صحة حديث عطر المرأة

الحمد لله. لا يصح الاستدلال بحديث الفضل بن العباس رضي الله عنه على جواز كشف الوجه ، وقد أجاب العلماء على ذلك بجوابين. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " وأجيب عن ذلك أيضاً من وجهين: الأول: أنه ليس في شيء من روايات الحديث التصريح بأنها كانت كاشفة عن وجهها ، وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عنه ، وأقرّها على ذلك ، بل غاية ما في الحديث أنها كانت ( وضيئة) ، وفي بعض روايات الحديث: ( أنها حسناء) ، ومعرفة كونها وضيئة ، أو حسناء لا يستلزم أنها كانت كاشفة عن وجهها ، وأنه صلى الله عليه وسلم أقرّها على ذلك ، بل قد ينكشف عنها خمارها من غير قصد ، فيراها بعض الرجال من غير قصد كشفها عن وجهها. حديث رسول الله عن عطر النساء - موسوعة عين. ويحتمل أن يكون يُعرف حسنُها قبل ذلك الوقت ؛ لجواز أن يكون قد رآها قبل ذلك وعرفها ، ومما يوضح هذا: أن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما الذي روي عنه هذا الحديث لم يكن حاضراً وقت نظر أخيه إلى المرأة ، ونظرها إليه ؛ لما قدمنا من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قدمه بالليل من " مزدلفة " إلى " مِنى " في ضعفة أهله ، ومعلوم أنه إنما روى الحديث المذكور من طريق أخيه الفضل ، وهو لم يقل له: إنها كانت كاشفة عن وجهها ، واطّلاع الفضل على أنها وضيئة حسناء لا يستلزم السفور قصدًا لاحتمال أن يكون رأى وجهها ، وعرف حسنه من أجل انكشاف خمارها من غير قصد منها ، واحتمال أنه رآها قبل ذلك وعرف حسنها.

  1. حديث رسول الله عن عطر النساء - موسوعة عين

حديث رسول الله عن عطر النساء - موسوعة عين

لا تزال قضايا المرأة تشغل حيزا من التفكير الفقهي، ولا تزال نظرة الكثيرين لها نظرة التشدد والتضييق، دون المراجعة والتدقيق في نصوصها، ومن هذه القضايا: تعطر المرأة خارج منزلها، والتي لا يزال الكثير ينظر إليها من خلال بعض النصوص التي لم يراجع سندها، ولم يراجع فقهها، وشاع بين الناس رأي واحد، هو التحريم والتشديد، دون مراعاة لمستجدات الحياة، من نزول المرأة للدراسة، والعمل، والمشاركة العامة، وحاجتها لإزالة ما ينتج عن ذلك من روائح كريهة. وبداية نوضح أنه: لم يرد في القرآن الكريم أي نهي مطلقا عن تعطر المرأة، لا تصريحا ولا تلميحا، بل ورد الحديث عن الزينة بوجه عام وضوابط عامة. ولكن وردت نصوص التعطر كلها في السنة، ولذا وجب علينا النظر فيها وفي فقهها، نظرة مختصرة سريعة تاركا من يريد المزيد إلى المصادر والمراجع التي رجعنا إليها. تقسيم الأحاديث الواردة في تعطر المرأة: ويمكننا بعد نظرة للأحاديث التي وردت في تعطر المرأة تقسيمها كالتالي: 1ـ أحاديث وردت في النهي عن التعطر عند الذهاب للمسجد. 2ـ أحاديث وردت في النهي عن التعطر خارج البيت. 3ـ أحاديث وردت بجواز التعطر عند التطهر والإحرام. 1ـ أحاديث النهي عن التعطر عند الذهاب للمسجد: نرى أحاديث النهي عن التعطر أو البخور للمرأة، تتحدث عن نهيها عند الذهاب للمسجد، وأحاديث أخرى تنهى عن التعطر عند صلاة معينة، وهي صلاة العشاء، ومن ذلك: 1ـ أن أبا هريرة لقي امرأة متطيبة تريد المسجد، فقال: يا أمة الجبار، أين تريدين؟ قالت: المسجد، قال: وله تطيبت؟ قالت: نعم.

والإسلام إذ يدعو للزينة والتجمُّل فهو يحرص أن يكون ذلك منضبطا بأخلاق الشرع محققا مبتغى الشارع في دعوته للتزين، بعيدا عن الإغراء والإفتتان والإنزلاق نحو الشهوات. يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.