القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الذاريات - الآية 23

القول في تأويل قوله تعالى: ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ( 23)) يقول - تعالى ذكره - مقسما لخلقه بنفسه: فورب السماء والأرض ، إن الذي قلت لكم أيها الناس: إن في السماء رزقكم وما توعدون لحق ، كما حق أنكم تنطقون.

  1. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الذاريات - الآية 23

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الذاريات - الآية 23

وقوله: ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) يقسم تعالى بنفسه الكريمة أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء ، كائن لا محالة ، وهو حق لا مرية فيه ، فلا تشكوا فيه كما لا تشكوا في نطقكم حين تنطقون. وكان معاذ ، رضي الله عنه إذا حدث بالشيء يقول لصاحبه: إن هذا لحق كما أنك هاهنا. قال مسدد ، عن ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن الحسن البصري قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا ". القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الذاريات - الآية 23. ورواه ابن جرير ، عن بندار ، عن ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن الحسن ، فذكره مرسلا.

وقد نقل المؤلف بقية كلام الفراء في توجيه ذلك الجمع بين اللفظين. واستشهد به النحويون على مثل ما استشهد به الفراء. وانظر تفصيل الكلام على البيت في خزانة الأدب الكبرى للبغدادي (٢: ٥٢٩ - ٥٣٤) وقد نسب البيت لأبي الربيس الثعلبي. وروايته كما في شعره (في الخزانة ٥٣٢): من النفر البيض الذين إذا انتموا... وهاب الرجال حلقة الباب فعقعوا يمدح عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو صاحب الناقة التي سرقها أبو الربيس ومدح صاحبها وروى الجاحظ في البيان والتبيين أن الأبيات التي منها بيت الشاهد قالها شاعر يمدح بها أسيلم بن الأحنف الأسدي، قال: وكان ذا بيان وأدب وعقل وجاه، وهو الذي يقول فيه الشاعر... الأبيات.