عباد الله.. إنَّ الشريعة الإسلامية تدعو المسلمَ لأن يكون مُتخلِّقاً بالتسامح في تعامله مع الناس، وجميع تصرفاته من بيعٍ وشراءٍ وقضاء، وفي كل أحواله، فإذا تخلَّق بهذا الخلق الكريم؛ يسَّر الله له أمرَه، وبارك له في أحواله كلِّها، وضاعَف له الثواب، وسادتْ المودَّة والمحبَّة بين أفراد المجتمع. ومن أبرز مظاهر التسامح بين الناس: طلاقَةُ الوجه، واستقبالُ الناس بالبِشر، ومبادرتهم بالتحية والسلام والمصافحة، وحُسن المحادثة، وحُسن الصُّحبة والمعاشرة، والتغاضي عن الهفوات والزلات. ايه قرانيه عن التسامح. ومن أبرز صور التسامح في حياة الناس: التنازل عن الحق، ورفع الحرج عن الناس. فالرجل السَّمْح السَّهْل لا تَطِيبُ نفسُه بأنْ يُحَصِّل حقًّا لم تَطبْ به نفسُ الطرف الآخَر، فيُؤثر لذلك التنازل عنه، والسماحة به، وإنْ كان له. ومن سماحة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ أَرْضًا فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ مِنْ قَبْضِ مَالِكَ؟ قَالَ: إِنَّكَ غَبَنْتَنِي؛ فَمَا أَلْقَى مِنْ النَّاسِ أَحَدًا إِلاَّ وَهُوَ يَلُومُنِي، قَالَ: أَوَذَلِكَ يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاخْتَرْ بَيْنَ أَرْضِكَ وَمَالِكَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ سَهْلاً مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا» حسن - رواه أحمد في (المسند).
فوائد التسامح آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة فصلت آية 34 يقول الله تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، فالله يريدنا متحابين ونتخلص من العداوة بيننا، حيث أن للتسامح عدة فوائد سنذكرها لكم اليوم. فوائد التسامح يساعد التسامح في نهضة المجتمع ويقضي على العديد من المشكلات بين الناس، وبالتالي يجعلهم يلتفتون إلى الصالح العام بصورة أكبر. يزداد حب الناس للأشخاص المتسامحين الذين ليس في قلبهم ضغينة أو حقد تجاه أحد، وبالتالي يزداد شعورهم براحة البال. ايات عن التسامح والمغفرة - مقال. المتسامح هو شخص يحبه الله ويرضى عنه ويغفر له لأنه يتسامح بحق نفسه ولا يعامل الناس مثلما يعاملوه، فيقول الله تعالى "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". ينال العبد العزة في يوم القيامة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ثلاثٌ – والذي نفسي بيدِه – إن كنتُ لَحالفًا عليهِن: لا يَنقُصُ مالٌ من صدقةٍ؛ فتصدَّقوا، ولا يَعفو عبدٌ عن مَظلمةٍ، إلا زادَه اللهُ بِها عزًّا يومَ القيامةِ، ولا يفتَحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ، إلا فتحَ اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ".
فالمسلم الحق لا يُلجئ أخاه إلى ما لا يُطيق، ولْيُخاطبْه بالقول الحَسَن، وحتى في المُرافعات يكون عدلاً سمحاً في أخلاقه، فحَلُّ المشاكل بالطرق المُيسَّرة السمحة خيراً من حلِّها بالأمور التي تُقسِّي القلوب، وتُعظم الفجْوَة بين الأصحاب والأصدقاء. ومن السماحة: السماحةُ في الإجارة، فعلى المُسلم أن يكون سمحاً في قضاء حقِّ الأجير، فلا يُماطل بالأجير ولا يظلِمه، وليكن سمحاً مُتسامحاً في دفع الأُجرة إلى صاحبها من غير ضررٍ وأذىً يلحقه. والتسامح مطلوب في جميع المعاملات العامة بين الناس، وفي التعامل الاجتماعي مع المسلمين، بالعفوِ عمَّن أساء، وصِلَةِ مَنْ قَطَع، وإعطاءِ مَنْ مَنَع، قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35]. 5 نقاط في أهمية التسامح في حياتنا. أخي الكريم.. إنَّ الحِلمَ عن الجاهل، والعفوَ عن السَّفيه، وتحمُّل الأذى؛ يُكسبك خُلُقاً كريماً، ومكانةً ساميةً في المجتمع، يقول الله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا ﴾ [الفرقان: 63].
الجمعة 11 ذي القعدة 1430هـ - 30 اكتوبر 2009م - العدد 15103 رشيد الخيون يتحدث عن "التسامح في التاريخ الإسلامي" محمد بن زايد يشهد محاضرة في مجلسه بعنوان التسامح في التاريخ الإسلامي شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية بقصر سموه في أبوظبي محاضرة بعنوان "التسامح في التاريخ الإسلامي"، التي حاضر فيها الدكتور رشيد الخيون، باحث في التراث الفكري الإسلامي. الذي أكد أن التسامح الإسلامي تراث محجوب، وأن هذا التراث لا يهتم به أحد ولم يُعط حقه في زمننا هذا، مؤكداً أن الإسلام شريعة سمحاء. ايه من القران عن التسامح. وأضاف أن التسامح بحد ذاته مصطلح إشكالي، فهناك رأي يفسره بين الضعيف والقوي، ولكن المقصود به هو التعايش، وليس ذلك المفهوم الضيق، والمقصود بكلمة التسامح الإسلامي المسامحة والمساهلة في التعامل، وأن هناك أكثر من 100 آية في القرآن تدل على التسامح ونبذ الكراهية، وآية واحدة التي تشير إلى القتال والتي نزلت لعدة أسباب ولها ظرفيتها. وقال: "إن الحرب محدودة بأيام، ولكن الحال الطبيعية السلام الأبدي والمطلق، والكراهية محصورة في موقف ومحدودة وفي المقابل المحبة والمودة الأساس والإطلاق في الأمور الحياتية"، حيث إن جميع الآيات التي تدعو إلى المحبة والمودة تشير إلى الأبدية، منوهاً بأن آية القتال لها ظرفيتها وأسباب نزولها التي لا بد أن يفهمها الجميع، مشيراً إلى أن هناك أسلوبين لقراءة القرآن، وهو أسلوب عبدالله بن عباس الذي يأخذ بأسباب النزول والذي فتح بذلك باب الاجتهاد، وأسلوب الخوارج الضيق المنغلق.