كلمات عن ماذا علمتني الحياة - كلام في كلام

وفي كتاب ماذا علمتني الحياة؟ يتحدث الدكتور جلال أمين عن سيرته الذاتية والتي يكتب من خلالها بعض الملامح العامة للحياة في الفترات المختلفة التي مر بها في حياته. يتحدث المؤلف عن نشأته وعلاقته بأبويه وإخوته الثمانية، كما يتحدث عن التحولات الفكرية والمحطات الرئيسية التي مرت بها حياته. لم أجد أي مبرر لاستخدام سلاح الإهانة الشخصية لكسب معركة سياسية. جلال أمين نظرة في حياة الدكتور جلال أمين جلال الدين أحمد أمين هو عالم اقتصادي وكاتب وأكاديمي مصري شهير. وُلد الدكتور جلال أمين في عام 1935م في جمهورية مصر العربية. حصل على درجة البكالريوس في الحقوق من جامعة القاهرة المصرية عام 1955م. حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الجامعة اللندنية. عمل كأستاذ لمادة الاقتصاد في كلية الحقوق بجامعة عين شمس في الفترة ما بين 1965م و1974م. وفي الفترة ما بين عام 1974م وعام 1978م عمل أمين كمستشار اقتصادي للصندوق الكويتي للتنمية. عمل الدكتور جلال أمين كأستاذ اقتصاد زائر في جامعة كاليفورنيا لمدة عام حتى 1979م. ومنذ سنة 1979م وحتى عام وفاته عمل كأستاذ للاقتصاد في الجامعة الأمريكية في القاهرة. فاز أمين بجائزة سلطان العويس في مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية في عام 2009م.
  1. ماذا علمتني الحياه
  2. ماذا علمتني الحياة

ماذا علمتني الحياه

ماذا علمتني الحياة يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "ماذا علمتني الحياة" أضف اقتباس من "ماذا علمتني الحياة" المؤلف: جلال أمين الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "ماذا علمتني الحياة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...

ماذا علمتني الحياة

لا زلت أشعر ببعض الألم ووخز الضمير حتى الآن، كلما تذكرت منظر أبي وهو جالس فى الصالة وحده ليلا، فى ضوء خافت. دون أن يبدو مشغولا بشيء على الإطلاق. لا قراءة ولا كتابة، ولا الاستماع إلى راديو. وقد رجعت أنا لتوي من مشاهدة فيلم سينمائى مع بعض الأصدقاء. أحيي أبى فيرد التحية. وأنا متجه بسرعة إلى باب حجرتى وفى نيتى أن أشرع فورا فى النوم، بينما هو يحاول استبقائي بأي عذر هروبا من وحدته. وشوقا إلى الحديث فى أى موضوع. يسألنى أين كنت فأجيبه. وعمن كان معى فأخبره. و عن اسم الفيلم فأذكره. كل هذا بإجابات مختصرة أشد الاختصار وهو يأمل فى عكس هذا بالضبط. فإذا طلب منى أن أحكى له موضوع الفيلم شعرت بضيق. و كأنه يطلب منى القيام بعمل ثقيل. أو كأن وقتى ثمين جدا لا يسمح بأن أعطى أبى بضع دقائق. لا أستطيع حتى الآن أن أفهم هذا التبرم الذى كثيرا ما يشعر به شاب صغير إزاء أبيه أو أمه، مهما بلغت حاجتهما إليه، بينما يبدى منتهى التسامح وسعة الصدر مع زميل أو صديق له فى مثل سنه مهما كانت سخافته وقلة شأنه. هل هو الخوف المستطير من فقدان الحرية والاستقلال، وتصور أى تعليق أو طلب يصدر من أبيه أو أمه وكأنه محاوله للتدخل فى شئونه الخاصة أو تقييد لحريته؟ لقد لاحظت أحيانا مثل هذا التبرم من أولادى أنا عندما أكون فى موقف مثل موقف أبى الذى وصفته حالا.

أن القمر منوّر وجميل، لكن وجهه الآخر ظلامٌ وغموض. أن الأمطار الهادئة والهنيّة المباركة قد تتحوّل إلى فياضانات جارفة. أن الثلج الأبيض الناصع اللطيف يكون أحياناً قاسياً مجمّداً للحياة. أن الفواكه الشهيّة اللذيذة قد تكون في بعضها سامّة قاتلة. أن النحلة المعطاءة قد تصبح لادغة خادعة. أن العصافير زقزقتها ألحانٌ مريحة على إيقاع الطبيعة، لكن الغراب موجود بصوته المزعج. لم أكن أظنّ يوماً أن بيوتنا الخشبيّة يسهل تدميرها وهدمها. ولكن... طريق العودة... وهل من طريقٍ للعودة؟ سامحيني يا أرضي، سامحيني لأنني لم أستطع النضال كفايةً كي أبقى معك. نعم ابتعدت، ولكنّني لن أتركك لمصيرك وأن يشبه مصيري، ولا أريدك أن تبكي أو تغضبي أو تحزني، بل أريد فقط أن تعتبي وتعلمي أن الفراق المفروض والمحتّم يولّد اشتياقاً كبيراً وحبّاً عظيماً يتعاظم أكثر يوماً بعد يوم، وأحلم بالوصال والعناق. لأنني، أخيراً فهمت أن قساوة الحياة والصعوبات تصنع وتخرج إلى الحياة رجالاً، فوعدي لك يا أرضي أن الذكريات الجميلة التي أصبحت أليمة ستبقى حيّة في داخلي إلى يوم عودتي بالاندفاع الرجوليّ كي أعبدك وأعبد السماء فوقك. فإن الذي يجري في عروقي ليس دمي، بل فيض غزارة ذكرياتي التي تحملني إلى النضال.