&Quot;وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى&Quot; - جريدة الغد

هذه من الآيات التي يحرفها الكثير من العلماء ليا بألسنتهم وليشركوا بالله ما صنعوه وما كتبته أيديهم. تفسير قوله تعالى: وما ينطق عن الهوى. ــ يقول سبحانه وتعالى (... وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى... ) هل هذه الآية تفيد الإطلاق في النطق بأن كل ما ينطق به هو وحي من الله ؟؟ هذا ما يريد الكثير من العلماء مخادعة الناس به لتمرير شركهم الذي صنعوه. إن النطق في هذه الآية مربوط بما أشار إليه الله بقوله ( إن هو) وعلى من تعود عبارة ( هو) يجب تحديدها على من تعود ، هل تعود على النطق المطلق أم تعود على القرآن ، وهذه هي الأماكن التي يختبئ فيها الماكرين من العلماء السفهاء ، والتي يجب كشفها ، فهم يعلمون يقينا بأن ( هو) تعود على القرآن وليس على النطق المطلق.

وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى دليل على

يقول المفسرون: إنّ النبيَّ ـ صلَّى الله عليه وسلّم لم ينطق عن الهوى والغرض في القرآن الذي يبلغه للناس، فهو وحيٌ من الله تعالى، بمعنى أن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ إذا قال: قال الله كذا ، فإن ذلك عن صدق، وأن الكلام هو كلام الله، وليس كلام محمد نسبه إلى ربِّه ليكسبَ قَداسة، فإنه صلّى الله عليه وسلم لا يكتُم شيئًا ممّا أُمِرَ بتبليغه حتى لو كان على غير ما يحبه هو، ولذلك لما نزل قوله تعالى في حقّه: (عَبَسَ وتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى) بلغ ذلك ولم ينقص منه شيئًا مع أنه ضِد هواه وميله، لكن الحقّ لابد أن يتبع ويبلغ. وهذا يلتقى مع قوله تعالى: ( تنزيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (سورة الحاقة: 43 ـ 47) ومع قوله ( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَى إِلِيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظيمٍ) (سورة يونس: 15). فالقُرآن هو الوحي الذي يبلغه الرسول دون تغيير أو تبديل، ودون تدخُّل هواه فيه، أما ما يحكم به بين الناس فهو نطقه هو وكلامه هو إن كان حقًّا أيَّده الله فيه وسكت عنه، وإن كان غير ذلك أرشدَه، كما في قوله تعالى: ( ولا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ولاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) (سورة التوبة: 84) بعد أن صلّى على قبر عبد الله بن أبيِّ كبير المنافقين.

وعُطف على جواب القسم { ما ينطق عن الهوى} وهذا وصف كمال لذاته. والكلام الذي ينطق به هو القرآن لأنهم قالوا فيه: { إن هذا إلا إفك افتراه} [ الفرقان: 4] وقالوا: { أساطير الأولين اكتتبها} [ الفرقان: 5] وذلك ونحوه لا يعدُو أن يكون اختراعه أو اختياره عن محبة لما يُخترع وما يُختار بقطع النظر عن كونه حقاً أو باطلاً ، فإن من الشعر حكمة ، ومنه حكاية واقعات ، ومنه تخيلات ومفتريات. وكله ناشىء عن محبة الشاعر أن يقول ذلك ، فأراهم الله أن القرآن داععٍ إلى الخير. و ( ما ( نافية نفت أن ينطق عن الهوى. وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى. والهوى: ميل النفس إلى ما تحبه أو تحب أن تفعله دون أن يقتضيه العقل السليم الحكيم ، ولذلك يختلف الناس في الهوى ولا يَختلفون في الحق ، وقد يحب المرء الحق والصواب. فالمراد بالهوى إذا أطلق أنه الهوى المجرد عن الدليل. ونفي النطق عن هَوى يقتضي نفي جنس ما يَنْطق به عن الاتصاف بالصدور عن هوى سواء كان القرآن أو غيره من الإِرشاد النبوي بالتعليم والخطابة والموعظة والحكمة ، ولكن القرآن هو المقصود لأنه سبب هذا الرد عليهم. واعلم أن تنزيهه صلى الله عليه وسلم عن النطق عن هوى يقتضي التنزيه عن أن يفعل أو يحكم عن هوى لأن التنزه عن النطق عن هوى أعظم مراتب الحكمة.

وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا تعريف الهوى وذمّه الهوى ميل النفس لما تحبّه وتلائمه، والهوى سلاح ذو حدّين فإنّه إن وافق الشّرع والأخلاق كان محمودًا مطلوبًا اتباعه وإن خالفه فهو مذموم مردود على صاحبه بالهلاك والحسرات، [١] ولمّا كان وصف الثاني الغالب عليه في النّصوص الشرعيّة من الكتاب والسنّة وُصِفَ به ودلّ عليه، وإنّ مجاهدة النّفس عن الهوى أمر مطلوبٌ شرعًا قال النّبي -عليه الصلاة والسلام- ( المجاهِدُ من جاهَدَ نَفسَه في اللَّهِ) [٢]. [٣] آيات عن اتباع الهوى نستعرض فيما يلي بعض الآيات الوردة في كتاب الله تعالى الدّالة على ذم اتباع الهوى: [٤] قال الله تعالى: { فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا}. [٥] قال الله تعالى: { فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. [٦] قال الله تعالى: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}. [٧] قال الله تعالى: { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ}. وما ينطق عن الهوي ان هو وحي يوحي. [٨] قال الله تعالى: { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ}. [٩] قال الله تعالى: { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.

تعلمون أن هناك ثلاثة أسباب لعدم عدِّ أحد إنسانا كاملا. أولا لأنكم لا تكونون مطّلعين جيدا على أحوال ذلك الشخص الذي يدّعي أنه هادٍ كامل وإنسان كامل. ثانيا: الذي يدّعي أنه هاد كامل وإنسان كامل قد لا يكون لديه علم صحيح. ثالثا: مع حيازته على علم صحيح لا يعمل به كما يجب بناء على عادته. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النجم - الآية 2. ففي هذا الرسول، خاتَم النبيين، لا يوجد أيٌّ من هذه العيوب الثلاثة: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} أي لم ينس صاحبكم ولم يعمل شيئا بدون علم، ولم يُتَّهم بالعمل بما يخالف العلم الصحيح. فالرد على السبب الأول لعدم الإيمان به هو أنه يجب أن تروا بناء على خبرة كاملة ممتدة على أربعين عاما هل في هذا الشخص (بأبي وأمي – صلى الله عليه وسلم -) ما يعيبه؟ والرد على الوجه الثاني هو أن التعبير: { مَا ضَلَّ} أي لم ينس، بل كلما خطط لصالحكم ولصالحه تحمل خططه ثمارا حسنة في نهاية المطاف. والرد على الوجه الثالث هو: { وَمَا غَوَى} أي عاش بين ظهرانيكم إلى أربعين عاما، وسمِّي صاحبكم، فهل اتُّهِم بأي علم سيّء؟ كلا. فالذي عمل الصدق والحق إلى أربعين عاما، والذي بايع على يده الصديق، ولم يُتَّهم أيٌّ واحد من أتباعه بالكذب في تبليغ أحكام الإسلام، والذي لم يفترِ على المخلوق قط فهل سيفتري عليّ الآن؟ كلا.

وما ينطق عن الهوي ان هو وحي يوحي

فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي، والوحي بلا خلاف ذِكْرٌ، والذكر محفوظ بنص القرآن، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عز وجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء، إذ ما حَفِظَ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله، فلله الحجة علينا أبدا". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والسنة تتنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى". ويلزم هنا التنبيه على معنى ومفهوم الوحي اللغوي والشرعي. فالبعض من الناس يتلاعب بخلط المعنى اللغوي بالمعنى الشرعي. فالشريعة جاءت بمعانٍ مخصوصة لبعض الألفاظ. فمثلا، الصلاة في اللغة العربية هي الدعاء، لكن الصلاة في الشريعة هيئة مخصوصة، فخلط المعنيين يسبب تناقضات وإشكالات كثيرة. والمعنى اللغوي للوحي هو الإعلام بالخفاء، ويدخل فيه الإلهام الغريزي كقوله تعالى "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ" (النحل، الآية 68). وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى دليل على. ومنه الإلهام الفطري، كقوله تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ" (القصص، الآية 7). كما يدخل فيه وسوسة الشيطان، كقوله تعالى: "وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ" (الأنعام، الآية 121)، وغيرها.

[٣٠] قال الله تعالى: { أُولئكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}. [٣١] قال الله تعالى: { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}. [٣٢] قال الله تعالى: { وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}. [٣٣] المراجع ↑ "الهوي.. معناه وذم أهله" ، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:6679، حديث صحيح. ↑ "الهوى وخطر اتباعه" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف. ↑ "آيات ورد فيها "الهوى"" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022.