ص922 - كتاب جامع الأصول - مكرز بن حفص - المكتبة الشاملة

[١٧ - إرسال مكرز بن حفص لمفاوضة الرسول - عليه السلام -] ٥١٣ - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم الطويل الذي سبق أجزاء منه ".. فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال: دعوني آته، فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا مكرز، وهو رجل فاجر) فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -" (١). [١٨ - إرسال النبي - عليه السلام - خراش بن أمية الخزاعي لمفاوضة قريش] ٥١٤ - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم من رواية الإِمام أحمد وابن إسحاق بسند صحيح وسبق أجزاء منه "... ص317 - كتاب صحيح السيرة النبوية للعلي - إرسال مكرز بن حفص لمفاوضة الرسول عليه السلام - المكتبة الشاملة. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة، وحمله على جمل يقال له الثعلب، فلما دخل مكة عقرت به قريش، وأرادوا قتل خراش، فمنعهم الأحابيش، حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٢). [١٩ - إرسال سهيل بن عمرو لمفاوضة الرسول - عليه السلام -] ٥١٥ - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم السابق: "... أن قريشًا بعثوا سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي فقالوا: أثبت محمدًا فصالحه، ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة أبدًا" (٣).

  1. انساب الاشراف للبلاذري - البلاذري - مکتبة مدرسة الفقاهة
  2. بوابة الشعراء - مكرز بن حفص - لا يبعدن ربيعة بن مكدم
  3. ص317 - كتاب صحيح السيرة النبوية للعلي - إرسال مكرز بن حفص لمفاوضة الرسول عليه السلام - المكتبة الشاملة
  4. بوابة الشعراء - مكرز بن حفص

انساب الاشراف للبلاذري - البلاذري - مکتبة مدرسة الفقاهة

الشيخ عبد الحسين الشبستري مكرز بن حفص هو مكرز بن حفص الأخيف بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص القرشي، العامري، المعيصي. أحد مشركي قريش المعاصرين للنبي (ص) في بدء دعوته، وكان من سادات قريش وأبطالهم وشعرائهم. عادى النبي (ص) وشاكسه، وتولى قيادة المشركين في بعض حروبهم مع النبي (ص)، ووصفه النبي (ص) بالفجور. أيام صلح الحديبية أرسله المشركون لكي يكلم النبي (ص)، فلما قدم على النبي (ص) ورآه، قال (ص): "هذا رجل غادر". بوابة الشعراء - مكرز بن حفص. كان من المشركين الذين وقعوا صحيفة صلح الحديبية مع النبي (ص) والمسلمين هلك بعد سنة 2هـ. القرآن الكريم ومكرز بن حفص دخل هو وجماعة على شاكلته من المشركين على النبي (ص) وقالوا له: ائت لنا بكتاب لا يمنعنا من عبادة أصنامنا، ولا يعيب علينا عبادتها، فنزلت فيهم الآية 15 من سورة يونس: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.

بوابة الشعراء - مكرز بن حفص - لا يبعدن ربيعة بن مكدم

و لدى رجوع بديل إلى قريش أخبرهم بنية المسلمين ، لكنهم لم يثقوا بكلامه فأرسلوا مبعوثاً آخر يسمى " مكرز بن حفص " فتحادث مع النبي و رجع إلى قريش ، و قال لهم ما قاله بديل ، لكن قريشاً لم تصدق مكرزاً أيضا. و لحسم الموقف بعثت قريش الحليس بن علقمة كبير رماة العرب ، فلما رآه النبي ( صلَّى الله عليه و آله) قادماً ، قال: " إن هذا من قوم يتألَّهون ـ أي يعظمون أمر الله ـ فأبعثوا الهَدي في وجهه حتى يراه " 7. انساب الاشراف للبلاذري - البلاذري - مکتبة مدرسة الفقاهة. فلما رأى الحليس الهدي و قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله ، رجع إلى قريش ، و لم يقابل النبي ( صلَّى الله عليه و آله) و قال لهم: والله ما على هذا حالفناكم ، و لا على هذا عاقدناكم ، أيُصدّ عن بيت الله من جاء معظماً له و قد ساق الهدي معكوفاً إلى محله ؟! و الذي نفس حليس بيده لتُخلّنَّ بين محمد و ما جاء له ، أو لأنفِّرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد 7. كان لموقف الحليس و مقالته أثراً كبيراً لتسريع عجلة المحادثات و المفاوضات ، فبعثت قريش بعروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين حتى يتفاوض مع النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله) و يخرج من المفاوضات بحل يرضي الطرفين ، و تعهدت له قريش بأن تقبل ما يقوله. جاء عروة و تبادل الحديث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله) ، لكن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة ، إلا أنه لمَّا شاهد المسلمين من قريب و رأى إعظامهم للنبي ( صلَّى الله عليه و آله) و إطاعتهم له ، و لمس ثباتهم في عقيدتهم و شدة إيمانهم ، تأثَّر بمعنويات المسلمين الرفيعة تأثراً كبيراً.

ص317 - كتاب صحيح السيرة النبوية للعلي - إرسال مكرز بن حفص لمفاوضة الرسول عليه السلام - المكتبة الشاملة

التفاصيل مِكْرَز بن حفص بن الأخيف القرشي العامريّ: ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في الصَّحابة؛ وقال: يقال له صحبة، قال ابن حجر العسقلاني: ولم أره لغيره.

بوابة الشعراء - مكرز بن حفص

و عندما رجع إلى قريش قال لهم و هو يُعظّم النبي ( صلَّى الله عليه و آله): " يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه ، و قيصر في ملكه ، و النجاشي في ملكه ، و إني والله ما رأيت مَلِكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، و لقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء قط ، فروا رأيكم " 9. لكن قريشاً بقيت مصرةً على موقفها الخاطئ لأنها لم تكن تريد السلام ، بل كانت تميل إلى الحرب و الفتنة ، فقد حاول خمسون رجلاً منها أن تغير على المسلمين بهدف إرعابهم. أما الرسول ( صلَّى الله عليه و آله) فقد قرر أن يبعث إلى قريش مبعوثاً من قبله كي يحاورهم ويتفاوض معهم من جديد. و بعد محاورات جرت بين النبي المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله) و بين قريش ، وافقت قريش على أن يسمحوا للمسلمين بزيارة البيت لمدة ثلاثة أيام ، لكن ليس في هذه السنة بل في العام القادم ، و قَبِلَ الرسول ( صلَّى الله عليه و آله) ذلك و كتب بينهم كتاب صلح لمدة ثلاث سنين ، و شرطوا الأمور التالية: 1. أن يخرج المشركون من مكة خلال الأيام الثلاث المخصصات لزيارة المسلمين لبيت الله الحرام. أن يدخل المسلمون مكة بسلاح الراكب لا أكثر. 3. أن لا يؤذي أحد من أصحاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله) أحداً من المشركين ، و إن لا يؤذي أحد من المشركين أحداً من أصحاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله).

أما خالد بن الوليد فقد لحق المسلمين بعدما علم بتوجههم إلى الحديبية ، و ما أن وصل حتى حاصرهم و حال بينهم و بين ما يريدونه من أداء العمرة. و لم يبق أمام الرسول ( صلَّى الله عليه و آله) سوى خيارين ، الحرب أو الدخول في مفاوضات مع العدو. أما الحرب فلم يكن يريدها منذ البداية ، إذ لم يُعدِّ المسلمين لذلك ، بل أنه ذكّر المسلمين بحرمة التقاتل في الأشهر الحرم و هو في المدينة قبيل خروجه منها ، و يشهد على ذلك أمران: 1. قول رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله): " إنا لم نجيء لِقتال أحدٍ ، و لكنا جئنا معتمرين " 7. 2. عدم حمل المسلمين من السلاح ما يتناسب مع الحرب و القتال ، إذ لم يكن التأهب للقتال ، و لم يكن سلاحهم يتجاوز سلاح الراكب و المسافر العادي ، و هذا من أدلّ الأدلة على عدم إرادة النبي ( صلَّى الله عليه و آله) الحرب و القتال ، رغم عدم مهابته منها إذا اقتضى الأمر ذلك. لهذا نجد أن الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله) قال عند نزوله الحديبية: " لا تدْعوني قريشٌ اليوم إلى خطة يَسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها " 8. و بلغ قريش كلام رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) فبعثوا ببعض رجالهم إلى المسلمين يستفسرون سبب توجههم إلى مكة ، فبعثوا أولاً بديل بن ورقاء الخزاعي مع جماعة ، فسئل النبيَ ( صلَّى الله عليه و آله) عن نيته فأجابه ( صلَّى الله عليه و آله) قائلاً: " إنا لم نجيء لِقتال أحدٍ ، و لكنا جئنا معتمرين " 7.