ثانيًا: قد اختلف أهل العلم في "اسم الله الأعظم" من حيث وجوده على أقوال: القول الأول: إنكار وجوده أصلًا! لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله تعالى على آخر، وقد تأول هؤلاء الأحاديث الواردة السابقة فحملوها على وجوه: الوجه الأول: من قال بأن معنى " الأعظم " هو " العظيم " وأنه لا تفاضل بين أسماء الله تعالى.
وقال أبو البقاء الفتوحي الحنبلي – رحمه الله -: فائدتان: الأولى: أن اسم " الله " علم للذات، ومختص به، فيعم جميع أسمائه الحسنى. الثانية: أنه اسم الله الأعظم عند أكثر أهل العلم الذي هو متصف بجميع المحامد. " شرح الكوكب المنير " (ص 4). 4. وقال الشربيني الشافعي – رحمه الله -: وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعًا. " مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " (1 / 88، 89). 5. الدعاء بإسم الله الأعظم - YouTube. وقال الشيخ عمر الأشقر – رحمه الله -: والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم أنّه: (الله)، فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ اسم الله الأعظم ورد فيها. ومما يُرجِّح أن (الله) هو الاسم الأعظم أنه تكرر في القرآن الكريم (2697) سبعًا وتسعين وستمائة وألفين - حسب إحصاء المعجم المفهرس - وورد بلفظ (اللهم) خمس مرات، في حين أنّ اسمًا آخر مما يختص بالله تعالى وهو (الرحمن) لم يرد ذكره إلا سبعًا وخمسين مرة، ويرجحه أيضًا: ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة الكثيرة. " العقيدة في الله " (ص 213). ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم "الحي القيوم"، وهو قول طائفة من العلماء، ومنهم النووي، ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله.
قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية: الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى. ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه ؟ فقيل له: بلى ، فقال: دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين. أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه:- أن النبي دعا في مسجد الفتح ثلاثا: يوم الاثنين ، ويوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء ، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين ، فعرف البشر في وجهه. الدعاء بأسم الله الاعظم 17. قال جابر: فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة ، فأدعو فيها ، فأعرف الإجابة. المقصود بالصلاتين الظهر والعصر دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو وهو يقول في دعائه اللهم لا إله إلا الله أنت المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون بم دعا الله دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
[ ص: 139] قوله تعالى: ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين قوله تعالى: ألم نخلقكم من ماء مهين أي ضعيف حقير وهو النطفة وقد تقدم ، وهذه الآية أصل لمن قال: إن خلق الجنين إنما هو من ماء الرجل وحده. وقد مضى القول فيه. فجعلناه في قرار مكين أي في مكان حريز وهو الرحم. إلى قدر معلوم قال مجاهد: إلى أن نصوره. وقيل: إلى وقت الولادة. فقدرنا وقرأ نافع والكسائي ( فقدرنا) بالتشديد. وخفف الباقون ، وهما لغتان بمعنى. قاله الكسائي والفراء والقتبي. قال القتبي: قدرنا بمعنى قدرنا مشددة: كما تقول: قدرت كذا وقدرته; ومنه قول النبي - صلى الله عليه سلم - في الهلال: إذا غم عليكم فاقدروا له أي قدروا له المسير والمنازل. وقال محمد بن الجهم عن الفراء: ( فقدرنا) قال: وذكر تشديدها عن علي - رضي الله عنه - ، وتخفيفها ، قال: ولا يبعد أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدا; لأن العرب تقول: قدر عليه الموت وقدر: قال الله تعالى: نحن قدرنا بينكم الموت قرئ بالتخفيف ، والتشديد ، وقدر عليه رزقه وقدر. قال: واحتج الذين خففوا فقالوا; لو كانت كذلك لكانت فنعم المقدرون. تفسير آية أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. قال الفراء: وتجمع العرب بين اللغتين; قال الله تعالى: فمهل الكافرين أمهلهم رويدا قال الأعشى: وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا وروي عن عكرمة فقدرنا مخففة من القدرة ، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم والكسائي لقوله: فنعم القادرون ومن شدد فهو من التقدير ، أي فقدرنا الشقي والسعيد فنعم المقدرون.
رواه ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: المعنى قدرنا قصيرا أو طويلا. ونحوه عن ابن عباس: قدرنا ملكنا. المهدوي: وهذا التفسير أشبه بقراءة التخفيف. قلت: هو صحيح فإن عكرمة هو الذي قرأ فقدرنا مخففا قال: معناه فملكنا فنعم [ ص: 140] المالكون ، فأفادت الكلمتان معنيين متغايرين; أي قدرنا وقت الولادة وأحوال النطفة في التنقيل من حالة إلى حالة حتى صارت بشرا سويا ، أو الشقي والسعيد ، أو الطويل والقصير ، كله على قراءة التشديد. وقيل: هما بمعنى كما ذكرنا.