خطبة ابوبكر الصديق / وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا

‏ إن الله بعث محمداً ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، فقرأناها وعلمناها ووعيناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان يقول قائل ‏:‏ والله ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، وإذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ‏. ‏ ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ‏:‏ ‏(‏ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ‏)‏ ، ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم ، وقولوا عبدالله ورسوله ‏. ‏ ثم إنه قد بلغني أن فلانا قال ‏:‏ والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فإنه ، لا بيعة له هو ، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ‏. خطبة ابوبكر الصديق الحلقة. ‏ إنه كان من خبرنا حين توفي الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة ، وتخلف عنا علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر ‏:‏ انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم ، وقال ‏:‏ أين تريدون يا معشر المهاجرين ‏؟‏ قلنا ‏:‏ نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، قالا ‏:‏ فلا عليكم ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم ‏.

خطبة ابوبكر الصديق الحقيقي

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي في مال أبي بكر، كما يقضي في مال نفسه ". خطبة سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه عندما تولى الخلافة. وأعتق سبعة كلهم يعذبون في الله، رضي الله تعالى عنه وأرضاه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم لما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغر الله العظيم لي زلكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. يتبع...

خطبة ابو بكر الصديق بعد وفاة الرسول

، وإذا أظفرك الله عليهم فلا تَغلُل ولا تمثل ولا تغدر ولا تجبن ولا تقتلوا ولدًا ولا شيخًا ولا امرأة ولا طفلاً، ولا تعقروا بهيمة إلا بهيمة المأكول، ولا تغدروا إذا عاهدتم ولا تنقضوا إذا صالحتم، وستمرون على قوم في الصوامع رهبانًا يزعمون أنهم ترقبوا في الله، فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم) [٥]. نموذج من خطب أبي بكر الصديق - رضي الله عنه. وصية أبو بكر الصديق قبل موته في العام 13هـ مَرِض أبو بكرالصديق رضي الله عنه مرض الموت، فاختلى بعمر بن الخطاب وأصاه وصيَّته قبل الموت فقال: ( اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم، وحُقَّ لميزان يوضع فيه الحق غدًا أن يكون ثقيلاً. وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في دار الدنيا وخفته عليهم. ، وحُقَّ لميزان يوضع فيه الباطل غدًا أن يكون خفيفًا وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: إني أخاف أن لا ألحق بهم. وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو أن لا أكون من هؤلاء، ليكون العبد راغبًا راهبًا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمة الله، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت ولست تعجزه) [٦].

خطبة ابوبكر الصديق الحلقة

فاتقوا الله - عباد الله - وراقبوه، واعتبروا بمن مضى قبلكم، واعلموا أنه لا بد من لقاء ربكم والجزاء بأعمالكم، صغيرها وكبيرها، إلا ما غفر الله، إنه غفور رحيم، فأنفسَكم أنفسَكم والمستعان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد أفضل ما صلَّيتَ على أحد مِن خلقك، وزكِّنا بالصلاة عليه، وألحقنا به، واحشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، اللهم أعنَّا على طاعتك، وانصرنا على عدوك" [1]. إن هذه القطعة النادرة من خطب أبي بكر - رضي الله عنه - لَمِن أجود الخُطب الإسلامية بعامَّة، ومِن أجود خطبه بخاصة؛ وذلك لما اشتملَت عليه من المعاني الشريفة السامية في أسلوب جزل رصين؛ فقد راعى - رضي الله عنه وأرضاه - أسلوب هذا النص؛ حيث أفرغه في قالب يُناسبه؛ لأن "المعاني الجزلة لا بد لها من ألفاظ وجمل وتراكيب في غاية الفخامة، والمعاني الرقيقة المستملحة لا بد لها من ألفاظ تناسبها رقة وسلاسة؛ ليحصل التشاكل والتناسق بين النوعين، وتكون المعاني مع الألفاظ كالعروس المجلوة في الثوب القشيب، مع إعطاء كل موضوع حقه مِن شِدَّة العبارة ولينها في النطق، ليكون ذلك أدل على المعنى" [2].

أعتق عشرين من الصحابة من ربقة العبودية، الذين كانوا يعذَّبون بأشد أنواع العذاب وأقساه، وأنفق في ذلك أربعين ألف دينار؛ قال له صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر، إن بلالاً يعذَّب في الله ". فعرف أبو بكر الذي يريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانصرف إلى منزله، فأخذ رطلاً من ذهب، فاشتراه فأعتقه، ولرأفته رضي الله عنه كان يُسمى: " الأوَّاه ". خطبة ابو بكر الصديق بعد وفاة الرسول. وفي الهجرة، تقول عائشة -رضي الله عنها-: "بينما نحن جلوس يومًا في حرِّ الظهيرة، وإذ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها أبدًا، فيقول أبو بكر: فداء له أبي وأمي، ما جاء إلا لأمر، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس على سرير أبي بكر، وقال: " أخرِجْ مَن عندك يا أبا بكر " قال: إنما هم أهلُك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: " فإن الله قد أذِنَ لي في الهجرة " قال أبو بكر وهو يبكي من الفرح: الصحبةَ يا رسول الله، قال: " الصحبة يا أبا بكر " قالت عائشة: " فو الله، ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبي يومئذٍ يبكي من الفرح "[أخرجه البخاري]. وفي جبل أجرد، في غارٍ قفرٍ مخوف، فبلغ الروعُ صاحبَه، فقال: يا رسول الله، والله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو واثق بربه: " يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما ؟! "

‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل ، فقلت ‏:‏ من هذا ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ سعد بن عبادة ، فقلت ‏:‏ ما له ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ وجع ‏. ‏ فلما جلسنا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم قال ‏:‏ أما بعد ‏:‏ فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين ، رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، قال ‏:‏ وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ، ويغصبونا الأمر ‏. خطبة ابوبكر الصديق الحقيقي. ‏ فلما سكت أردت أن أتكلم ، وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فقال أبو بكر ‏:‏ على رسلك يا عمر ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم وهو كان أعلم مني ، وأوقر ، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها قي بديهته ، أو مثلها أو أفضل حتى سكت ‏. ‏ قال ‏:‏ أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا ، ولم أكره شيئا مما قاله غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى أثم ، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ‏.

يصور الله عز وجل في هذه الآيات آخر المشاهد في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة، فبعد خروج النتائج ومعرفة كل إنسان مصيره ومنتهاه، تأتي الملائكة فتسوق المجرمين إلى النار زمراً، ومن الجانب الآخر تأتي ملائكة تقود أهل الجنة إلى مستقرهم في موكب مهيب يبشرونهم بخير محل وأكرم مقام، ثم تنتقل الملائكة أسراباً تحيط بعرش الرحمن وتحفه من كل جانب إيذاناً بانقضاء مشاهد ذلك اليوم العظيم. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً .... تفسير قوله تعالى: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً... ) تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين) قال تعالى: قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:72]. وهذا هو قول الزبانية لهم، والمتكبرون: هم الذين تكبروا على الله، فما آمنوا به ولا بلقائه، وما عبدوه وحده، ولا أطاعوه، ولا استجابوا له، فبئس المنزل منزلهم، وبئس المقام مقامهم، وبئس المثوى مثواهم، وصفة التكبر صفة ذميمة، والمؤمنون الصالحون يجب أن تنتزع هذه الصفة من قلوبهم، فلا يتكبرون ولا يترفعون، ولا يعرضون عن الناس، بل هم متواضعون دائماً، أما المتكبرون الذين تكبروا على الله، فلم يؤمنوا به ولم يخافوه ولم يرهبوه ولم يطمعوا فيه ولم يرجوه فمصيرهم في جهنم والعياذ بالله.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الزمر - قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا - الجزء رقم12

وقال بعضهم: "أضمر الخبر", وإضمار الخبر أحسن في الآية أيضاً, وهو في الكلام. ). [معاني القرآن: 3/42] قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {زمرا}: فرقا بعضهم على إثر بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 326] قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُمَرًا}: فرقاً). [العمدة في غريب القرآن: 262] تفسير قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)} قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {طبتم... }:أي: زكوتم, {فادخلوها}). إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الزمر - قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا - الجزء رقم12. [معاني القرآن: 2/425] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زمراً}: جماعات في تفرقة, وبعضهم على أثر بعض, واحدتها زمرة, قال الأخطل: شوقاً إليهم ووجداً يوم أتبعهم= طرفي ومنهم بجني كوكبٍ زمر). [مجاز القرآن: 2/191] (م) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { وسيق الذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمراً حتّى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين}: مكفوفٌ عن خبره, والعرب تفعل مثل هذا، قال عبد مناف بن ربع في آخر قصيدة: حتى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ= شلاًّ كما تطرد الجمّالة الشّردا وقال الأخطل أيضاً في آخر قصيدة: خلا إن حياً من قريش تفضلوا= على الناس أو أن الأكارم نهشلا).

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ...

وناسب كونها حالا أن أبواب الأفراح تكون مفتحة لانتظار من يجيء إليها ، بخلاف أبواب السجون. ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم): يحتمل أن يكون تحية منهم عند ملاقاتهم ، وأن يكون خبرا بمعنى السلامة والأمن. ( طبتم) أي: أعمالا ومعتقدا ومستقرا وجزاء. ( فادخلوها خالدين) أي: مقدرين الخلود. ( وقالوا) أي: الداخلون الجنة ( الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) أي: ملكناها نتصرف فيها كما نشاء ، تشبيها بحال الوارث وتصرفه فيما يرثه. وقيل: ورثوها من أهل النار ، وهي أرض الجنة ، ويبعد قول من قال هي أرض الدنيا ، قاله قتادة وابن زيد والسدي. فصل: إعراب الآية رقم (72):|نداء الإيمان. ( نتبوأ) منها ، ( حيث نشاء): أي نتخذ أمكنة ومساكن. والظاهر أن قوله: ( فنعم أجر العاملين): أي بطاعة الله هذا الأجر من كلام الداخلين. وقال مقاتل: هو من كلام الله تعالى. ( وترى الملائكة حافين): الخطاب للرسول حافين. قال الأخفش: واحدهم حاف. وقال الفراء: لا يفرد. وقيل: لأن الواحد لا يكون حافا ، إذ الحفوف: الإحداق بالشيء من حول العرش. قال الأخفش: من زائدة ، أي حافين حول العرش; وقيل: هي لابتداء الغاية. والظاهر عود الضمير من بينهم على الملائكة ، إذ ثوابهم ، وإن كانوا معصومين ، يكون على حسب تفاضل مراتبهم.

فصل: إعراب الآية رقم (72):|نداء الإيمان

{ { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ}} التي أرسلهم اللّه بها، الدالة على الحق اليقين بأوضح البراهين. { { وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}} أي: وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب هذا اليوم، باستعمال تقواه، وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال؟ { { قَالُوا}} مقرين بذنبهم، وأن حجة اللّه قامت عليهم: { { بَلَى}} قد جاءتنا رسل ربنا بآياته وبيناته، وبينوا لنا غاية التبيين، وحذرونا من هذا اليوم. { { وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}} أي: بسبب كفرهم وجبت عليهم كلمة العذاب، التي هي لكل من كفر بآيات اللّه، وجحد ما جاءت به المرسلون، فاعترفوا بذنبهم وقيام الحجة عليهم. فـ { { قِيلَ}} لهم على وجه الإهانة والإذلال: { { ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ}} كل طائفة تدخل من الباب الذي يناسبها ويوافق عملها. { { خَالِدِينَ فِيهَا}} أبدا، لا يظعنون عنها، ولا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا ينظرون. { { فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}} أي: بئس المقر، النار مقرهم، وذلك لأنهم تكبروا على الحق، فجازاهم اللّه من جنس عملهم، بالإهانة والذل، والخزي. #أبو_الهيثم #مع_القرآن 5 0 40, 306

قال الشاعر:وترى الناس إلى منزله زمرا تنتابه بعد زمروقال آخر:حتى احزألت زمر بعد زمروقيل: دفعا وزجرا بصوت كصوت المزمار. حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها جواب إذا ، وهي سبعة أبواب. وقد مضى في [ الحجر]. وقال لهم خزنتها واحدهم خازن نحو سدنة وسادن ، يقولون لهم تقريعا وتوبيخا. ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم أي الكتب المنزلة على الأنبياء. وينذرونكم أي يخوفونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى أي قد جاءتنا ، وهذا اعتراف منهم بقيام الحجة عليهم ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وهي قوله تعالى: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. شرح المفردات و معاني الكلمات: وسيق, كفروا, جهنم, زمرا, جاءوها, فتحت, أبوابهاخزنتها, يأتكم, رسل, يتلون, آيات, ربكم, وينذرونكم, لقاء, يومكم, بلى, حقت, كلمة, العذاب, الكافرين, تحميل سورة الزمر mp3: محرك بحث متخصص في القران الكريم Friday, April 29, 2022 لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب

قراءة في كتاب أيسر التفاسير ‏ هداية الآيات قال: [ هداية الآيات] والآن مع هداية الآيات: [ من هداية هذه الآيات: أولاً: بيان إهانة أهل النار بسوقهم على أرجلهم بعنف وتأنيبهم وتوبيخهم] وقد يسحبون على وجوههم إلى النار، أما أهل الإيمان وصالحو الأعمال أولياء الله، جعلنا الله منهم، فلهم نجائب -ركائب- خلقها الله لهم يركبونها إلى الجنة. [ ثانياً: التنديد بالاستكبار عن عبادة الله تعالى، وعباده المؤمنين به، المتقين له] فقد ندد الله بالكفر والكافرين الاستكبار والمستكبرين، الظلم والظالمين، والعياذ بالله. [ ثالثاً: بيان إكرام الله تعالى لأوليائه؛ إذ يحملون على نجائب رحالها من ذهب إلى الجنة، ويلقون فيها تحية وسلاماً. تحية احترام وإكرام، وسلام أمان من كل مكروه] والمسلمون هم أولياء الله وليسوا أعداءه، لأنهم آمنوا واستقاموا على منهجه فلا يخافون أبداً. [ رابعاً: بيان نهاية الموقف باستقرار أهل النار من الكفار والفجار في النار، واستقرار أهل الجنة من المؤمنين الأتقياء الأبرار في الجنة دار الأبرار. وأخيراً: ختم كل عمل بالحمد لله، فقد ابتدأ الله الخالق بالحمد فقال: الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وختم بالحمد، وقيل الحمد لله رب العالمين] وعلى العبد أن يبدأ عمله بالحمد لله، ويختمه بالحمد لله كما فعل الله عز وجل اقتداءً بالله تبارك وتعالى؛ إذ بدأ الخلق بالحمد لله، وختمه بالحمد لله.