والشعبي ، والحسن البصري ، ومجاهد ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن كعب القرظي ، والكلبي ، وهي رواية عطاء بن أبي رباح ، ويوسف بن ماهك عن ابن عباس قال: المفدى إسماعيل.

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ –

قال مقاتل: رأى ذلك إبراهيم ثلاث ليال متواليات ، فلما تيقن ذلك أخبر به ابنه ، فقال: " يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ". إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الصافات - قوله تعالى فبشرناه بغلام حليم - الجزء رقم24. قرأ حمزة والكسائي: " ترى " بضم التاء وكسر الراء: ماذا تشير. وإنما أمره ليعلم صبره على أمر الله تعالى ، وعزيمته على طاعته. وقرأ العامة بفتح التاء والراء إلا أبا عمرو فإنه يميل الراء. قال له ابنه: ( ياأبت افعل ما تؤمر) وقال ابن إسحاق وغيره: فلما أمر إبراهيم بذلك قال لابنه: يا بني خذ الحبل والمدية ننطلق إلى هذا الشعب نحتطب ، فلما خلا إبراهيم بابنه في شعب ثبير أخبره بما أمر ، ( قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).

وجه الدلالة: إن طابع الشورى في الجماعة كان مبكراً، وكان مدلوله أوسع وأعمق من محيط الدولة، وشؤون الحكم فيها، إنه طابع ذاتي للحياة الإسلامية، وسمة مميزة للجماعة المختارة لقيادة البشرية وثالثها: في أمر اجتماعي، قال الله تعالى: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا)؛ وجه الدلالة: في الآية دليل على إباحة الله تعالى للوالدين التشاور في الرضاعة،فيما يؤدي إلى إصلاح الصغير،وذلك موقوف على غالب ظنونهما لا على الحقيقة واليقين. عوداً على بدء، ما علاقة الشورى بالآية، ما ذكره العلماء " في أن الأمر في قوله تعالى ( وَشَاوِرْهُمْ)، صرف عن الوجوب إلى الندب قياساً على استشارة سيدنا إبراهيم عليه السلام لابنه، أنه قياس غير سليم، فرؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يذبح ولده بكره إسماعيل عليه السلام، تكليف لإبراهيم عليه السلام، وابتلاء له، وهو كذلك وحي إلهي، والأمر الإلهي الموحى به لا يشاور فيه أصلاً، فقول إبراهيم عليه السلام لابنه من قبيل الإخبار بالأمر، والتكليف بالذبح، فهو على سبيل الإعلام ليس إلاّ "انظر حكم الشورى في الإسلام ونتيجتها(ص: 74) بتصرف يسير.

إنّ إبراهيم لم يكن ليتخلى قط عن تنفيذ أوامر الله تعالى، لكنّه أراد أن تكون مشاركة ابنه طوعية حتى يحظى بأجر التسليم والاتباع، فقبل إسماعيل بالعرض مختاراً، طائعاً محتسباً، إنّ الغلام يتولى أمر أبيه المحب (قَالَ یَـٰۤأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُ) رسالة مهمّة للخليل في الوقت الصعب، ومساندة غالية في لحظة الابتلاء المريرة. وهنا نتعلم الدرس الكامل الواضح وهو التسليم الكامل المطلق لأمر الله تعالى (سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِینَ) ، والتسليم هو القبول بأمر الله تعالى دون تردد أو شك. لقد كان بإلأمكان أنة يأتي جبريل في أوضح صور الوحي إلى إبراهيم؛ لينقل إليه الأمر بالذبح، لكن الابتلاء – ولأمر ما- جاء في صورة منام، ورؤيا الأنبياء حق؛ لتعظيم البلية به. إنّ النفوس المراوغة تبحث عن أي منفذ للفرار من تنفيذ أوامر الله تعالى، وتفرح بكل حيلة تسهل عليها ترك أوامره، لكنّ الخليل عليه السلام لم يفعل، لقد كان في أسمى حالات التسليم. رزقنا الله حسن التسليم لأمره.