ولقد اتينا موسى الكتاب

ثم لا يزال هذا الدين قائماً منصوراً ظاهراً إلى قيام الساعة ولهذا قال تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" أي يوم القيامة تكون النصرة أعظم وأكبر وأجل, قال مجاهد: الأشهاد الملائكة.

ولقد آتينا موسى الكتاب | خالد الجليل - Youtube

تاريخ الإضافة: 3/12/2017 ميلادي - 15/3/1439 هجري الزيارات: 13473 تفسير: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم) ♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾. ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب. ♦ السورة ورقم الآية: هود (110). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ﴾ هذه الآية تعزية للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وتسليةٌ له باختلاف قوم موسى في كتابه ﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك ﴾ بتأخير العذاب عن قومك ﴿ لَقُضي بينهم ﴾ لَعُجِّل عقابهم وفُرِغَ من ذلك ﴿ وإنهم لفي شك منه ﴾ من القرآن {مريب} موقعٍ للرِّيبة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ﴾، التَّوْرَاةَ، ﴿ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ﴾، فَمِنْ مُصَدِّقٍ بِهِ وَمُكَذِّبٍ كَمَا فَعَلَ قَوْمُكَ بِالْقُرْآنِ، يُعَزِّي نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ﴿ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ﴾، فِي تَأْخِيرِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ، ﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾، أَيْ: لَعُذِّبُوا فِي الْحَالِ وَفُرِغَ مِنْ عَذَابِهِمْ وَإِهْلَاكِهِمْ، ﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾، مُوقِعٍ فِي الرِّيبَةِ وَالتُّهْمَةِ.

تفسير قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم). - الإسلام سؤال وجواب

انظر: "تفسير الطبري" (9/ 187). وقال "الراغب" في "تفسيره" (1/ 337): "وقوله (يعرفونه) أي العلم الذي هو النبوة، المتقدم ذكرها في قوله (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ). وقيل: عنى النبي عليه السلام بقوله: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ). وقيل: يعرفون أن التوجه إلى الكعبة حق. واختلاف أقاويلهم، باختلاف نظراتهم إلى الألفاظ. [و]من حيث المعنى: فإن معرفة الرسول عليه السلام، ومعرفة صدق قوله، وصحة ما يأمر به من أمر القبلة: متلازمة. وإنما قال: (كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)، ولم يقل أنفسهم، لأن الإنسان لا يعرف نفسه إلا بعد انقضاء برهة من دهره، ويعرف ولده من حين وجوده. ثم في ذكر الابن، ما ليس في ذكر النفس؛ فابن الإنسان عصارة ذاته، ونسخة صورته. وإنما قال: (لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ) ولم يقل يكتمونه، لأن في كتمان أمره، كتمانَ الحق جملة، وزاد في ذمهم بقوله: (وَهُمْ يَعْلَمُونَ). " انتهى. وقال "ابن عطية" في "المحرر الوجيز" (1/ 223): "وخص الأبناء دون الأنفس، وهي ألصق، لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه. ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه. " انتهى. ثانيًا: تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ أخبر سبحانه أيضًا أنهم يعرفون أن القرآن حق، كما قال: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ الأنعام/114.

ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب

﴿ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ ﴾"ما": موصولة، أي: بالذي لا تحبه ولا تميل إليه أنفسكم، أي: بما يخالف هوى أنفسكم؛ ولهذا اشتد تكذيب بني إسرائيل لعيسى ابن مريم عليه السلام، وعنادهم له لمخالفته التوراة في بعض الأحكام، كما قال تعالى إخبارًا عن عيسى: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [آل عمران: 50]. ولقد اتينا موسى الكتاب. فهم لا يقبلون من الشرع إلا ما وافق أهواءهم، كما قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [الجاثية: 23] وقال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ [الفرقان: 43]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ [القصص: 50]. ﴿ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾: جواب الشرط، ويدل ترتيب الجواب على الشرط هنا على مبادرتهم بالاستكبار عند مجيء الرسل إليهم، دون تروٍ أو تأنٍ، أو تأملٍ فيما جاؤوا به. و﴿ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾ أبلغ من "تكبرتم"؛ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالباً. والمعنى: استكبرتم عن الإيمان، وعن قبول الحق والطاعة والانقياد للرسل واتباعهم؛ تكبرًا وترفعًا منكم، وإعجابًا بأنفسكم، كما قال تعالى عن إبليس: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34] وقال صلى الله عليه وسلم: "الكبر بَطَر الحق، وغمط الناس" [3] أي: رد الحق واحتقار الناس وتنقصهم، فكل من استكبر عن اتباع الحق بعد معرفته ففيه شبه من إبليس ومن اليهود.

الآية [ المائدة: 44] ، ولهذا قال: ( وقفينا من بعده بالرسل). قال السدي ، عن أبي مالك: أتبعنا. وقال غيره: أردفنا. والكل قريب ، كما قال تعالى: ( ثم أرسلنا رسلنا تترا). [ المؤمنون: 44]. حتى ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم ، فجاء بمخالفة التوراة في بعض الأحكام ، ولهذا أعطاه الله من البينات ، وهي: المعجزات. قال ابن عباس: من إحياء الموتى ، وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله ، وإبرائه الأسقام ، وإخباره بالغيوب. وتأييده بروح القدس ، وهو جبريل عليه السلام ما يدلهم على صدقه فيما جاءهم به. فاشتد تكذيب بني إسرائيل له وحسدهم وعنادهم لمخالفة التوراة في البعض. كما قال تعالى إخبارا عن عيسى: ( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم). الآية [ آل عمران: 50]. فكانت بنو إسرائيل تعامل الأنبياء عليهم السلام أسوأ المعاملة ، ففريقا يكذبونه. وفريقا يقتلونه ، وما ذاك إلا لأنهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التوراة التي قد تصرفوا في مخالفتها ، فلهذا كان يشق ذلك عليهم ، فيكذبونهم ، وربما قتلوا بعضهم. تفسير قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم). - الإسلام سؤال وجواب. ولهذا قال تعالى: ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون).