البداية والنهاية/الجزء التاسع/مقتل سعيد بن جبير رحمه الله - ويكي مصدر

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 18/7/2016 ميلادي - 13/10/1437 هجري الزيارات: 71059 بين يدي المحنة: المواجهة بين الدعاة والطغاة صورة تكررت كثيرًا عبر تاريخ هذه الأمة، والدور الريادي المنوط بعلماء الأمة ودعاتها يدفعهم دومًا لهذه المواجهة، بالنصح والوعظ والإرشاد، وقيادة الناس وقت الأزمات، والدعاة والعلماء يتحملون في هذه المواجهات الكثير والكثير من المحن والابتلاءات، وهو قدرهم الذي رضوا به، وعاشوا وماتوا من أجله. التعريف به: • الإمام العلم العلَّامة، إمام التفسير، تلميذ حبر الأمة، نور العلم، وقدوة التابعين، مستجاب الدعوة، العالم الرباني سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد بإذن الله، أحد أعلام الأمة. • وُلد بالكوفة سنة 38هـ في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبها ترعرع ونشأ، أحب العلم صغيرًا؛ فجلس إلى الصحابة ينهل من علومهم ويروي عنهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فروى عن أنس بن مالك، والضحاك بن قيس، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس، وابن عمر، رأي أبا هريرة، وأبى موسى الأشعري، وأم المؤمنين عائشة وغيرهم رضي الله عنهم، فحمل عنهم علمًا جمَّا، وأحاديث كثيرة.

  1. سعيد ابن جبير والحجاج
  2. سعيد بن جبير صحابي
  3. سعيد ابن جبير شيعي

سعيد ابن جبير والحجاج

مولده: لم يصرّح أحد من المترجمين بتاريخ مولده، وصرحوا بأن مقتله كان في شعبان سنة 95 هـ، وكثير من المترجمين أو كثير من الذين يرصدون الأخبار ويؤرخون للحوادث لا يقفون كثيراً على تاريخ الميلاد، ولكنهم يضبطون تاريخ الوفاة. وقد قال لابنه: ما بقاء أبيك بعد سبعة وخمسين، كأنه عاش 57 سنة، وتوفي سنة 95 هـ، وعلى ذلك يكون ميلاده سنة 38 هـ تقريباً، وقد صرّح الذهبي بأن ميلاده كان في خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الخليفة الخامس، والذي اشتهر عند كثير من الناس أن الخليفة الخامس هو عمر بن عبد العزيز، ولكن الصحيح أن الخليفة الخامس هو الحسن بن علي؛ لأن خلافته كانت ستة أشهر بعد مقتل أبيه، وتم به ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة بعده ثلاثون سنة، أي: الخلافة الراشدة ثلاثون سنة، فتمت الثلاثون سنة بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما. الصحابي الجليل سعيد بن جبير | المرسال. وقال بعضهم: مات وله تسع وأربعون سنة، فيكون ميلاده سنة 46 هـ. صفته: قال الذهبي: روي أنه كان أسود اللون. وعن عبد الله بن نمير عن فطر قال: رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية. وعن أيوب قال: سئل سعيد بن جبير عن الخضاب بالوسمة فكرهه، وقال: يكسو الله العبد النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد؟!

سعيد بن جبير صحابي

• بعد أن أعطى سعيد بن جبير بيعته للحجاج بن يوسف الثقفي بحد السيف في مكة بعد مقتل ابن الزبير رضي الله عنهما، عاد إلى الكوفة، وأخذ في نشر العلم، ورواية الحديث، ولكنه سرعان ما فوجئ بتعيين الطاغية الحجاج واليًا على العراق، ولما دخل الحجاج العراق حاول استمالة العلماء والقراء؛ لعلمه بسخط الناس وأهل العلم على سياسته، وظلمه وأسلوبه في الحكم؛ فأغدق العطايا على الإمام سعيد، وجعله بمثابة القاضي والمشير، ومن خاصته، ولكن لم تكن تلك اللعاعة من الدنيا لتغري إمامًا مثل سعيد بن جبير، وتغير موقفه ورأيه في الحجاج، وسياسته وجرائمه.

سعيد ابن جبير شيعي

قال: فما تقول في عبد الملك بن مروان؟ قال: إن يكن محسناً فعند الله ثواب إحسانه وإن يكن مسيئاً فلن يعجز الله، قال: فما تقول في؟ قال: أنت بنفسك أعلم. قال: بث في علمك. قال: إذاً أسوءك ولا أسرك. قال: بث. قال: نعم، ظهر منك جور في حد الله، وجرأة على معاصيه بقتلك أولياء الله. قال: والله لأقطعنك قطعاً وأفرقن أعضاءك عضواً عضواً. قال: إذاً تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك، والقصاص أمامك. قال: الويل لك من الله. قال: لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار، قال: اذهبوا به، فاضربوا عنقه، قال سعيد: إني أشهدك أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أستحفظك بها حتى ألقاك يوم القيامة، فلما ذهبوا به ليقتل تبسم فقال له الحجاج: مم ضحكت؟ قال: من جرأتك على الله عز وجل. فقال الحجاج: أضجعوه للذبح فأضجع فقال: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}. فقال الحجاج: اقلبوا ظهره إلى القبلة. سعيد بن جبير صحابي. فقرأ سعيد: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فقال: كبوه على وجهه. فقرأ سعيد: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}: فذبح من قفاه، قال: فبلغ ذلك الحسن بن أبي الحسن البصري فقال: اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج، فما بقي إلا ثلاثاً حتى وقع في جوفه الدود فمات.

انتصارات ابن الأشعث استمرت لفترة ليست بالقصيرة حتي بدا بدأت الكفة تميل الي الحجاج حتى تمت هزيمة ابن الأشعث ، وعندها فر هاربًا بنفسه دون التفكير في باقي الجيش ، أمر الحجاج جنوده بالمناداة في الناس لتجديد البيعة له ؛ فاستجاب كثير من الجيش ولكن كان هناك من توارى ولم يتمم له البيعة وهؤلاء كان نصيبهم القتل. إزاء هذا المشهد المعقد رحل ابن جبير عن الكوفة سريعًا ؛ خوفًا من القتل على يد الجنود وظل يجوب بلاد الله الواسعة ، حتى استقر في قرية صغيرة في أراضي مكة وظل بها عشر سنوات ، حتى أصبح واليًا على هذه القرية أحد ولاة بني أمية وهو خالد بن عبد الله: ابن جبير والمواجهة مع الحجاج وعندها خاف أصحاب سعيد رضي الله عنه من هذا الوالي ، وطلبوا منه أن يترك القرية ويذهب لمكان آخر ؛ حتى لا يعلم الحجاج بمكانه ، ولكنه رفض رفضًا شديدًا وأصر على عدم الرحيل. ولكن لم يلبث أن ادرك الحجاج بمكان التابعي الجليل ، وأمر أن يُساق مقيدًا حتى يصل إليه ، وعندما وصل إليه أمر الحجاج بذبحه ، وأدَّعى أنه عدو لله ودينه ، وهكذا استشهد التابعي الجليل رحمه الله ، وباء الحجاج بن يوسف الثقفي بإثمه ، التابعي الجليل وقبل أن يلقي ربه دعا على الحجاح وقال اللهم لا تسلطه على أحد بعدي لكي يقتله ، واستجاب الله تعالى له ، ومرض الحجاج مرض شديد ولم يقتل أحد بعدها لعشر سنوات حتى الموت