۞ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) يقول تعالى: إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء ، فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم ، ( وإن جنحوا) أي: مالوا ( للسلم) أي المسالمة والمصالحة والمهادنة ، ( فاجنح لها) أي: فمل إليها ، واقبل منهم ذلك ؛ ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين ؛ أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. وقال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا فضيل بن سليمان - يعني النميري - حدثنا محمد بن أبي يحيى ، عن إياس بن عمرو الأسلمي ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه سيكون بعدي اختلاف - أو: أمر - فإن استطعت أن يكون السلم ، فافعل. وقال مجاهد: نزلت في بني قريظة. وهذا فيه نظر ؛ لأن السياق كله في وقعة بدر ، وذكرها مكتنف لهذا كله. وقول ابن عباس ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، وعطاء الخراساني ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة: إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في " براءة ": ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) الآية [ التوبة: 29] فيه نظر أيضا ؛ لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك ، فأما إذا كان العدو كثيفا ، فإنه تجوز مهادنتهم ، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، وكما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص ، والله أعلم.
سورة الانفال الايه 61 وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تفسير ابن الكثير يقول تعالى إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم " وإن جنحوا " أي مالوا " للسلم " أي المسالمة والمصالحة والمهادنة " فاجنح لها " أي فمل إليها واقبل منهم ذلك ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 19/9/2017 ميلادي - 28/12/1438 هجري الزيارات: 31211 ♦ الآية: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (61). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وإن جنحوا للسلم ﴾ مالوا إلى الصُّلح ﴿ فاجنح لها ﴾ فملْ إليها يعني: المشركين واليهود ثمَّ نسخ هذا بقوله: ﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ﴾ ﴿ وتوكَّل على الله ﴾ ثق به ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لقولكم ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بما في قلوبكم. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ﴾، أَيْ: مَالُوا إِلَى الصُّلْحِ، ﴿ فَاجْنَحْ لَها ﴾، أَيْ: مِلْ إِلَيْهَا وَصَالِحْهُمْ. رُوِيَ عَنْ قَتَادَة وَالْحَسَنِ: أَنَّ هذه الآية نسخت بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾[التوبة: 5]. ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾! ثِقْ بِاللَّهِ، ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾. تفسير القرآن الكريم
شرح ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾ [ا لأنفال: 61] في ضوء كلام العرب د. أورنك زيب الأعظمي [1] جاءت هذه الجملة في سورة الأنفال فقال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 60، 62]. يبدو من سياق هذه الآيات أن العدو يجنح للسلم بعد أنْ هزمهم المسلمون كما تذيُّل الآية الـ62 أنَّ هذه السلم عسى أن تكون مكرًا من مكر الحرب، ولكنها في كل حال يلجأ إليها العدوُّ بعد أن ظهر له أنَّه المغلوب أو بعد أنْ يُظهِر أنه هو المغلوب، ونفس الشيء برز من الآية التالية لسورة محمد: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ * فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 34، 35].